نقل عن مسؤول إسرائيلي قوله يوم الإثنين إن إسرائيل لا ترى حاجة لهدنة آخرى في غزة وذلك في الوقت الذي تفجرت فيه توترات بين حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وواشنطن بسبب وساطة الولايات المتحدة لإنهاء الحرب الدائرة منذ نحو ثلاثة أسابيع.
وتراجع القتال في قطاع غزة يوم الأحد بعد موافقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على دعوة من الأمم المتحدة لوقف القتال لمدة 24 ساعة قبل حلول عيد الفطر.
ولكن إسرائيل عرقلت ذلك بعد تخليها عن عرضها بتمديد هدنة لمدة 12 ساعة من السبت مع إستمرار إطلاق الصواريخ الفلسطينية.
واجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر حتى الساعات الأولى من صباح الإثنين لمناقشة مقترحات من بينها تصعيد هجوم غزة الذي قتل فيه نحو 1100 شخص.
وزار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المنطقة الأسبوع الماضي في محاولة لوقف نزيف الدم وسهلت مصر وتركيا وقطر والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يدعمه الغرب إتصالاته مع حماس التي تقاطعها واشنطن رسميا.
وتريد إسرائيل أن تأخذ مصر زمام المبادرة في كبح جماح الاسلاميين الفلسطينيين . وهي تشعر بقلق من الدوحة وأنقرة اللتين تدافعان عن مطالب حماس برفع الحصار عن قطاع غزة.
وطعن مسؤول أمريكي كبير في سيل من التسريبات الصحفية لمسؤولين إسرائيليين يدينون مسودة إتفاقية منسوبة لكيري بوصفها تتبنى مطالب حماس بشكل كبير وقال للصحفيين إن جهود كيري حرفت.
ولكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضغط على إسرائيل خلال اتصال هاتفي بنتنياهو يوم الأحد كي توقف إطلاق النار دون شروط وربط على ما يبدو مطلبها الأساسي بتجريد حماس من الصواريخ التي تعبر الحدود والأنفاق باتفاقية سلام مع الفلسطينيين ليس لها مكان في الأفق الدبلوماسي.
وقال البيت الأبيض إن "الرئيس شدد على وجهة النظر الأمريكية بأن اي حل دائم في نهاية الأمر للصراع الإسرائيلي الفلسطيني لابد وأن يضمن نزع سلاح الجماعات الإرهابية ونزع سلاح غزة."
وأضاف إنه على الرغم من أن أوباما يريد التوصل لهدنة على أساس إتفاقية مصرية أنهت حرب غزة الماضية في نوفمبر تشرين الثاني 2012 فإن الولايات المتحدة تدعم أيضا "التنسيق الإقليمي والدولي لوقف العمليات القتالية."
ولم ترد إسرائيل بشكل فوري ولم تعلن ما قررته خلال اجتماع مجلس الوزراء المصغر خلال الليل .
ولكن إذاعة إسرائيل نقلت عن مسؤول حكومي لم تكشف النقاب عنه قوله "ليس هناك حاجة لأي وقف أخر لإطلاق النار. فلتوقف حماس إطلاق النار أولا."
ويشير هذا إلى تفضيل وقف متبادل من الناحية الفعلية للعمليات القتالية على أي إتفاق يحافظ على ترسانات حماس ويعزز موقفها من خلال تحسين اقتصاد غزة المشلول.
وفي تصريحات أدلى بها في وقت سابق الأحد بدا نتنياهو مستعدا لتخفيف أوضاع الفلسطينين في قطاع غزة ولكنه قال إن ذلك لابد وأن يكون"مصحوبا" بنزع سلاح حماس.
وقال لشبكة (سي.إن.إن) "أعتقد أنه لا يمكن الحصول على انعاش إجتماعي واقتصادي لسكان غزة دون ضمان نزع السلاح."
ويقول مسؤولو غزة إن الهجمات الجوية والبحرية والبرية الإسرائيلية أدت لقتل نحو 1031 فلسطينيا معظمهم من المدنيين ومن بينهم أطفال كثيرون.
وتقول إسرائيل إن 43 من جنودها قتلوا بالإضافة إلى ثلاثة مدنيين قتلوا بصواريخ وقذائف مورتر أطلقت من غزة.
واظهر استطلاع للرأي أذاعته القناة العاشرة بالتلفزيون الاسرائيلي أن نحو 87 في المئة من المشاركين يريدون أن تواصل اسرائيل العملية لحين الإطاحة بحماس.
ووجد استطلاع آخر نشر في صحيفة جيروزالم بوست إن86.5 في المئة من الأغلبية اليهودية في إسرائيل يعارضون الدعوة لهدنة في الوقت الذي يستمر فيه إطلاق الصواريخ وتحتفظ فيه غزة بأي أنفاق عبر الحدود.
وتقول إسرائيل إن الفلسطينيين فقدوا نصف صواريخهم خلال القتال وهو تقييم شككت فيه حماس وإن مهندسي الجيش عثروا على معظم الأنفاق ودمروها. وتقول إسرائيل إن هذه العملية ستستمر في ظل أي هدنة قصيرة الأجل.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (أونروا) في غزة إن 167269 نازحا فلسطينيا لجأوا إلى مدارسها ومبانيها بعد دعوات إسرائيل المتكررة للمدنيين باخلاء أحياء كاملة قبل العمليات العسكرية.
ولكن سكان قرى قريبة من بلدة خان يونس بجنوب غزة هاجموا يوم الأحد مكاتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر وأحرقوا أثاثها وألحقوا أضرارا بها.ويقول السكان إن المنظمة لم تفعل ما يكفي لمساعدتهم.
وخلال فترة توقف القتال داخل غزة يوم الأحد خرج السكان إلى الشوارع لتفقد مشاهد الدمار في بعض المناطق بما في ذلك بيت حانون في الشمال والشجاعية في الشرق.
وقال مسؤول إسرائيلي إن الجيش يأمل أن تقنع مشاهد الدمار سكان غزة بالضغط على حماس حتى توقف القتال خشية وقوع مزيد من الدمار.
وأججت الأزمة في غزة التوتر في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة.
وقال مسعفون إن ثمانية فلسطينيين قتلوا في حوادث قرب مدينتي نابلس والخليل يوم الجمعة .
[email protected]