في تل أبيب: المئات من المتظاهرين اليهود والعرب أغلقوا الشوارع وسط المدينة يوم الثلاثاء * في القدس الغربية: مئات المتظاهرين من حركات السلام شاركوا مساء السبت في مسيرة حاشدة حتى الخط الأخضر* النائب دوف حنين: "مطلب الساعة التوجُّه نحو السلام وتحقيق السلام والعدالة للشعبين"
المئات من المتظاهرين والمتظاهرات، غالبيتهم من الشباب، أغلقوا حركة السير لأكثر من ساعة في شارع (كينج جورج) في تل أبيب في مظاهرة غاضبة يوم الثلاثاء الماضي 15 أيار، احتجاجا على إطلاق الرصاص ضد المتظاهرين في غزة، ومطالبة بإنهاء الاحتلال ومن أجل السلام الاسرائيلي – الفلسطيني. انطلقت المظاهرة من أمام مقرّْ حزب الليكود، شارع (متسوداة زئيف)، حيث عجّ الشارع بالمتظاهرين، رغم محاولات الشرطة منع إغلاق الشارع. وبعد إلقاء بعض الخطابات القصيرة، انطلقت المسيرة عبر مركز (ديزنكوف)، ورفع المتظاهرون الشعارات، مردِّدين الهتافات المطالبة بوقف حالة التدهور.
في كلمته أمام المتظاهرين قال النائب د. دوف حنين (الجبهة – القائمة المشتركة): "نتظاهر اليوم بالمئات أمام مقر حزب الليكود لنعرب عن احتجاجنا وتنديدنا، ولنطلق صرخة قوية لوقف التدهور الخطير في الجنوب. نطالب من هنا بوقف إطلاق النار لنضمن لغزة الحلول بدلا من الحصار الجائر. مقابل حكومة تقود للتصعيد في الجنوب والشمال نطالب بتغيير الوُجهة، والذهاب بالاتجاه المعاكس من خلال: فتح لغة الحوار من أجل دفع العملية السلمية مع الفلسطينيين إلى الأمام، لضمان العدالة والاستقلال للشعبين".
أما الأمين العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي فألقى كلمة باللغتين العربية والعبرية وقال: "نحن هنا يهودا وعربا، في خندق واحد مشترك لنناضل سوية من أجل وقف المأساة التي يتعرّض لها سكان غزة والضفة الغربية وأيضا في شمال البلاد، نعم، لا طريق أخرى سوى إحقاق الحقوق القومية المشروعة للشعب الفلسطيني. إن دعم ترامب لنتنياهو لن يفيد شعوب المنطقة بشيء، فقط بالسلام مع الشعب الفلسطيني يمكن حماية وصيانة الحقوق لأبناء الشعبين".
وفي كلمتها قالت نشيطة (نقف معا – עומדים יחד) ناغا مالكين: " من غير المعقول والمقبول هذا المشهد، عندما يشرب الحاضرون في مبنى السفارة الجديد في القدس الشامبانيا، في حين يُقتَل الفلسطينيون في غزة. إن هذه الأوضاع التي تقودها وتتسبّب بها الحكومة هي كارثة ومأساة للفلسطينيين والاسرائيليين على حد سواء. لقد أتينا إلى هنا لنطالب بتغيير المسار باتجاه مختلف: عن طريق الحوار، وإنهاء الاحتلال، نحن نؤمن بالسلام الاسرائيلي الفلسطيني العادل، فأين يكون النضال الصادق يُشرق الأمل أيضا".
وكانت الكلمة لنشيطة مجموعة "صوت آخر – קול אחר" د. يعيلاه رعنان التي تسكن في كيبوتس (كيسوفيم) بالقرب من قطاع غزة، وقالت: "كان بإمكان الحكومة رفع الحصار عن غزة ولم تفعل ذلك. أكثر من ستين إنسان لقوا حتفهم في مكان يعجُّ بالمعاناة الكبيرة جدا، معاناة بلا أمل، بدون مياه، دون عمل، ودون أي مستقبل يعيشون من أجله. من هنا نطالب بإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل".
وفي كلمته قال ينيف شاهام من قيادة (سلام الآن)، إن سياسة الحكومة ستؤدّي إلى مأساة كبيرة، وانتقد بشدة الخطوة الاستفزازية بنقل السفارة الأمريكية للقدس. وكذلك الأمر قال عضو الكنيست موسي راز (ميرتس)، أن على معسكر السلام الاسرائيلي التصميم لمواجهة ومعارضة سياسة نتنياهو.
هذا وقد تم تنظيم المظاهرة من قبل ائتلاف واسع من المنظمات المختلفة، بمبادرة حركة (نقف معا – עומדים יחד)، بمشاركة الحزب الشيوعي والجبهة، سلام الآن، صوت آخر، كسر الصمت، فوروم العائلات الثكلى الاسرائيلي – الفلسطيني، غوش شلوم، مقاتلون من أجل السلام، الخ... وكانت الرسالة الفصل الصادرة من قبل حركة (نقف معا) ومنظمي المظاهرة: "لن نتوقّف عن إسماع صوت الاحتجاج، وتجنيد الجمهور للفعاليات وإخراجه للشارع. يوجد معسكر للسلام في إسرائيل وسوف يبرُز ونشعر بوجوده أكثر في الشوارع".
في القدس الغربية: المئات يشاركون في المسيرات ويغلقون الشوارع
بالتوازي مع مظاهرة قوى السلام الكفاحية في تل أبيب، تظاهر أكثر من 300 شخص من نشطاء السلام في التظاهرة الكبرى في القدس الغربية، مقابل بيت رئيس الحكومة. وقد رفع المتظاهرون اللافتات التي كتب عليها "يهودا وعربا معا"، "سلام، اسرائيل – فلسطين". وهتف المتظاهرون الشعارات منها "اليهود والعرب يرفضون أن يكونوا اعداءً"، "الإجابة لليمين – اسرائيل فلسطين"، "لا للتصعيد – لا نريد المزيد من الحروب"، الخ.
من بين الحركات التي شاركت في المظاهرة: "القدس الحرّة – ירושלים חופשית"، "نقف معا"، وحشد كبير من نشطاء السلام اليهود الأمريكيين الذين جاءوا للتعبير عن سخطهم ومعارضتهم لسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. المتظاهرون الكثيرون ملأوا الساحة المحاذية لبيت رئيس الحكومة، ومن هناك توجّهوا بمسيرة جبارة غاضبة باتجاه القنصلية الأمريكية مغلقين الشارع الرئيسي واشتبكوا مع الشرطة.
هذا وقبل ذلك ببضعة أيام، وتحديدا يوم السبت 12 ايار، خرج أكثر من 300 متظاهر من نشطاء السلام من (جان هسوس) في القدس الغربية في مسيرة باتجاه الخط الأخضر، وهناك تم تنظيم وقفة احتجاجية بمشاركة ناطقين باسم الاسرائيليين والفلسطينيين. المتظاهرون وبينهم نشطاء من ميرتس وحزب العمل وغيرهم، هاجموا نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهاجموا أيضا موكب "الأعلام الاسرائيلية" من قبل عناصر اليمين المتطرِّف في شوارع القدس الشرقية، الذي كان من المقرر تنفيذه في اليوم التالي تزامنا مع احتفالات ما يسمّى بـ "يوم توحيد القدس".
في الوقفة الاحتجاجية الحاشدة التي جرت، تحدّث كل من: النائب موسي راز (ميرتس)، كريم دكيدك من (اللجنة الشعبية في الشيخ جراح)، مايا ليفني من حركة (نقف معا)، شبتاي بندت من حركة (سلام الآن)، عيران بن يهودا من (حزب العمل). وأكد جميعهم على ضرورة أن تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة التي ستقوم إلى جانب دولة اسرائيل.
[email protected]