استغل الفلسطينيون في قطاع غزة الهدنة التي مددتها اسرائيل لمدة أربع وعشرين ساعة في انتشال جثث ضحاياهم وتجميع احتياجاتهم وتجهيزاتهم الإنسانية وسط دمار واسع في العديد من الأحياء مثل حي الشجاعية وبيت حانون.
وفي بيت حانون شمالي قطاع غزة سويت عشرات المنازل بالأرض، وسد الحطام الطرقات كما تدلت اسلاك الكهرباء في الشوارع. والمناطق الأكثر تضررا في بيت حانون هي المناطق القريبة من الحدود مع اسرائيل والتي اطلق منها مسلحون صواريخ تجاه اسرائيل، كما اوردت وكالة الاسوشيتد برس.
وكانت إسرائيل وافقت على طلب من الأمم المتحدة بإعلان هدنة إنسانية لمدة 24 ساعة دخلت حيز التنفيذ منتصف ليلة السبت/ الأحد بالتوقيت المحلي على ان تنتهي منتصف ليلة الأحد/ الاثنين.
ورفضت حماس عرض الهدنة على لسان الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري الذي قال إن " أي تهدئة انسانية لا تتضمن انسحاب جنود الإحتلال من داخل حدود القطاع وتمكين المواطنين من العودة إلى منازلهم وإخلاء المصابين غير مقبولة".
ورغم الهدنة والجهود الدبلوماسية الدولية المكثفة اعتبر وزراء اسرائيليون أن التوصل إلى اتفاق شامل لوقف اطلاق النار في غزة أمر مستبعد.
وأوضح مسؤول إسرائيلي لبي بي سي أن الجيش الإسرائيلي سيواصل عمليات تدمير الانفاق خلال ساعات الهدنة وسيرد على أي خرق لوقف إطلاق النار من طرف حماس. وسيجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر الأحد لبحث مواصلة العملية العسكرية في غزة.
"ما الذي فعلناه"
وبكت منال وهي سيدة فلسطينية حين تفقدت منزلها المهدم في بيت حانون.
وكانت منال وزوجها يربون دجاج على سطح المنزل حيث جمع الزوجان الدجاج الميت ونثروا المياه للحي منها على أمل أن يعيش ما تبقى من الدجاج إلى ما بعد انتهاء الحرب.
وتساءلت منال " ما الذي فعلناه كي نستحق هذا" " كل القادة العرب يشاهدون ما يحدث هنا مثل فيلم هندي".
وهدمت الضربات الاسرائيلية مئات المنازل من بينها 500 منزل في قصف مستهدف واجبرت الاف الاشخاص على الهروب من مناطقهم حسبما ذكرت جماعات حقوق الانسان الفلسطينية.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور أشرف القدرة إن 147 جثة انتشلت السبت في انحاء غزة.
وبذلك ارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين إلى 1047 قتيلا كما ارتفع عدد المصابون إلى قرابة 6 آلاف بفعل العملية العسكرية الاسرائيلية.
وقتل من الجانب الاسرائيلي 42 جنديا بينهم مدنيان.
وهذا هو التمديد الثاني الذي تعلنه اسرائيل من جانب واحد للهدنة الانسانية والتي استمرت السبت لمدة 12 ساعة اعلنت اسرائيل عقب انتهائها تمديدها لمدة 4 ساعات ثم اعلنت تمديدا ثانيا لمدة 24 ساعة.
ومساء السبت أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيانات منفصلة مسئوليتها عن قصف تل أبيب بصاروخي M57 وقصف عسقلان ب 5 صواريخ غراد. وأكدت كتائب القسام قصفها لتجمع أليات عسكرية اسرائيلية قرب كلية الزراعة بصاروخي 107 وقصف نتيفوت ب 5 صواريخ غراد.
جهود دبلوماسية
وتتواصل المساعي الدبلوماسية الدولية في باريس يقودها وزير الخارجية الامريكي جون كيري بهدف التوصل إلى هدنة اطول لاعمال القتال بين الجانبين.
وشهدت باريس السبت اجتماعات مكثفة لكيري بنظرائه من فرنسا وايطاليا والمانيا وقطر وتركيا في مسعى للتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار.
وحث الوزراء إسرائيل وحماس على تمديد الهدنة. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند لبي بي سي كان أمر حيويا جعل "الهدنة تجدد مرة تلو الاخرى ، حتى نؤسس مستوى من الثقة يسمح للأطراف أن تجلس الى طاولة الحوار لمناقشة قضايا جوهرية دائمة".
وتطالب حماس بان يتضمن أي اتفاق دائم لوقف اطلاق النار رفع الحصار الاسرائيلي عن القطاع وفتح معبر رفح مع الجانب المصري أضافة إلى انشاء مطار وميناء بحري وهو ما ترفضه اسرائيل.
وسبق لمصر ان تقدمت بمبادرة لوقف اطلاق النار والتوصل إلى هدنة طويلة إلا أنها رفضت من جانب حماس لانها لا تلبي شروطها.
[email protected]