المقدمة:
تقع خربة المنية وبها قصر المنية، عى الضفة الشمالية الغربية من بحيرة طبريا، تدعى بهذا الاسم لأن بحيرة طبريا، كانت تدعى في الفترة المملوكية "بحيرة المنية". الوصول اليها من شارع رقم 90 بعد مجدل طبريا وعلى بعد 3 كم من كيبوتس جينوسار، نجد مفرق باتجاه شاطيء حقوق نسافر شرقاً تقريباً كم واحد. زُرت الموقع عدة مرات آخرها كان يوم الأحد 6 أيار 2018، فظهر لي القصر، جميلاً بهياً، بعد أعمال الحفريات التي أجرتها الجامعة العبرية - القدس. كان قصر المنية بمثابة منتجع صيفي للخليفة، أو على الأرجح لابنه عمر، حاكم عاصمة المقاطعة القريبة طبريا. وهذا القصرعبارة عن واحد من خمسة قصور، التي بناها الوليد بن عبد الملك بمساعدة الخليفة هشام بن عبد الملك، وهي (1) قصر المنية – شمل مدينة طبريا (2) قصر المفَجر – في أريحا والمعروف بقصر هشام (3) قصر المشَتّى – جنوب مدينة عمان (4) قصر الحير الغربي في الرصافة في سوريا (5) وقصر الحير الشرقي في سوريا.
تاريخ القصر:
تم بناء قصر المنية سنة 705 - 714 بعد الميلاد، وكان المشرف على بناء القصر رجل يدعى عبد الله، في سنة 749 م حدث زلزال أصاب المنطقة وتهدم القصر، وبقي مهجوراً في الفترة العباسية، بعد قرون منذ ذلك الاهمال، وبعد وقوع زلزال كبير عام 1068، أنشاء الصليبيون مصنعا لقصب السكر في الموقع. تم العثور على أحد الأفران الطوبية للمصنع محفوظا بشكل كبير.في الفترة المملوكية استعملت حجارة من القصر لبناء خان بالقرب من القصر. بعد ذلك سكن خربة المنية بدو من منطقة طبريا حتى تم ترحيلهم على يد السلطات الاسرائيلية بعد سنة 1948. بقي المكان مهجوراً ومهملاً عشرات السنوات أما قبل عدة سنوات تمت بعض الحفريات والاكتشافات.
المبنى المعماري للقصر:
القصر مبني من حجارة مزخرفة ومزينة، يظهر القصر وكأنه مربع الشكل وبالحقيقة هو مسطيل ممتد من الشمال إلى الجنوب بطول 73 متراً، أما طول ضلعه الممتد من الشرق للغرب 66 متراً. القصر مبني على شكل قلعة حصينة، في جدرانها أربعة أبراج دائرية في الزوايا، وأربعة أبراج نصف دائرية في الوسط، وتم بناء هذا القصر من حجارة بازلتية سوداء في المدماك الأول، ومن حجارة جيرية مستطيلة وكبيرة في المداميك التالية،أما الطرق والساحات بين أقسام القصر رصفت بحجارة بازلتية كما يظهر في الصور التي التقطها.
يقع مدخل القصر الرئيسي في الجهة الشرقية في اتجاه بحيرة طبريا، وعن يسار المدخل كان المسجد والقاعات المركزية، وللمسجد مدخل مباشر من الخارج أيضاً، ومن خلال التدقيق في بناء المسجد، الذي هو جزء لا يتجزأ من القصر، فهو يقع في الزاوية الشرقية الجنوبية للقصر، ويحوي ثلاثة مداخل، الأول من الناحية الشمالية بالقرب من مدخل القصر الرئيسي، والثاني في الجدار الغربي للمسجد يربطه مع القاعات، ومدخل ثالث في الجدار الشرقي للقصر يؤدي إلى خارجه، وقد بنيت الطبقة الأرضية للمسجد من الحجارة البازلتية. كانت جدران القصر مزينة برسومات فنية، أما الأرضية والقسم الأسفل من الجدران فكان يزخر بلوحات مزخرفة بالفسيفساء والمرمر، الأمر الذي يعكس عراقة ومزايا الفن الأموي.
تصف الموسوعة الإسلامية في مقدمتها للموقع، "الفسيفساء الزجاجية الملونة والمذهبة التي تزين قمة القبة، وفسيفساء حجرية التي تم دمجها مع مكعبات زجاجية تم إدخالها في نماذج هندسية مثل السجاد على أرضية الغرف الجنوبية الخمس تدل على الطابع الرسمي والتمثيلي لهذا القسم"
الحفريات والاكتشافات:
البعثة الالمانية التي زارت الموقع سنة 1937قامت بترميم، فرن مصنع السكر الذي أنشأه الصليبيون، فقد أصبح وضع هذا الفرن مزرٍ الآن. تَدرس سلطة الطبيعة والحدائق المشاركة في مشروع للمحافظة على خربة المنية، وعلى القصر ألأموي، الذي يشمل المسجد الذي يُعتبر من أقدم المساجد في البلاد.
أعلنت جامعة "جوهانس غوتنبرغ" في مينز أنها حصلت على 30,000 يورو من الحكومة الألمانية للمساعدة في إعادة ترميم القصر، الذي يقع على أرض تديرها سلطة الحدائق الإسرائيلية. وجاء في المقال الذي نشر يوم 25 حزيران 2015 على لسان تسفيكا تسوك، رئيس علم الآثار في سلطة الحدائق، أنه قد يبدأ العمل على المشروع في شهر أكتوبر القادم أي سنة 2016 وبالفعل تمت حفريات وأكتشفت بعض المساطب من الفسيفساء مطابقة للوصف في الموسوعة الاسلامية، ولكن هناك الكثير من المباني التي ما زالت مطمورة، وهناك حاجة للترمميم والصيانة للاماكن المكشوفة، هناك أمل بأن المبادرة الألمانية قد تحفيز المزيد من التمويل للمشروع الذي يحتاج الى ما يقارب مليون دولار لكي يصبح الموقع جاهزا لإستقبال الزوار.
الموقع مفتوح، لا توجد رسوم دخول، لا توجد حراسة، والأمل وحده لا يكفي. هناك حاجة ماسة للصيانة وعرض المكتشفات بشكل لائق.
[email protected]