في دورته ال17 استضاف مهرجان "لوديف" الدولي للشعر في فرنسا شعراء ,فنّانين وموسيقيين عدّة من دول حوض المتوسط، حيث تزامن المهرجان مع الحرب على غزة، مما حدا بالجوّ العام على التوجّه نحو النصوص السياسية التي من ضمنها استهلَّ الشاعر الفلسطيني مروان مخول بخطاب موجّه للرأي العام العالمي حول العدوان على غزة، وذلك من ضمن افتتاحية قراءاته التي امتدت على مدار أسبوع فجاء فيها ما يلي:
"لم يكن من السهل عليّ أن آتي إليكم لأقرأ قصائدي في ظلال الطبيعة الفرنسية الوارفة تاركًا شعبي في غزة تحت وابل من الصواريخ التي يطلقها عليه الاحتلال الاسرائيلي من دون أدنى اعتبار للضحايا من المدنيين أطفالاً وشيوخًا بالأخصّ! هؤلاء الأطفال الذين لا يملكون ماكنة اعلامية عالمية كالتي تملكها اسرائيل وتسوّق للعالم صورةً عكسية لما يحدث فعلاً.
لم يعد لنا ما نملكه فعلاً، سوى تلك الرّوح العزيزة، فقد خسرنا كلّ شيء حتّى بتنا عراة في هذا العالم الذي يتغنّى بانسانيّة توجّهها سياسات مغرضة لدول عظمى وأطماع لا تمت للانسان الحقيقي بأي بصلة.
لم نعد نعوّل على أحد، أو نؤمن بأحد، هذا تمامًا ما خلق المقاومةالفلسطينية على أنواعها، المقاومة التي شرّعها النأي بالنفس، فلا تؤاخذونا وارفُقوا بنا كما ترفقون أنتم بالقطّ الذي يخرمش فيما يحشره المعتدي في الزاوية..! اعتبرنا قطط واعذرنا أيها العالم، اعذرنا، فهذا أقلّ ما يمكن أن نطلبه منك في حضرة هذا الكمّ الهائل من الموت"
[email protected]