ونحن على أعتاب الذكرى الثانية والأربعون ليوم الأرض 30 أذار 1976 لا بد من تأكيد عدة قضايا تتعلّق بهذا اليوم ودلالاته وتتعلق بإستمرارية رسالته وإرتداداته.
أولاً: يوم الأرض 1976 كان الرَّد الأول الخلاَّق والمنظَم على تحدي كارثة النكبة التي حَلّت بالشعب الفلسطيني والتي إكتوى بنارها الفلسطيني الذي بقي متمسكاً بأرضه ولم يرحل, وكان بمثابة كسر جماعي وحدوي شعبي لحاجز الخوف الذي ألجم حركة وحياة ونفوس الناس منذ عام 1948.
ثانياً: أعلن العربي الفلسطيني في ذاك اليوم تمرده على محاولات المسخ والتدجين من خلال هوية جديدة لل "العربي الجيد" وهي هوية العربي الإسرائيلي المنقطع عن إنتمائه القومي والوطني والثقافي.
ثالثاً: يوم الأرض ليس مجرد ذكرى وتاريخ لما مضى بل هو ذاكرة متجددة ونضال مستمر في مواجهة سياسة المصادرة والإلغاء المستمرة والأخذة بالتغوُّل على يد حكومات نتنياهو القومية المتطرفة والتي سرّعت وتيرة تنفيذ مشروع المواطنة والولاء من خلال القوانين التي تكرّس التمييز وتفرض يهودية الدولة بقوة القانون.
رابعاً: كان يوم الأرض وبعده إنتفاضة القدس والأقصى بمثابة فشل لمشروع ((العربي الإسرائيلي)) وقد شكلت هذه المفارق تحدي كبير لهذا المشروع فكان الرد على هذا التحدي من قِبل المؤسسة الإسرائيلية وخاصة حكومتها وأحزابها اليمينية القومية هو مشروع وأجندة المواطنة والولاء والذي يقول للعربي الفلسطيني في الداخل إذا أردت أن تكون مواطناً في إسرائيل عليك نزع هويتك الوطنية والقومية وإذا إخترت التمسك بهذه الهوية فمكانك ليس هنا بل هناك شرق الحدود في الضفة الغربية والأراضي المحتلة.
خامساً: كانت وثيقة كينغ 1976 دستور وخطة عمل لتنفيذ سياسة المصادرة والتهويد وتطبيق لشعار "أرض أكثر, عرب أقل) وما زالت المخططات اللاحقة تسير على هدى هذه الوثيقة وما زالت مدننا وقُرانا العربية تكتوي بنار أثارها ونتائجها من خلال صراعها مع المجالس الإقليمية التي تحاصرها من كل الجهات وتحد من توسعها وتطورها, ولذلك فإن المعركة على الأرض ستبقى مستمرة لأنها بالأساس معركة على هوية المكان والإنسان ورد متجدد للهزّات الإرتدادية التي خَلَّفها زلزال النكبة.
[email protected]