ضاقت الأماكن من مدارس ومستشفيات وبيوت الأقارب أمام النازحين من حي الشجاعية شرق غزة، الا انها انفرجت بوجود كنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية بغزة التي فتحت ابوابها لتكون ملاذا آمنا لحماية عائلات اضناها القتل والخوف والتشرد والجوع.
الكنيست الارثوذكسية كان حضنا دافئا للنازحين من عائلات ونساء واطفال وكثيرون لم يجدوا عائلاتهم، فوفرت لهم المسكن والمأكل والامان والحب.. فبعد ان ضاقت الدنيا بهم احتضنتهم الكنيسة.
قالت المواطنة زينة سكر إحدى النازحات من حي الشجاعية :" انتقلنا لأكثر من مكان، كل مكان نذهب اليه يقصف فلا يوجد امان في غزة، فالكنيسة أفضل مكان وفرت الامان لأطفالنا"، قائلة ورغم الامان في الكنيسة الا اننا نبحث عن امان مستمر وكاف، بعدما فقدنا عائلاتنا وبيوتنا وكل ما نملك.
واضافت السيدة أن القائمين على الكنيسة وفروا لهم أفضل الخدمات والاحتياجات اللازمة ولم يبخلوا عليهم بشيء من طعام وملابس وأغطية.
وأوضحت سكر انها لم تكن تعلم شيئا عن عادات اهلنا المسيحيين ولا طباعهم وانها لم تختلط بهم من قبل قائلة " الان عرفتهم عندما وفروا لنا كل الامان والرعاية والمعاملة الحسنة".
أما رفيق سكر أحد النازحين من حي الشجاعية فقال :" الكنيسة افضل مكان شعرنا فيه بالأمان والسلام بعدما أصيب أطفالنا ونساؤنا بالذعر والخوف والهلع الذي انهال علينا من فصف المدفعيات الإسرائيلية على رؤوسنا".
ويتابع سكر:" الكنيسة وفرت كافة الخدمات التي تحتاجها الأسر إضافة إلى الراحة والأمان التي نشعر بها هنا، بعد التشتت والتشرد من أكثر من مكان".
ووجه سكر رسالة للدول العربية أن تقف لمساندة أهل غزة ومؤازرتهم ومساعدة المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
من جهته قال أليكسيوس مطران الكنيسة الأرثوذوكسية في غزة :" نحن نقدم مساعدات إغاثية لهؤلاء الأسر النازحة من ملابس وأغطية وطعام، إضافة لإيوائهم داخل الكنيسة".
وأضاف المطران نريد مساعدتهم بكل الإمكانيات المتاحة لدينا، لنخفيف عنهم من هذه المصبية التي حلت عليهم من تهجير وتدمير للمنازل عليهم.
وتابع ان الأهالي يبحثون عن مكان يتمتع بالأمان والسلام، بعدما نفذت كل الأماكن أمامهم التي أصبحت في مهب الاستهداف من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ولجئوا إلى الكنيسة كمكان آمن.
وأشار إلى أن المسيحيين يساندون إخوانهم المسلمين ويدعمونهم في هذه المحنة الصعبة التي آلت عليهم، ففتحوا لهم الكنائس لاستقبالهم وإيوائهم.
يشار إلى أن أكثر من 60 ألف مواطن نزحوا من حي الشجاعية بعد استهدافه بالمدفعية الإسرائيلية إلى مدارس الأونروا أو مجمع الشفا الطبي بحثا عن الأمان والسلام لعائلاتهم.
ويقطن في قطاع غزة نحو الفي مسيحي من طوائف مختلفة يعيشون بمجملهم في غزة القديمة او على اطراف مخيم الشاطئ ويتمتعون بعلاقات ممتازة مع اهلهم المسلمين.
[email protected]