وضع ريال مدريد أقدامه على أول طرق الخروج من النفق المظلم، بعدما حقق فوزًا في غاية الأهمية على فالنسيا صاحب المركز الثالث (4-1)، في مباراة كانت أهم مكاسبها عودة الروح لجسد كتيبة زين الدين زيدان عقب سلسلة من الإخفاقات انتهت بالإقصاء منذ أيام من بطولة كأس الملك.
دخل الفريق الملكي مباراة اليوم مدعماً بالثلاثي رونالدو وبيل وبنزيما في الخط الأمامي بعد فترة طويلة من الغياب، إذ عاد زيدان لطريقة 4-3-3 بتواجد ثلاثي الوسط المتمثل في كروس وكاسيميرو ومودريتش، فيما أشرك ناتشو بدلا من راموس المصاب رفقة مارسيلو وفاران وكارفاخال في الخلف.
فيما اضطر المدرب مارسيلينو جارسيا تورال لإحداث تغييرات في تشكيلته حيث اعتمد على طريقة 4-4-2 بالدفع بلاعب الوسط فرانسيس كوكلين في قلب الدفاع رفقة جاراي ومونتويا ولاتو لغياب مدافعيه باوليستا وفيزو للإصابة والإيقاف، كما اعتمد في الوسط على الرباعي باريخو وكوندوجبيا وجويديس وجايا، وثنائي هجومي مكون من رودريجو مورينو وسانتي مينا.
العودة للسلاح القديم
جنى زيدان ثمار البدء بطريقته المفضلة التي كان يلعب بها منذ وصوله للفريق الملكي، فمع دقائق المباراة الأولى يعلم كل لاعب ما هي واجباته خاصة الثلاثي الأمامي، حيث ظهر رونالدو اليوم في أفضل حالاته بعدما تحول لمركز الجناح الصريح الذي أعطاه راحة كبيرة سواء على الأطراف أو داخل منطقة الجزاء.
قُسمت المباراة لثلاثة أجزاء، الأول كان حتى الدقيقة 35 من الشوط الأول حيث قدم فيه لاعبو ريال مدريد أداءً مميزًا على الجانب الهجومي مع استغلال للهجمات المرتدة بشكل جيد أدى للحصول على ضربة الجزاء الأولى، ولكن صاحبه خمولا في الأدوار الدفاعية من جانب كروس ومودريتش.
أما الثاني هو منذ نهاية الشوط الأول حتى الثلث الأخير من المباراة حيث استحوذ الخفافيش على الكرة وأخذوا بزمام الهجوم عبر الأطراف بفضل سرعات جايا وسولير حتى أحرز سانتي مينا هدف فالنسيا الوحيد، وفيه عانى وسط الملعب الأبيض بشكل كبير من تمريرات باريخو وكنودوجبيا على الأطراف.
وجاء الجزء الثالث في الدقائق الأخيرة من المباراة، حيث عاد ريال مدريد للسيطرة مجددًا وأحكم قبضته على الأمور تمامًا وسجل هدفين ليقتل طموحات لاعبي فالنسيا.
زيدان يتفوق
توقع المدرب الفرنسي الاندفاع الهجومي الكبير للاعبي فالنسيا خاصة بعد إنهاء الشوط الأول بفارق هدفين في ميستايا، ليعطى تعليمات بعودة ثلاثي الوسط للثلث الخلفي لسد الثغرات بين الوسط والدفاع، وهو ما أتى بنتائج جيدة أمام كم العرضيات الكبير للخفافيش.
استكمل زيزو قراراته الجيدة خارج الخطوط بعدما أجرى تغييراته التي ساهمت بشكل كبير في توسيع النتيجة في الجزء الثالث من اللقاء، بخروج بنزيما وبيل ومودريتش ودخول فاسكيز وأسينسيو وكوفاسيتش.
وعلى عكس ما يفعله ريال مدريد دائمًا في الفترة الأخيرة، لم يبدأ اللقاء بهجوم ضاغط وصعود أطراف الملعب حتى الثلث الأخير من ملعب الخصم، بل إعداد زيدان الجيد للمباراة دفعه للاستغناء عن الاندفاع الهجومي منذ البداية واستثماره في النهاية لحين تأمين نتيجة اللقاء بشكل كبير.
مارسيلينو مغلوب على أمره
راح مدرب فالنسيا ضحية الغيابات بشكل كبير في مباراة اليوم، فلم يكن دخول المباراة أمام ريال مدريد المتحفز للفوز بلاعبين فقط في وسط الملعب أمرا جيدًا، ولكنه اضطر للدفع بتلك التشكيلة نظرا لمشاركة لاعب الوسط كوكلين في مركز المدافع لتعويض الغيابات.
ارتكز مارسيلينو على الهجوم بكثرة عبر الأطراف من خلال الانطلاقات السريعة ثم رفع العرضيات، وهو ما لاحظه زيدان في الشوط الثاني، وعلى الرغم من قراره بإشراك الثنائي رودريجو ومينا في الهجوم لسرعتهما إلا أن الإبقاء على زازا على الدكة لم يكن موفقا لأنه كان في حاجة ماسة لتفوق المهاجم الايطالي في الصراعات الهوائية.
وأخيرا لعب المدافع الأيمن مارتن مونتويا دورا مؤثرا في الخروج من الشوط الأول والنتيجة 2-0 لصالح الملكي بسبب الاندفاع والتهور في التعامل مع رونالدو وبنزيما داخل منطقة الجزاء ما كلف الخفافيش ركلتي جزاء.
زيدان, يقرأ, فكر, مارسيلينو, ويتفوق, بسلاحه, القديم
[email protected]