سيادة المطران عطا الله حنا لدى استقباله وفدا من قطاع غزة : " فلسطين هي ارض التسامح والمحبة والاخوة والوحدة بين ابناء الشعب الواحد المناضل من اجل تحقيق العدالة في هذه الارض "
القدس – استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا من قطاع غزة والذين وصلوا في زيارة للمدينة المقدسة بهدف زيارة معالمها الدينية والتاريخية .
وقد تمكن الوفد من الوصول الى مدينة القدس حيث استقبلهم سيادة المطران عطا الله حنا مرحبا بزيارتهم للمدينة المقدسة .
قال سيادة المطران في كلمته الترحيبية بأننا نعرب عن تضامننا ووقوفنا الى جانب اهلنا واحباءنا في قطاع غزة الحبيب ونتمنى بأن يزول الحصار لكي يتمكن ابناء غزة من التنقل بحرية من مكان الى مكان .
ان غزة هي اكبر سجن في العالم حيث يعيش اكثر من مليوني شخص في ظل حصار وسياسات ظالمة تستهدف ابناء شعبنا هناك .
ان اولئك الذين يستهدفون قطاع غزة الذي تعرض للعدوان والحصار هم ذاتهم الذين يستهدفون مدينة القدس فمعاناتنا واحدة وآلامنا واحدة وتطلعنا جميعا هو نحو مستقبل مشرق يعيش فيه شعبنا الفلسطيني بحرية وكرامة واستقلال في وطنه وفي هذه الارض المقدسة التي ننتمي اليها جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني مسيحيين ومسلمين .
نتواصل بشكل يومي مع اصدقاءنا في قطاع غزة ونحن نعلم مدى المعاناة الموجودة هناك ، حيث البطالة نسبتها عالية وحالة الفقر والعوز ظاهرة موجودة بشكل ملحوظ كما ان الدمار الذي احدثه العدوان الاسرائيلي ما زال قائما ونسبة ذوي الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة هي الاعلى في منطقتنا وفي عالمنا بسبب ما خلفه الاحتلال والحصار والعدوان من آلام ومعاناة واحزان .
نعرب عن تضامننا مع قطاع غزة ونطالب بأن يزول الحصار وان يقدم لابناءنا في القطاع كل ما يحتاجونه لكي يعيشوا بشكل طبيعي .
نوجه من خلالكم رسالة المحبة والاخوة والوفاء لاهلنا في القطاع .
مؤكدين بأننا سنبقى ندافع عن عدالة القضية الفلسطينية مهما اشتدت حدة المؤامرات والمحاولات الهادفة لتصفية هذه القضية .
القضية الفلسطينية هي قضيتنا جميعا مسيحيين ومسلمين فكلنا مستهدفون وكلنا نتعرض لسياسات الاحتلال التي لا تستثني احدا على الاطلاق وكما ان الاوقاف والمقدسات الاسلامية مستهدفة هكذا ايضا اوقافنا المسيحية مستباحة ويجب علينا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد ان نكون في خندق واحد وان نكون اسرة واحدة في دفاعنا عن القدس ومقدساتها واوقافها .
لقد وقفنا جميعا مسيحيين ومسلمين في الدفاع عن المقدسات والاوقاف الاسلامية في القدس وهكذا سنكون معا مسيحيين ومسلمين في دفاعنا عن اوقافنا المسيحية التي يستهدفها الاحتلال والتي هي جزء من تاريخنا وتراثنا وهويتنا .
المسيحيون الفلسطينيون هم ابناء هذه الارض الاصليين جنبا الى جنب مع اخوتهم المسلمين ، وستبقى اجراس كنائسنا وتكبيرات مساجدنا تصدح في سماء مدينتنا المقدسة معبرة عن اخوتنا وتلاقينا وعراقة وجودنا وثباتنا وصمودنا في هذه الارض المقدسة .
لن يتمكن احد من النيل من وحدتنا الوطنية ما دمنا متحلين بالوعي والحكمة والرصانة والوطنية الصادقة ، فالاصوات التي تحرض على الكراهية والطائفية لا تمثل شعبنا الفلسطيني وثقافته وقضيته الوطنية ، ان اي تحريض مذهبي او طائفي هدفه اثارة الفتن في مجتمعنا ينصب في مصلحة الاحتلال الذي لا يريدنا ان نكون موحدين ولا يريدنا ان نكون في حالة تضامن واخوة وتلاق في دفاعنا عن القدس وفي دفاعنا عن القضية الفلسطينية التي هي اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .
بإسم كنيستنا وبإسم مسيحيي مدينتنا المقدسة نرحب بكم ونقول بأن ابوابنا مفتوحة لكم كما هي قلوبنا وايادينا ممدودة لكل واحد منكم لكي نتعاون معا وسويا من اجل الدفاع عن قدسنا واوقافنا المستهدفة ومن اجل الدفاع عن قضيتنا الوطنية التي يسعى الاعداء لتصفيتها وتهميشها .
لا يضيع حق وراءه مطالب ونحن اصحاب قضية عادلة ونحن المنتصرون في النهاية ولذلك فإننا نحتاج الى مزيد من اللحمة والوحدة ونبذ الانقسامات والتشرذم في مجتمعنا لكي نكون اقوياء في تصدينا للتحديات والمؤامرات التي تستهدفنا كفلسطينيين .
المسيحيون الفلسطينيون يدافعون عن شعبهم ويسعون لكي تتحقق العدالة في هذه الارض ، وكلنا مطالبون بأن نوحد جهودنا وان نتعاون فيما بيننا لان همنا واحد وألمنا واحد وهواجسنا المستقبلية هي واحدة ايضا .
بوحدتنا واخوتنا وتلاقينا نكون اقوياء في مواجهة التحديات التي تعصف بنا، فلسطين هي ارض المحبة والاخوة والسلام ، ارض التعايش والتلاقي والتسامح وعلينا ان نكرس هذه المفاهيم في مجتمعنا لكي نحافظ على وحدتنا الوطنية وعلى قيم التآخي في بلادنا .
اما اعضاء الوفد المكون من 20 شخصا فقد اعربوا عن سعادتهم لانهم تمكنوا من الوصول الى مدينة القدس بالرغم من الظروف والحواجز والصعوبات ، ونحن سعداء ايضا بلقاء سيادة المطران المدافع الصلب عن عدالة القضية الفلسطينية هذا الصوت المسيحي العربي الفلسطيني المنادي دوما بالعدالة والمنادي بشكل مستمر من اجل تكريس قيم التسامح والتلاقي والمحبة والوحدة الوطنية في هذا الوطن الذي نفتخر بانتماءنا اليه .
نعرب عن تضامننا مع القدس واهلها ومقدساتها ، فآلامنا وجراحنا في غزة لم تجعلنا في يوم من الايام ننسى مدينة القدس وما تتعرض له عاصمتنا الروحية والوطنية وسنبقى مسيحيين ومسلمين معا ندافع عن القدس وعن فلسطين حتى تتحقق امنياتنا وتطلعاتنا الوطنية وحتى يتحقق حق العودة وتقوم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]