أوقفت إسرائيل على ما يبدو تهديدا بتصعيد قصفها المستمر منذ أسبوع على قطاع غزة يوم الإثنين على الرغم من إحجامها عن قبول دعوات غربية لوقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تتمسك على نحو مماثل بمواقف تنم عن التحدي.
ونبه الجيش الإسرائيل يوم الأحد سكان بلدة بيت لاهيا الحدودية الشمالية إلى ضرورة المغادرة وإلا فإنهم سيعرضون حياتهم للخطر مع حلول الليل عندما تعتزم تكثيف غاراتها الجوية على ما يشتبه بأنها راجمات صواريخ فلسطينية بين منازل المدنيين.
وقالت وكالة مساعدات تابعة للأمم المتحدة إن نحو ربع سكان بيت لاهيا البالغ عددهم 70 ألف نسمة فروا خوفا من الهجمات الإسرائيلية التي قال مسؤولون بغزة إنها قتلت أكثر من 166 شخصا معظمهم من غير المقاتلين منذ بدء حرب القصف عبر الحدود.
ولكن باستثناء غارة جوية واحدة شنت على مزرعة خارج البلدة وقال الفلسطينيون إنها لم تسبب إصابات ساد الهدوء بيت لاهيا إلى حد كبير في الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين. وقالت إسرائيل إن صاروخا أطلق من غزة دون أن يسبب أضرارا.
وعندما سئل ضابط في الجيش الإسرائيلي عن التأخير في التصعيد الإسرائيلي امتنع عن التعليق باستثناء إشارته إلى عمليات "تقييم للأوضاع" وهو مصطلح يحتمل أنه يشير إلى حجم عملية الإجلاء من بيت لاهيا أو مداولاات استراتيجية أوسع.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن هناك "إشارات محددة" إلى سعي حماس لتهدئة العنف على الرغم من أن التقرير لم يذكر تفاصيل ولم يشر إلى مصادر.
وعرض وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الأحد المساعدة في تأمين هدنة بغزة.
وكررت نفس الدعوة فرنسا وألمانيا اللتان سترسلان وزيري خارجيتهما للمنطقة يوم الإثنين .
ولكن نظرا لإعتبار الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي مثل إسرائيل حماس جماعة إرهابية فإن جهود وساطتها مثار جدال.
وقال مسؤول أمريكي إن كيري وصف خلال إتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "اتصالاته مع زعماء في المنطقة للمساعدة في وقف إطلاق الصواريخ حتي يمكن إعادة الهدوء ومنع سقوط ضحايا من المدنين وأكد استعداد واشنطن لتسهيل وقف العمليات القتالية بما في ذلك العودة لاتفاقية نوفمبر 2012 لوقف إطلاق النار."
ويشير ذلك إلى إتفاقية توسطت فيها مصر وأوقفت آخر مواجهة كبيرة في غزة. وتسعى القاهرة الآن إلى تهدئة وقالت حماس إنها تلقت أيضا مبادرات أمريكية عبر عباس وقطر .وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن تركيا عرضت أيضا التوسط.
وامتنع متحدث باسم نتنياهو عن مناقشة الحوار الذي جرى مع كيري. وقلل مسؤول إسرائيلي آخر من أهمية الحديث عن هدنة.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه في ساعة متأخرة من مساء الأحد "لاندرس هذا أو ذاك الإقتراح ."
وعلى الرغم من الاقرار بأن من الممكن إيجاد حل دبلوماسي في نهاية الأمر قال المسؤول إن إسرائيل ستواصل هجومها العسكري في الوقت الحالي "لاعادة الهدوء لفترة طويلة من خلال إلحاق أضرار كبيرة بحماس والجماعات الإرهابية الآخرى في قطاع غزة."
وأوضحت حماس وجماعة الجهاد الإسلامي أنهما لن تقبلا مجرد "الهدوء من أجل الهدوء" حيث يتراجع كل من المقاتلين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية من حالة المواجهة.
وقال عزت الشرق أحد زعماء حماس لقناة العربية إن نتنياهو بدأ هذه الحرب المجنونة وعليه أن ينهي هذه الحرب أولا.
وأردف قائلا إنه لا يمكن أن يكون هناك وقف لإطلاق النار إذا لم تنفذ شروط المقاومة. وقال إن على إسرائيل وقف حصار غزة والإفراج عن مئات الفلسطينيين الذين اعتقلتهم في الضفة الغربية الشهر الماضي أثناء البحث عن ثلاثة طلاب معهد ديني يهودي الذي قالت إن حماس خطفتهم.
ولم تؤكد حماس أو تنف مسؤوليتها.
ورحبت حركة الجهاد الإسلامي بالوساطة المصرية.
وقال رمضان شلح زعيم الجهاد لقناة الجزيرة "لا يمكن أن تكون هناك تسوية أو وساطة بدون مصر."
وأضاف "لن تقبل المقاومة وقف إطلاق النار قبل أن يُرفع الحصار عن قطاع غزة، ويُعترف له بحقه في مواجهة عدوان إسرائيل عليه."
[email protected]