سيادة المطران عطا الله حنا : " جذورنا عميقة في تربة هذه الارض المقدسة كشجرة الزيتون التي ترمز الى السلام كما انها ترمز ايضا الى صمودنا وثباتنا في هذه الارض المباركة "
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأننا سنبقى دوما دعاة محبة وعدل وسلام ورحمة واخوة في هذه الارض المقدسة وسنبقى كما كنا دوما مدافعين عن عدالة قضية شعبنا وعن حضورنا المسيحي العريق في هذه الارض المقدسة .
لن نتأثر بأي تحريض او اساءات او محاولات للتشهير من اي جهة كانت وستبقى مواقفنا ثابتة لاننا اصحاب قضية عادلة ومن حقنا ان ندافع عن قدسنا ومقدساتنا واوقافنا المستباحة .
نحن لم نحرض في يوم من الايام على احد ولم نشهر بأحد كما اننا نرفض الاساءة لاي احد لان هذا يتناقض وقيمنا ومبادئنا التي نستمدها من انجيلنا ومن تراثنا وايماننا وقيمنا المسيحية .
نحن لا نحرض على احد ولكننا في نفس الوقت نعتقد بأنه من واجبنا جميعا ان نساهم في معالجة الاخطاء والتجاوزات وان نعمل من اجل الاصلاح حفاظا على حضورنا المسيحي العريق في هذه الارض المقدسة.
المسيحية في هذه الديار ليست بضاعة مستوردة من اي مكان في هذا العالم ، المسيحية انطلقت من بلادنا وارضنا المقدسة هي ارض الميلاد والتجسد والفداء ، نفتخر بأن وطننا هو وطن السيد المسيح الارضي ونفتخر ايضا بانتماءنا لهذا الحضور المسيحي العريق والاصيل الذي لم ينقطع وجوده في هذه الارض المقدسة منذ اكثر من الفي عام .
ثقافتنا هي ثقافة المحبة والتسامح والتي بدونها لا يمكن ان نتسمى مسيحيين فمن لا توجد في قلبه المحبة والرحمة والرأفة هو بعيد كل البعد عن القيم المسيحية التي تحثنا ايضا على ان نقول كلمة الحق وان ندافع عن الحق والا نكون صامتين متفرجين عندما نرى الظلم امامنا وعندما نرى امتهان الكرامة الانسانية وانتهاك حقوق الانسان في اي مكان في هذا العالم وخاصة في بلادنا .
لم ولن نتخلى عن قيمنا المسيحية ولن تنحرف بوصلتنا ولن يتمكن احد من اقتلاعنا وجذورنا عميقة في تربة هذه الارض كشجرة الزيتون التي ترمز الى السلام ولكنها ايضا ترمز الى جذورنا العميقة وانتماءنا القوي بهذه الارض المقدسة .
نحن اقوياء بالقيم التي نتمسك وننادي بها ، نحن اقوياء بايماننا وانتماءنا لكنيستنا ولانجيل المحبة الذي نبشر به دوما ، نحن اقوياء في دفاعنا عن قضايا العدالة ونصرة المظلومين والمهمشين والمضطهدين وفي مقدمتهم شعبنا الفلسطيني ، نحن اقوياء في دفاعنا عن الحضور المسيحي في بلادنا وفي ارضنا المقدسة ،هذا الحضور الذي من واجبنا ان ندافع عنه وان نسعى وبكافة الوسائل من اجل ايصال صوتنا الى سائر ارجاء العالم ، نتمنى ان يصل الصوت المسيحي الفلسطيني الى كافة شعوب الارض وان يلتفتوا الى مدينتنا والى مقدساتنا واوقافنا والى حضورنا المسيحي المستهدف بوسائل واشكال متعددة ومختلفة .
اود ان اقول لكم ولابناء رعيتنا في كل مكان ولسائر المسيحيين في هذه الديار المقدسة بأن تمسكوا بقيمكم الايمانية وتشبثوا وتمسكوا بالرسالة المسيحية في هذه الارض المقدسة وليكن حضورنا ورسالتنا دوما رسالة محبة واخوة وسلام وتآخ وتلاق بين الانسان واخيه الانسان بعيدا عن اللغة الطائفية لاننا نعتقد بأن وجودنا في هذه الارض هو ليس وجود اقلية او طائفة بل هو حضور رسالة محبة ورحمة وخدمة وتفان في الدفاع عن الانسان وحريته وكرامته .
انحيازنا يجب ان يبقى دوما لقضايا العدالة فحيثما هنالك ظلم يجب ان يكون انحيازنا للمظلومين وليس للظالمين ، وحيثما هنالك امتهان للكرامة الانسانية يجب ان يكون انحيازنا لاخوة يسوع الصغار الذين هم اخوتنا في الانتماء الانساني وهم يعانون من الظلم والاضطهاد والاستهداف ، لا تقبلوا بأولئك الذين يريدون تشتيتنا وتفكيكنا واضعافنا وتقسيمنا فكفانا ما حل بنا من انقسامات وصراعات ادت بنا الى ما وصلنا اليه اليوم من حالة ترهل وضعف وخلل ، كونوا موحدين في انتماءكم لكنيستكم وفي محبتكم لارضكم المقدسة وفي انتماءكم لشعبكم الفلسطيني ، كونوا موحدين في دفاعكم عن عراقة الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة هذا الحضور الذي يجب ان يبقى ومن واجبنا جميعا ان نعمل من اجل بقاءه فلا نريد للارض المقدسة التي منها انطلقت رسالة الايمان الى مشارق الارض ومغاربها ان تكون خالية من هذا الحضور الاصيل والعريق .
بوحدتنا وحكمتنا وتحملنا المسؤولية نحن قادرون على ان نحافظ على وحدة كنيستنا وان نحمي هذه الكنيسة من اعدائها المتربصين بها والساعين لتصفية وجودها وابتلاع اوقافها .
ننتمي الى كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية وننتمي الى ارض الميلاد والقيامة والقداسة والنور وهذه مسؤولية ملقاة على كل واحد منا بأن يقول كلمة الحق التي يجب ان تقال وان ندافع عن حضورنا وتاريخنا وتراثنا وقضية شعبنا الفلسطيني العادلة .
لن يغيب وجه المسيح في هذه الارض المقدسة مهما كثر اولئك الذين يسعون لتغييب هذا الوجه ، لن يغيب حضور كنيستنا في هذه البقعة المقدسة من العالم مهما كثر اولئك المتآمرون المتربصون بكنيستنا المخططون لتصفية حضورها وتهميش واضعاف رسالتها والنيل من مكانتها .
نحن بحاجة الى كثير من الصلاة في هذه الظروف التي نمر بها لاننا على يقين بأن الهنا القدوس لن يترك كنيسته ولن يترك شعبه ولن يترك هذه الارض المقدسة التي يتآمر عليها الاعداء من كل حدب وصوب.
وقد جاءت كلمات سيادة المطران هذه اليوم لدى استقباله وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية في بلدة الرامة في الجليل .
[email protected]