سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من الاعلاميين الاتين من الارجنتين : " المسيحيون الفلسطينيون ليسوا متضامنين مع القضية الفلسطينية فحسب بل هذه القضية هي قضيتهم كما هي قضية كل ابناء الشعب الفلسطيني "
القدس – وصل الى المدينة المقدسة اليوم وفد اعلامي من الارجنتين ضم عددا من ممثلي وسائل الاعلام الارجنتينية كما وعدد من الاعلاميين الذين يمثلون مؤسسات اعلامية تابعة للكنيسة الكاثوليكية هناك وقد وصل الوفد في زيارة هادفة لتقصي الحقائق والتعرف على اوضاع المسيحيين الفلسطنيين وكذلك الاطلاع على اوضاع مدينة القدس كما وسيزورون عددا من المدن والبلدات الفلسطينية اعرابا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني المناضل والمقاوم من اجل الحرية .
سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس استقبل الوفد في كنيسة القيامة حيث كانت لسيادته كلمة ترحيبية اكد خلالها على اهمية مثل هذه الزيارات التي تهدف الى ايصال الصورة الحقيقية لما يحدث في بلادنا الى كافة شعوب الارض .
ان شعبنا هو ضحية الممارسات الاحتلالية الظالمة وسياسات التطهير العرقي التي تعرض لها ولكنه ايضا ضحية التضليل الاعلامي الذي يسيء لنضال شعبنا من اجل الحرية ويشوه صورة هذا الشعب الراقي الذي يعشق الحياة والذي يدافع عن وطنه وعن قضيته العادلة ، هنالك وسائل اعلامية في عالمنا نعرف من الذي يمولها ويقف خلفها وهي تسيء لشعبنا الفلسطيني فتارة يصفوننا بالارهابيين وتارة اخرى يصفوننا بالمخربين في حين ان شعبنا هو ضحية الارهاب الذي مورس بحقه منذ عام 48 وحتى اليوم ، اننا نرفض رفضا قاطعا المحاولات المشبوهة الهادفة للاساءة لشعبنا وتجريم نضال شعبنا من اجل الحرية فالنضال من اجل الحرية ليس جريمة بل هو واجب على كل انسان يعشق الحرية ويؤمن بها .
وانتم تعلمون بأنا الحرية لا تقدم لطالبيها على طبق من ذهب ، فالحرية لها ثمن ومن يريد ان يعيش بحرية عليه ان يدفع هذا الثمن وقد دفع شعبنا الفلسطيني اثمانا باهظة وتضحيات جسام لانه يريد ان يعيش بحرية وكرامة واستقلال في وطنه وفي هذه الارض المقدسة التي ننتمي اليها جميعا .
النزيف الفلسطيني هو نزيفنا جميعا هو نزيف المسيحيين والمسلمين وهو نزيف الامة العربية من المحيط الى الخليج كما انه نزيف كافة احرار العالم، المسيحيون الفلسطينيون ينتمون لوطنهم ويدافعون عن عدالة قضية شعبهم وهم وان كانوا قلة في عددهم بسبب ما ألم بهم وبشعبهم الفلسطيني الا انهم ليسوا اقلية وهم مكون اساسي من مكونات شعبنا المناضل من اجل الحرية واستعادة الحقوق السليبة .
لقد كتبت وثيقة الكايروس الفلسطينية قبل عدة سنوات واطلقت المبادرة المسيحية الفلسطينية والهدف من كل ذلك هو ان يعرف العالم بأن المسيحيين في فلسطين ليسوا جسما غريبا عن الشعب الفلسطيني وليسوا اقلية او طائفة بعيدة عن هموم وهواجس الشعب الفلسطيني ، اردنا ان نذكر من يحتاجون لتذكير بأن القضية الفلسطينية هي قضيتنا كمسيحيين كما هي ايضا قضية كافة مكونات ابناء شعبنا ، نحن مسخرون في خدمة هذه القضية التي يتآمر عليها الكثيرون بهدف تصفيتها ، النزيف الفلسطيني هو نزيفنا والالم الفلسطيني هو المنا ومعاناة شعبنا هي معاناتنا وتطلع شعبنا نحو الحرية هو تطلعنا نحن جميعا ،نحن لسنا متضامنين مع القضية الفلسطينية فحسب بل القضية الفلسطينية هي قضيتنا ، هي قضية المسيحيين الفلسطينيين الذين نكبوا وشردوا كما شُرد ونُكب كل الشعب الفلسطيني ، نحن لسنا متضامنين مع القضية الفلسطينية فحسب بل هذه القضية هي قضية كل مسيحي فلسطيني كما انها قضية كل مسلم فلسطيني وهي قضية كل انسان حر في هذا العالم يؤمن بالعدالة والحرية والكرامة الانسانية بغض النظر عن انتماءه الديني او خلفيته الثقافية او العرقية .
قدم سيادته للوفد تقريرا تفصيليا عن احوال الحضور المسيحي في فلسطين وفي المشرق العربي مؤكدا على ضرورة الحفاظ على هذا الحضور المستهدف بوسائل وانماط متعددة ، ان تراجع اعداد المسيحيين في منطقتنا وافراغ مشرقنا العربي من مسيحييه انما هي انتكاسة لهذا المشرق العربي وكافة مكوناته وانها تشويه لتاريخ وطابع مشرقنا الذي تميز دوما بوحدة ابنائه كما تميز ايضا بحضارته وثقافته وتاريخه .
لن يتخلى المسيحيون في فلسطين وفي المنطقة العربية عن انتماءهم المسيحي وعن محبتهم لبلدانهم ودفاعهم عن قضاياهم الوطنية العادلة .
سنبقى دوما دعاة سلام وحوار ومحبة واخوة ولن نقابل التحريض الطائفي والعنصري بالطائفية والعنصرية ، لن نواجه الكراهية بالكراهية ، لن نواجه الحقد بالحقد بل سيبقى لسان حالنا بأننا نؤمن بالمحبة والاخوة والسلام ونرفض الكراهية والتعصب والعنصرية بكافة اشكالها والوانها ، هنالك مؤامرة غير مسبوقة يتعرض لها المسيحيون الفلسطينيون في هذه الارض المقدسة ونتمنى منكم ان تولوا اهتماما بهذه القضية وخاصة مسألة الاوقاف التي تسرق منا عنوة وبوسائل غير قانونية وغير شرعية بهدف اضعاف وتهميش الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة .
اجاب سيادته على عدد من الاسئلة والاستفسارات كما قدم للوفد تقريرا تفصيليا عن احوال مدينة القدس من اعداد مؤسسة باسيا كما ووضعهم في صورة الاوضاع في الاراضي الفلسطينية بشكل عام .
اما اعضاء الوفد فقد شكروا سيادة المطران على استقباله وكلماته ووجهوا التحية له واعربوا عن تضامنهم معه بسبب ما يتعرض له من مضايقات بسبب مواقفه واكدوا وقوفهم الى جانب الشعب الفلسطيني وحرصهم على ابراز اهمية الحضور المسيحي في فلسطين وفي منطقة الشرق الاوسط بشكل عام .
كما تم التداول في هذا اللقاء في جملة من الافكار والاقتراحات التي قدمها سيادة المطران والذي قدم للوفد وثيقة الكايروس وبعضا من التذكارات المقدسية من وحي التراث الفلسطيني الاصيل .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]