وصل اليوم الثلاثاء وفد كبير يضم نحو 30 شخصًا من كبار المسؤولين في وزارة العمل الالمانيّة ومندوبين عن جمعيّات المانيّة ناشطة في مجال دمج اللاجئين والمهاجرين في سوق العمل ومشغلين المان إلى مركز ريان في الطيرة، بمرافقة ايلا بار دافيد، مديرة تشغيل المجتمع العربي في وزارة العمل والرّفاه، وبمشاركة مندوبين عن مؤسّسة جوينت وادارة شركة الفنار، وذلك بهدف الاطّلاع على أساليب دمج المجتمع العربي في سوق العمل وآليات عمل المركز، للتعلم من هذه التجربة والانكشاف على البرامج التي تبادر اليها وزارة العمل والرّفاه لتعزيز التشغيل لدى المجموعات السكانيّة التي تقل نسبة مشاركتها في سوق العمل.
والتقى الوفد بالطواقم المهنيّة والاداريّة في المركز وبالمشاركين الذين يتلقون خدماته، بحيث تعرّفوا على النشاطات والمشاريع المتنوعة التي يعمل عليها المركز لتعزيز التشغيل وتحضير المشاركين لسوق العمل، كدورات المهارات الأساسيّة التي تكسبهم معرفة اللغة العبرية واستخدام الحاسوب وتعرّفهم على كيفيّة البحث عن عمل وكتابة السيرة الذاتية واجتياز مقابلات العمل. بالاضافة إلى دورات التأهيل المهني في مجالات مطلوبة في سوق العمل كالتمريض والالكترونيكا والكهرباء والمحاسبة والسكرتارية الطبيّة والإدارة المكتبيّة وصيانة الهواتف الخليويّة والطهي وغيرها، بحيث يتم توجيه كل مشارك بشكل شخصي للمهنة المطلوبة له بناءً عن نتائج اختبارات الميول التي يجتازها. وتبادر المراكز إلى افتتاح هذه الدورات المهنيّة في حال وجود عدد كافٍ من المشاركين المعنيين، أو منح المشارك قسيمة لتعلم المهنة في احدى الكليّات المعترف بها من قبل الوزارة بحيث تغطي القسيمة تكاليف التعليم. وترافق طواقم المركز المهنيّة المشاركين في جميع المراحل بشكل شخصي حتى الاندماج في العمل لضمان مواصلة مشوارهم المهني وعدم تسربهم. كما تعمل طواقم المركز مقابل المشغلين بحيث تلائم ما بين احتياجاتهم والوظائف الشاغرة لديهم وبين قدرات وكفاءات المشاركين.
والقت ايلا بار دافيد، مديرة تشغيل المجتمع العربي في وزارة العمل والرّفاه، محاضرة أمام الوفد حول سياسات دمج المجتمع العربي في سوق العمل الاسرائيلي، موضحةً أنّ الوزارة تضع هذا الموضوع ضمن سلم اولوياتها، وبالذات العمل على زيادة نسبة تشغيل النساء العربيّات التي لا تتجاوز حاليًّا 32.4%، في حين أنّ نسبة التشغيل لدى الرجال العرب تصل إلى 77.3%.
ومن الجدير بالذكر أنّ نسبة السكان العرب ضمن الفئات العمرية 5-9 سنوات تبلغ 25%، الأمر الذي من شأنه التأثير بشكل كبير على ملامح سوق العمل الاسرائيلي مستقبلا، لذا تبذل الحكومة موارد وميزانيّات كبيرة لدمج المجتمع العربي في سوق العمل بشكل نوعي، بحيث يتم الأخذ بعين الاعتبار تطوير القدرات المهنيّة وتوفير فرص عمل تتلاءم مع هذه القدرات. ووضّحت ايلا بار دافيد النموذج الخاص الذي طورته الوزارة لتعزيز التشغيل في المجتمع العربي والذي يأخذ بالحسبان الفرد وقدراته الشخصيّة والمجتمع وخصائصه وتحفيز المشغلين وتطوير التأهيل المهني والبنية التحتية.
وتعتبر مراكز ريان أحد أهم مشاريع الوزارة لتعزيز التشغيل في أوساط أبناء المجتمع العربي، ويبلغ عدد المراكز 22 وهي موزّعة جغرافيًّا من الشمال إلى الجنوب، وتقدّم خدماتها إلى 67 بلدة عربية. وتعمل المراكز مع جمهور هدف محدّد خارج دائرة العمل، مجندةً جميع الجهات الجماهيريّة الناشطة وذات التأثير داخل هذه البلدات، وتجدر الاشارة إلى أنّ طواقم العمل المهنيّة في هذه المراكز تنتمي إلى جمهور الهدف نفسه، أي أنّها مطّلعة عن قرب على التحدّيات والصعوبات القائمة في هذا المجال وتعمل على احداث التغيير المطلوب من منطلق المسؤوليّة الشخصيّة والمجتمعيّة.
ويشار إلى أنّ عدد المشاركين في برامج مراكز ريّان المختلفة بلغ عام 2016، ما يقارب 9860 شخص، نحو 5940 منهم نساء، وتمّ دمج 79% منهم في سوق العمل.
وعرضت ايلا بار دافيد كذلك عدّة برامج عينيّة بادرت اليها الوزارة بهدف دمج المجتمع العربي في دائرة العمل بمجالات مرموقة، من بينها، برنامج أشبال لدمج المواطنين البدو في الجنوب في مجالات الهندسة وبرنامج امتياز لدمج الاكاديميّين بوظائف ملائمة وبرنامج القسائم للتأهيل المهني في المجالات المطلوبة في سوق العمل وبرنامج دمج المواطنين العرب في مجال الهايتك بحيث تمّ خلال 3 سنوات، منذ اطلاق البرنامج، دمج 920 شخص في صناعة الهايتك.
كما تعمل الوزارة أيضًا على تحفيز المشغلين على تشغيل أبناء المجتمع العربي من خلال المشاركة في أجر العمّال الجدد والمساهمة في توفير التأهيل المهني الملائم لهم، إلى جانب تطوير المناطق الصناعيّة والمصالح التجاريّة وغيرها. اضافةً إلى ذلك تعمل الوزارة على تطوير البنية التحتيّة الداعمة لمجال التشغيل داخل البلدات العربية كتطوير المواصلات وتعزيز بناء الحضانات وغيرها.
واختتمت الزيارة بمحاضرة أخرى حول سياسة وزارة العمل الالمانيّة وآليّات عملها في مجال تهيئة الظروف لتسهيل وتطوير الاندماج في سوق العمل الالماني.
[email protected]