سيادة المطران عطا لله حنا يستقبل وفدا اكاديميا جامعيا يونانيا : " نرفض الاستعمار السياسي وكذلك نرفض الاستعمار الذي يلبس ثوب الدين ومن واجبنا جميعا ان نرفض العنصرية ايا كانت الجهة التي تمارسها "
القدس – استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا اكاديميا جامعيا يونانيا ضم عددا من اساتذة الجامعات اليونانية في اثينا وتسالونيكي وغيرها من الاماكن والذين وصلوا في زيارة تضامنية مع الشعب الفلسطيني وبهدف تفقد احوال مدينة القدس والتعرف على معالم الازمة الارثوذكسية الحالية وللاطلاع على ملف الاوقاف الارثوذكسية المسربة الى جهات استيطانية يهودية متطرفة .
وقد وضع سيادة المطران عطا الله حنا الوفد في صورة الاوضاع في مدينة القدس وما يتعرض له المقدسيون من استهداف يطال مقدساتهم ومؤسساتهم واوقافهم وكافة مفاصل حياتهم في المدينة المقدسة .
كما ثمن سيادة المطران زيارة الوفد الاكاديمي اليوناني الهادفة لمعرفة حقيقة ما يحدث في مدينة القدس وما يحدث بحق اوقافنا الارثوذكسية من استهداف لانه يهمنا ان تصل الصورة الحقيقية لما يحدث الى الشعب اليوناني الشقيق .
ان الحراك الارثوذكسي الوطني ليس حراكا معاديا لليونان وللشعب اليوناني الشقيق وانما هو حراك هادف لمواجهة آفة الفساد التي تسيء لكنيستنا والعمل على اجراء اصلاحات ضرورية وجذرية لوقف هذه الانتكاسة التي نعيشها كما ووقف سياسات التفريط بعقاراتنا الارثوذكسية التي يبتلعها الاحتلال بواسطة عملاءه ومرتزقته وادواته بكافة مسمياتهم واوصافهم .
لا نضمر الكراهية للشعب اليوناني ولكننا نرفض الفساد الذي يسيء لصورة الكنيسة وحضورها ورسالتها وهؤلاء الفاسدين لا يسيئون فقط لكنيستنا وانما يسيئون ايضا للدولة اليونانية التي من المفترض ان يكون موقفها واضح وصريح في رفض التفريط بالعقارات والاوقاف الارثوذكسية وهو امر لا ينصب ومصلحة كنيستنا وشعبنا .
نرفض من يأتي الينا لكي يعاملنا وكأننا ضيوف في وطننا ، فنحن لسنا ضيوفا عند احد وكما نرفض الاستعمار السياسي فإننا نرفض ايضا الاستعمار الديني ، نحن عندما نكون في القدس وفي رحاب هذه الارض المقدسة نحن نكون في وطننا وكما اننا نرفض العنصرية الممارسة بحقنا من الاحتلال هكذا نحن ايضا نرفض اي نوع اخر من انواع العنصرية حتى وان كان لابسا للثوب الديني .
فلسطين هي وطننا ونحن ابناء هذه الارض الاصليين ونرفض ان نعامل كالغرباء في بلدنا كما اننا نرفض ان نعامل كالغرباء في كنيستنا فالوطن وطننا والكنيسة كنيستنا والمقدسات مقدساتنا والاوقاف اوقافنا ونحن نرفض ان يأتي الينا من يكون اداة هادفة لتصفية اوقافنا وعقاراتنا التي هي جزء من تاريخنا وتراثنا في هذه الارض المقدسة .
تربطنا علاقة صداقة وطيدة مع اليونان وانطلاقا من هذه الصداقة والمودة اود ان اقول لكم بأنه لا يجوز للدولة اليونانية ولا يجوز للكنيسة اليونانية بشكل خاص ان تتجاهل الازمة التي نمر بها في كنيستنا وان تتجاهل الاخطاء والتجاوزات المرتكبة والتي ترقى الى مستوى الخيانة بحق الكنيسة وهذه الارض المقدسة .
نتمنى ان تتعرفوا على المواقع الارثوذكسية المسربة في القدس وخارجها آملين ان تصل رسالتنا الى اليونان كنيسة وحكومة وشعبا بضرورة اتخاذ موقف واضح وصريح رافض لهذه التجاوزات والاخطاء لاننا نعتقد بأن الصمت على هذه الجرائم المرتكبة انما هو اشتراك في الجريمة .
نستقبلكم بكل محبة وتقدير وقد اتيتم للتضامن مع شعبنا وللاطلاع على تفاصيل الازمة الارثوذكسية التي نمر بها ونحن نتمنى بأن يوفقنا الرب الاله في جهودنا ومحاولاتنا لابطال الصفقات المشبوهة ولاجراء الاصلاحات الضرورية والسريعة والحاسمة لوقف حد لهذه المهزلة التي نعيشها منذ سنوات .
لن نقبل ولن نستسلم لهذا الواقع الذي يرسمه لنا الاعداء فقوى الشر العالمية المرتبطة بالصهيونية والماسونية تسعى لتدمير كنيستنا من الداخل ، ان عدونا اليوم ليس فقط خارج الكنيسة بل هو في داخلها لكي يدمرها من الداخل ويستنزف طاقاتها خدمة لاولئك الذين يسعون لتصفية الحضور المسيحي العريق في بلادنا وهم ذاتهم المتآمرون على القضية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني .
ان استهداف الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة هو استهداف لكل الشعب الفلسطيني ، فنحن شعب واحد يدافع عن قضية واحدة وكلنا مستهدفون وان تعددت الوسائل والانماط التي يتم فيها هذا الاستهداف .
قدم سيادته للوفد تقريرا تفصيليا عن الاوقاف الارثوذكسية المسربة مؤكدا بأن من قام بهذه الجرائم بحق الكنيسة انما لا يمثلنا ولا يمثل عراقة الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة .
ان شعبنا الفلسطيني يقف في خندق واحد في مواجهة ما يخطط لمدينة القدس ولشعبنا الفلسطيني ، وقد اضحت مسألة الاوقاف الارثوذكسية المسربة بأبخس الاثمان مسألة رأي عام في فلسطين ، فالفلسطينيون جميعا يتابعون هذه المسألة باهتمام كبير ، أما نحن فسنبقى ندافع عن كنيستنا ولن نستسلم لاولئك الذين يسعون لتصفية وجودنا والنيل من مكانة وعراقة كنيستنا وابتلاع اوقافنا التي هي جزء من تراثنا وتاريخنا وهويتنا .
اذهبوا الى باب الخليل وشاهدوا الابنية العريقة الجميلة التي بناها رهبان قديسون افنوا حياتهم في خدمة الكنيسة والبطريركية واليوم يتم تسريب هذه العقارات للمستوطنين بأبخس الاثمان فيا لها من جريمة وخيانة عظمى .
ان الابنية التاريخية الارثوذكسية الجميلة في باب الخليل يخطط المستوطنون اليهود المتطرفين للدخول اليها وقد يفعلوا ذلك في اي وقت ولذلك فإنه من الاهمية بمكان أن تكون تحركات سريعة واجراءات رادعة لوقف هذه الصفقة المشبوهة وابطالها وافشالها والتي تعتبر من اسوء واخطر الصفقات التي تعرضت لها كنيستنا .
اما اعضاء الوفد فقد اكدوا رفضهم لسياسات التفريط بالعقارات والتي نستنكرها جميعا ويستنكرها اي انسان عاقل في عالمنا ، لقد اتينا لكي نرى بأم العين حقيقة ما يحدث ، ان المعلومات الدقيقة لا تصلنا لانها تمر عبر قنوات تغير وتزيف وتبدل ما تشاء من هذه الاخبار والوقائع والاحداث .
لن يكون هنالك صمت على هذه التجاوزات ولن نقبل بأن تتم الاساءة لهذه الكنيسة من قبل اشخاص غير مسؤولين وغير مؤتمنين ، لا يمكن معالجة آفة الفساد الا من خلال اقتلاع الفاسدين من مواقعهم وهذا ما يجب ان يحدث في الدول وهذا ما يجب ان يحدث ايضا في المؤسسات الدينية التي تعاني من حالة الفساد الاداري .
كما اكد الوفد لسيادة المطران تضامنهم مع كافة رجال الدين الذين يعملون من اجل اصلاح هذا الوضع الذي وصلت اليه كنيسة القدس ، ونحن بدورنا نعرب عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني وما تتعرض له الاوقاف الارثوذكسية انما يندرج في اطار المؤامرة على القضية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني ، نحن معنيون بالتواصل معكم وسنلتقي ايضا مع الاساقفة ورجال الدين المعترضين على سياسة التفريط بالعقارات والاوقاف والمنادين بالاصلاح في الكنيسة ، اتينا بهدف تقصي الحقائق ومعرفة الوقائع كما هي وليس كما يريد البعض ان تصل الينا بطريقة غير صحيحة وغير دقيقة .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]