سيادة المطران عطا الله حنا : " نحن مسخرون في خدمة كنيستنا وشعبنا ووطنا ولن يؤثر علينا اي تطاول او محاولة للاساءة الينا من اي جهة كانت "
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم بأننا اكدنا واعلنا في الماضي وقوفنا ومؤازرتنا للحراك الارثوذكسي الوطني الهادف الى الحفاظ على اوقافنا الارثوذكسية المستهدفة والمستباحة ونؤكد موقفنا المبدئي هذا اليوم لمن لم تصله رسالتنا ، نحن نقف الى جانب هذا الحراك دون تردد او تلعثم ولكننا نتمنى من هذا الحراك ان تكون بوصلته في الاتجاه الصحيح وان يكون الهدف منه هو الاصلاح والحفاظ على حضورنا المسيحي العريق في هذه الارض المقدسة وكذلك الحفاظ على اوقافنا المستهدفة والمستباحة والتي يتم ابتلاعها بطرق التفافية غير قانونية وغير شرعية .
نحن نعلم علم اليقين بأننا قد ندفع ثمنا باهظا بسبب هذا الموقف المنحاز لهذا الحراك الوطني الذي نؤمن برسالته ونتبنى المطالب التي ينادي بها جملة وتفصيلا ، نحن نعلم انه يمكن ان نعاقب بالحرمان او بغيرها من الاجراءات الكنسية المتعارفة ولكننا وبالرغم من كل ذلك سنبقى محافظين على مبادئنا ورسالتنا وحضورنا وانحيازنا الكلي لهذا الحراك الوطني الذي هدفه الاصلاح والحفاظ على حضورنا المسيحي الوطني في هذه الارض المقدسة كما والحفاظ على اوقافنا المستباحة والعمل على استعادة ما سُرب منها .
نحن لا نخاف من اي عقاب او تهديد او وعيد فنحن اصحاب رسالة وفي سبيل هذه الرسالة نحن مستعدون للتضحية .
رسالتنا الى هذا الحراك الارثوذكسي الوطني بأن كونوا موحدين واحبوا بعضكم بعضا ، احبوا كنيستكم لان ما تقومون به هدفه الاساسي هو الحفاظ على حضور كنيستنا واحبوا وطنكم واحبوا بعضكم بعضا ولا تسمحوا لاي جهة دخيلة او مشبوهة بأن تسعى للنيل من وحدتكم ومن بوصلتكم التي يجب ان تبقى دوما في الاتجاه الصحيح .
اننا نعلم بأن هذا الحراك فيه شخصيات محترمة وفيه اناس نكن لهم كل الاحترام والتقدير ومن كافة اطياف شعبنا وهم ينتمون الى تيارات واحزاب وخلفيات سياسية متعددة ، وما اتمناه هو ان نضع جانبا الخلافات والتجاذبات الحزبية والفصائلية وان يكون هاجسنا العمل من اجل توحيد الصفوف لكي نحقق الانجازات التي نصبو اليها والتي يتطلع اليها ايضا هذا الحراك .
اتمنى ان يضع البعض اجنداتهم الشخصية ومصالحهم الخاصة خارج هذا الحراك فلا مكان في هذا الحراك لتصفية الحسابات ولا مكان في هذا الحراك للاحتراب الحزبي او الفصائلي .
ان النقاشات السياسية والحزبية يجب ان تكون خارج اطار هذا الحراك الذي يجب ان يبقى اطارا يجمع كافة ابناء رعيتنا وشعبنا بكافة انتماءاتهم الحزبية والسياسية والفكرية .
هدفنا هو الاصلاح والخير ، هدفنا هو الحفاظ على حضورنا المسيحي العريق المستباح في هذه الارض المقدسة ، هدفنا هو الحفاظ على اوقافنا التي هي جزء من تاريخنا وتراثنا وهويتنا .
اما بالنسبة لي فما اود ان اقوله للاخوة في هذا الحراك كما ولسائر ابناء شعبنا الفلسطيني بأنني لا انتمي الى اي فصيل او حزب سياسي ولست من اولئك التابعين الذين يتلقون الاوامر من اية جهة ، لست موجودا في جيب احد ولست تابعا لاي شخص ولا توجد عندي اجندة شخصية ، هدفي هو خدمة كنيستي وخدمة شعبي واعلاء كلمة الحق التي يجب ان تقال في زمن التضليل والتزوير ، اجندتي هي اجندة الكنيسة ورسالتي هي رسالة المسيحية والانجيل وبوصلتي ستبقى دوما نحو الكنيسة التي منها نستمد قوتنا وتعزيتنا في الظروف المؤلمة والمحزنة التي نمر بها ، ستبقى بوصلتنا باتجاه القدس ومقدساتها واوقافها وقضيتها وستبقى بوصلتنا فلسطينية بامتياز ولن تتمكن اي قوة في هذا العالم من انتزاعنا من جذورنا الوطنية ومن انتماءنا لهذه الارض المقدسة .
افتخر بأنني اسقف خادم في كنيسة القدس واود ان اؤكد بأنني خادم لابناء كنيستي ورعيتي وشعبي الفلسطيني ، نحن مسخرون في خدمة شعبنا وقضيته العادلة ولن يؤثر علينا اي تطاول او تلفيق او تزوير او محاولة للاساءة من اي جهة كانت .
اتمنى من ابناء رعيتنا ان يكونوا موحدين في هذه الظروف التي نمر بها ولا تسمحوا لاي جهة عميلة او مشبوهة ان تؤثر على معنوياتكم وعلى الرسالة الروحية والانسانية والحضارية والوطنية التي تحملونها في قلوبكم .
ان ابناء كنيستنا يفتخرون بانتماءهم لهذه الارض المقدسة كما هو حال كافة المسيحيين الفلسطينيين فنحن مكون اساسي من مكونات هذه الارض، نحن مطالبون بأن نكون ملحا وخميرة لهذه الارض ومصدر خير وبركة لهذا الشعب الفلسطيني المناضل من اجل الحرية والذي نحن مكون اساسي من مكوناته .
لقد علمنا الرب ان نسامح ولذلك فإنني اسامح من كل قلبي من حاول ان يسيء الي او ان يشوه الرسالة التي احملها والمواقف التي اتبناها ، ادعو لهؤلاء المسيئين بأن يسامحهم الرب الاله وان يرشدهم الى الطريق القويم لكي يكتشفوا بأن وحدتنا هي قوة لنا ويجب ان نبقى دوما موحدين لكي نكون اقوياء في دفاعنا عن الحق الذي ننادي به .
لا اضمر الشر لاحد فقلبي مليء بالمحبة للجميع ، لست من اولئك الذين يحرضون ويسيئون ويشهرون فأنا لست من اولئك الذين يتبنون هذا النهج ، اؤمن بأن المحبة هي قوة لنا ، المحبة هي القيمة التي منها نستمد قوتنا في دفاعنا عن الحق الذي ننادي به خدمة لكنيستنا ولوطننا وشعبنا ، لا تتخلوا عن المحبة ايها الاحباء مهما كثر المحرضون والمسيئون ، ومهما سعى تجار الهيكل لبث سموم فتنتهم في صفوفنا وبين ظهرانينا ، هنالك اموال تغدق بغزارة من اجل افشال هذا الحراك ، المتآمرون كثيرون والمرتشون موجودون والذين باعوا ضميرهم بحفنة من الدولارات هم موجودون ايضا ، ولكن الحق اقوى من كل هؤلاء ، الحق الذي ننادي به هو اقوى من كل المتخاذلين والمتآمرين والمرتشين ولكن هذا يحتاج الى الوحدة واللحمة والتضامن والحكمة وان تكون بوصلتنا دوما في الاتجاه الصحيح .
وقد جاءت كلمات سيادة المطران هذه صباح اليوم لدى لقاءه وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية في القدس .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]