سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية في الرملة : " الكنيسة ليست مكانا للعبودية بل مكانا للحرية ويجب ان نكون احرارا في مناداتنا بالحق "
القدس – استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس قبل قليل وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية من مدينة الرملة الذين توجهوا اولا لزيارة كنيسة القيامة ومن ثم توجهوا لزيارة سيادة المطران وذلك للتداول حول الواقع الارثوذكسي والاوضاع التي تمر بها كنيستنا ولسماع رؤيته وتحليله وتصوره لما يحدث .
اعرب اعضاء الوفد عن تضامنهم مع سيادة المطران الذي يتعرض ومنذ سنوات للاضطهاد والاستهداف والتهميش بسبب مواقفه التي تزعج البعض .
اردنا في هذا اليوم ان نزور سيادة المطران الذي كان مربيا ومعلما في مدرستنا الارثوذكسية في الرملة ولسنوات طويلة ولكي ننقل اليه رسالة التعاطف والتضامن من مدينة الرملة التي تثمن مواقفه المبدئية ودفاعه عن الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة وتصديه للمؤامرات التي تستهدف هذا الحضور كما ومواقفه الوطنية ودفاعه عن عدالة قضية شعبه الفلسطيني .
ليس من العدل ان يُضطهد سيادة المطران بسبب مواقفه وان يعامل بهذه القسوة وبهذا التهميش الذي لا يمكن لاي انسان ان يبرره .
سيادة المطران عطا الله حنا هو المطران الفلسطيني الوحيد في البطريركية الارثوذكسية في القدس ولكنه ويا للاسف ليس عضوا في المجمع المقدس ولا توجد عنده كنيسة او ابرشية او رعية وقد اعطي تسمية رئيس اساقفة سبسطية التي لا يسكنها مسيحيون ولا توجد فيها كنيسة او رعية ، كما انه لا توجد عنده اي صلاحيات ادارية وراتبه مقطوع منذ سنوات ولا يملك مكتبا لاستقبال ضيوفه ، نحن نعلم ان سيادة المطران لا يتحدث كثيرا عن معاناته الخاصة ولكن من الاهمية بمكان ان يعرف كل المعنيون مدى الاضطهاد الذي يمارس بحق سيادة المطران عطا الله حنا ويبدو ان كل ذلك يتم بضغوطات اسرائيلية .
اردنا اليوم ان نعبر عن تضامننا مع سيادة المطران وان نطالب برفع الظلم عنه فهو علم من اعلام بلادنا والحضور المسيحي العريق في مشرقنا ومهما سعوا لابعاده عن رعيته وتهميشه واضعافه فهو حاضر فيما بيننا بكلماته وحضوره ومواقفه ودفاعه عن كنيسته وعن الحضور المسيحي العريق في هذه البقعة المقدسة من العالم كما ودفاعه عن شعبه الفلسطيني المظلوم .
الغالبية الساحقة من ابناء كنيستنا وشعبنا يقفون الى جانبك ، كل الشرفاء يتضامنون معك لانك صاحب رسالة وصاحب قضية وقد دفعت ثمنا باهظا بسبب تمسكك بهذه الرسالة ودفاعك الدائم عن هذه القضية .
كما اعربوا عن استنكارهم لما تتعرض له اوقافنا من استهداف وتآمر مع التأكيد على ضرورة ان يتم العمل على الحفاظ على هذه الاوقاف وهذه العقارات خدمة للحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة .
أما سيادة المطران فقد اعرب عن سعادته باستقبال هذا الوفد الاتي الينا من الرملة ، هذه المدينة التي احبها وكنت اعلم في مدرستها ، ومن كانوا في ذلك الحين اطفالا اصبحوا اليوم اطباء ومحامين ومثقفين وشخصيات هامة في مجتمعنا ونحن نفتخر بهم ونرفع رأسنا عاليا بكل واحد منهم .
المدرسة الارثوذكسية في الرملة ابتدأت ببناء بسيط متواضع واليوم اصبحت صرحا تعليميا نفتخر به يقدم لمجتمعنا المحلي في مثلث الرملة واللد ويافا الكثير من الخدمات والانجازات .
لا يمكنني ان انسى الرملة التي صليت في كنيستها وعلمت ابنائها وكنت من اوائل اولئك الذين درسوا في مدرستها الارثوذكسية فلي ذكريات في الرملة لا يمكن ان تنسى بأي شكل من الاشكال .
اشكركم على محبتكم وكلماتكم التي اتمنى ان اكون مستحقا لها واود ان اقول لكم ولابناء رعيتنا في هذه الارض المقدسة بأنه لا يضيع حق وراءه مطالب ، ونحن بدورنا مطالبون في هذه الظروف ان نتحلى بالحكمة والاستقامة والصدق لكي نتمكن من افشال المؤامرات التي تستهدف كنيستنا بشكل خاص وتستهدف الحضور المسيحي في هذه الديار بشكل عام.
تحلوا بالصدق في هذا الزمن الرديء الذي اصبح فيه الكذب والنفاق منتشر في كل مكان ، والكاذبون والمنافقون هم جزء من المؤامرة التي تستهدفنا في هذه الارض المقدسة لانهم بكذبهم ونفاقهم انما يغطون على الاخطاء والتجاوزات التي ترتكب بحق كنيستنا والتي اصبحت معروفة لدى الجميع وخاصة عند اولئك الذين لم يفقدوا البصر والبصيرة .
نحتاج الى الاستقامة والوعي والحكمة في هذه الظروف التي نمر بها فنحن نريد لكنيستنا ان تبقى موحدة وقوية ونرفض الانقسامات والتصدعات في الجسد الكنسي ولكن في نفس الوقت لا يمكن القبول بالتجاوزات والاخطاء الكبيرة التي ترتكب بحق كنيستنا والتي ستؤدي في حالة استمرارها الى انتكاسة وكارثة بحق هذه الكنيسة العريقة التي نعتبرها وبحق الكنيسة الام ، ما نحتاجه في هذه الظروف هو ان يكون ابناءنا متحلين بالحكمة لكي يتمكنوا من التمييز ما بين الخيط الابيض والخيط الاسود وما بين الصالح والطالح ومشكلتنا تكمن في ان بعضا من الانتهازيين اصحاب المصالح والاجندات الشخصية الذين يسعون للتغطية على هذه التجاوزات وهم في ذلك اصبحوا شركاء في الجريمة المرتكبة بحق كنيستنا .
نفتخر بانتماءنا للكنيسة الام وننادي دوما بالسلام والمحبة والاخوة ولكن هذا لا يعني الصمت على الاخطاء او تجاهل الاخطاء ، لان تجاهل الاخطاء لن يؤدي الى حلها بل الى تفاقمها ونحن يجب ان نفكر معا وسويا في حلول جذرية لوقف حد لهذه المهزلة التي ترتكب بحق كنيستنا منذ عشرات السنين .
الكنيسة مكان للمحبة والرحمة وتكريس قيم السلام والاخوة بين الناس ، الكنيسة مكان للتبشير بقيم الانجيل ، الكنيسة مكان للمناداة بالخلاص الذي اسبغه الله علينا بتجسده وبكل ما قدمه للانسانية فلا يجوز القبول بتحويل الكنيسة الى مكان للتجارة والمقايضة والسمسرة والعمالة والارتماء في احضان الاعداء ، الكنيسة في هذه الارض المقدسة هي حاملة لرسالة الايمان في مجتمعنا ولا يجوز القبول بأولئك الذين يسيئون لهذه البقعة المقدسة من العالم وقد حولوا بيت الصلاة والعبادة الى بيت يتحدثون فيه بالصفقات والمال والعقارات ، اوقافنا مستباحة ومن يستبيح اوقافنا يستبيح تاريخنا ، من يبيع اوقافنا يبيعنا نحن ايضا ، ومن يفرط بعقاراتنا لا علاقة له بالحضور المسيحي العريق في هذه الارض المقدسة ، احذروا من اولئك الذين يلبسون ثوب الدين للتغطية على تجاوزاتهم واخطائهم وارتماءهم في احضان اعداء شعبنا واعداء شعبنا هم اعداء الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة .
نعيش مرحلة يجب ان يتحمل فيها الجميع المسؤولية فلا يجوز لاحد ان يتنصل من مسؤوليته الروحية والايمانية والاخلاقية .
كونوا على قدر كبير من الوحدة ولا تقبلوا بأن يقوم احد بتشتيتكم وشرذمتكم وتفكيكم ، لان من يسعون لتقسيمنا في هذه الظروف انما هدفهم الاساسي هو تمرير مشاريعهم المشبوهة بحق كنيستنا ، واتمنى ان يصحو البعض من كبوتهم قبل فوات الاوان .
الكنيسة تعلمنا ان ننادي بالحق وان نكون احرارا في مناداتنا بهذا الحق ، الكنيسة ليست مكانا للعبودية بل مكانا للحرية ، ومن يريدوننا ان نكون عبيدا انما هم بعيدون عن القيم المسيحية وعن الرسالة والقيم الانجيلية .
قدم سيادته للوفد بعض الاقتراحات والافكار العملية كما وضعهم في صورة بعض التطورات والاتصالات الهادفة لابطال الصفقات المشبوهة لا سيما صفقة باب الخليل متمنيا بأن يساهم الجميع في افشال هذه الصفقات وخاصة صفقة باب الخليل المشبوهة التي ستكون نتائجها كارثية على القدس وعلى الحضور المسيحي بشكل خاص .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]