بدعوة من المؤسسة السويسرية-الفلسطينية، قدّم النائب د. يوسف جبارين المحاضرة المركزية في المؤتمر السنوي للمؤسسة الذي انعقد في قاعة المؤتمرات في العاصمة السويسرية بيرن. وتمحورت محاضرة جبارين حول مكانة ودور المواطنين العرب الفلسطينيين في اسرائيل والتطورات السياسية الراهنة حول القضية الفلسطينية، وذلك بحضور جمهور غفير من الناشطين السياسيين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني.
وقال جبارين في مداخلته انه لا يمكن الحديث عن نظام ديمقراطي حقيقي في اسرائيل في الوقت الذي ينعدم فيه مبدأ المواطنة المتساوية وذلك في ظل عشرات القوانين العنصرية، القديمة منها والجديدة، التي تمنح فوقية قومية للمواطنين اليهود وتمس بحقوق اساسية للمواطن العربي في مجالات مركزية بالحياة. وتطرق جبارين في مداخلته إلى المواثيق والمبادىء الدولية الحقوقية في سياق الأقليات القومية والأصلية مشيرًا الى حق مجموعة الأقلية بادارة شؤونها الداخلية والمحلية، وحقها بإعادة الأراضي التي صودرت من أصحابها الأصليين، وضمان المشاركة السياسية في دوائر ومواقع اتخاذ القرار، مؤكدًا أن هذه المبادىء تقع اليوم في صلب الحقوق الجماعية التي تطالب بها الجماهير العربية وقيادتها السياسية.
وأكد جبارين ان دعاية اسرائيل في العالم حول كونها "واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط" لا اساس لها من الصحة على أرض الواقع، فهي قد تكون "واحة" لليهود، لكنها "صحراء" للعرب الفلسطينيين، مليئة بالقوانين العنصرية والسياسات الاقصائية.
وعلى صعيد حقوق الشعب الفلسطيني اشار جبارين الى مبادرة السلام العربية منذ عقد ونصف التي طرحت حلًا على اساس اقامة دولة فلسطينية بحدود عام 1967، وهو الحل الذي يدعمه المجتمع الدولي والهيئات الدولية دون استثناء. واوضح جبارين ان هذا الحل يُبقي للفلسطينيين 22% فقط من ارض فلسطين التاريخية، لكن حكومة اسرائيل بالمقابل تخطط على ارض الواقع لضم مناطق "ج" و"ب" الى اسرائيل وبالتالي اسدال الستار عن فرصة اقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة، مؤكدًا ان هذا المخطط الاسرائيلي يعني بوضوح نظام ابرتهايد استعماري بامتياز، يُبقي للفلسطينيين نوعًا من الحكم الذاتي في المدن الفلسطينية الرئيسية تشابه نظام البانتوستانات في جنوب فريقيا.
ووجه جبارين حديثه الى الحضور قائلًا انه "كما شكّل الضغط الدولي عاملًا اساسيًا بانهاء الابرتهايد في جنوب افريقيا، فانه آن الأوان ان يرفع المجتمع الدولي مستوى الضغط الدولي على اسرائيل من اجل انهاء الاحتلال وحماية حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيرة واقامة دولته المستقلة، وكذالك من اجل ان تغيّر حكومات اسرائيل سياساتها العنصرية تجاه مواطنيها الفلسطينيين".
وقد شارك في المؤتمر ايضًا الكاتب والناشط السياسي ميكو بيلد، المعروف بمواقفه المناهضة لسياسات اسرائيل الاحتلالية والذي يدعو الى تعزيز المقاطعة الاقتصادية ضد اسرائيل لاجبارها على انهاء الاحتلال. وقد شملت مشاركة جبارين وبيليد عدة لقاءات مع مؤسسات سويسرية وعربية في العاصمة بيرن وفي جامعة زوريخ.
وقال النائب جبارين: "لقد ابدى المشاركون اهتمامًا واضحًا بمكانتنا واوضاعنا داخل اسرائيل، ولا شك ان تدويل قضايانا بحاجة الى "عمل النملة" من اجل ان نشرحها ونوضحّها للمجتمع الدولي بالمعطيات والارقام الدامغة، وعلينا صبّ الجهود اكثر واكثر نحو هذا الهدف الجماعي الهام لنا عمليًا واستراتيجيًا."
[email protected]