أزمة جديدة وشديدة تعصف بالقائمة المشتركة في الايام الاخيرة وفي مركزها الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والتجمع الوطني الديمقراطي. وقد دب الخلاف بين الطرفين في اعقاب مواقف النائب ايمن عودة رئيس القائمة المشتركة (التجمع لا يعترف به رئيسا للقائمة) الذي شارك الاسبوع الماضي في مؤتمر صحفي الى جانب زعمية حزب ميرتس زهافا غلئون ووزير الاوقاف الدينية في السلطة الفلسطينية محمود الهباش وذلك في ذكرى مرور 50 عاما على احتلال القدس ، الى جانب مشاركته في مظاهرة تل ابيب الداعمة للسلام والتي نظمها اليسار الاسرائيلي وشارك فيها ايضا الى جانب النائب ايمن عودة كل من زعيم حزب المعسكر الصهيوني بوجي هرتسوغ وزهافا غلئون وأعضاء من حزب المعسكر الصهيوني. وألقى النائب عودة خلال التظاهرة كلمة الى جانب كلمة هرتسوغ واخرين.
وعلم موقع الحمرا " ان الردود ازدادت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد هاتين المشاركتين للنائب ايمن عودة واحتد النقاش بين الناشطين السياسيين من الجبهة والتجمع على الفيسبوك وتبادلوا الاتهامات والتخوين وكلمات الاقصاء في مشهد انتقل ايضا الى داخل مركبات القائمة المشتركة وذلك بعد ما قيل عن ان النائب عودة لم ينسق هاتين المشاركتين مع مركبات القائمة كما هو متفق عليه الى جانب كونه يتحدث باسم المشتركة من خلال مشاركاته العديدة ما يرفضه التجمع جملة وتقصيلا ويعتبره مسا صارخا بمجهود الابقاء على تماسك المشتركة". وقد وصف أحد التجمعيين على الفيسبوك النائب عودة بأنه "يلحوس" للاشكناز مطالبا بحل المشتركة كما كتب واضاف:"اذا النائب عودة او غيرة يحلم في زجنّا في كتلة "يسارية " صهيونية فبلاها المشتركة".
وقد رد على غسان منير ابو وطن حصري وهو جبهوي وشقيق النائب السابق عفو اغبارية وكتب على الفيسبوك قائلا:"لسنا بحاجة لشهادات بالوطنية من أمثال منير. محاولة تصدير أزمة التجمع الى المشتركة، بائسة ولا تستطيع ستر إملاءات عزمي بشارة الرامية الى تصفية التيار الوطني داخل التجمع أولا، وثم تدمير العمل المشترك للأحزاب العربية ثانيا".
كما وكتب غسان منير في صورة على حسابه في الفيسبوك: "القائمة المشتركة خطوة مهمة جدا ولكنها ليست بكيان مقدس".
التجمعي غسان منير
وكتب غسان منير على حسابه الشخصي في الفيسبوك :"مظاهرة "دولتين وأمل واحد" في دوار ينبوع المحبة و "حمامة السلام" رابين ( على قول عمار ابو قنديل ) في مدينة تل أبيب: هل لاحد صورة او فيديو لكلام النائب عودة، اذا صح الكلام انه حضر مظاهرة اليسار الصهيوني ؟
يجدر أن نذكر بعض ما قيل أو عناوين هذه المظاهرة:
1- "حكومة يمين متطرف هي نهاية الحلم الصهيوني".
2- "نحن نريد بناء معسكر الذي يهدف الى بناء دولة صهيونية، يهودية، ديمقراطية".
يعني من حضر المظاهرة ولم يعارض العناوين ، وكأنه يعلن أنه مع بقاء الحلم الصهيوني وضد انهائه عن طريق اليمين المتطرف على حد قولهم؟ طيب وأين حلمنا يا هذا؟؟ ويعني من حضر السيرك "اليساري" يدعم بناء دولة صهيونية يهودية ديموقراطية ؟ طيب وشو معنا؟
نحن انا ومن مثلي من اعضاء التجمع او الفلسطينيين الاصلانيين نرفض هذا التوجة وهذة الدونية جملةً وتفصيلاً بل نتقيأ من هذا الطرح واللحّوسة للاشكنازي الاستعلائي الصهيوني المتلحف ب"اليسارية" لانة كالاحتفال بعيد استقلالهم. اذا النائب عودة او غيرة يحلم في زجنّا في كتلة "يسارية " صهيونية فبلاها المشتركة".
أبو وطن: لسنا بحاجة لشهادات بالوطنية من أمثال منير
وكتب أبو وطن حصري شقيق النائب السابق عفو اغبارية وكان مديرا لكتلة الجبهة في الكنيست على حسابه في الفيسبوك ردًا على ما كتبه غسان منير: "أفرطوها.. مع ذيلها وحلونا عاد.! لا أعلم من هو منير هذا وماذا أنار في تجمعه كي يدعو لحل المشتركة على خلفية مشاركة أيمن عودة في مظاهرة تل أبيب؟؟ ما نقوله في عرابة وأم الفحم نقوله في تل ابيب، ولسنا بحاجة لشهادات بالوطنية من أمثال منير. محاولة تصدير أزمة التجمع الى المشتركة، بائسة ولا تستطيع ستر إملاءات عزمي بشارة الرامية الى تصفية التيار الوطني داخل التجمع أولا، وثم تدمير العمل المشترك للأحزاب العربية".
وكتب أبو الوطن ايضا: "المفارقة أن نفس الأشخاص الذين يبررون جلوس عزمي في حضن أخون الرجعيات العربية هم أنفسهم من يهاجم المشتركة والعمل المشترك. الانتفاخ والورم القومي ليس مشروعا نضاليا، سيما وان سرعة ذوبانة يضاهي سرعة ذوبان التحاميل بأست محموم، فقد خبرنا انتفاخكم في قضية باسل غطاس. وحلونا عاد أفرطوها وخفف الله كان أعظم".
عمار أبو قنديل
وكتب عمار أبو قنديل: "شاءت الأقدار وأن يتنصب أيمن عودة رئاسة القائمة المشتركة، لكنه من نافل القول انه هناك بفضل جميع القوائم المركبة للقائمة وهذا بالطبع يلزمه اكثر بأن يعبر عن برنامج القائمة المشتركة بدون أي محاولة لإستغلال المنصب والثقل السياسي والمساحة الإعلامية التي توفرهما المشتركة لترويج لمشاريع حزبية او احلام شخصية".
الجبهوي عمار أبو قنديل
وأضاف: "مع أهمية الحفاظ على القائمة ومع ضرورة الدفع نحو تطويرها، هناك حاجة ملحة لإبقاء النقاشات السياسية حية وإطلاع الجمهور الواسع عليها وذلك رأفةً بالوعي الوطني والعام ومنعًا للإستفراد، وبطبيعة الحال المستفيد الوحيد هو شعبنا، فللجميع المساحة لطرح موقفه وفكره، مشروعه ونهجه، لكن من دون إستغلال او إنتهازية والنقاش والفكر هو الحكم، فما دام النقاش والفكر والإختلاف حيًا، فنحن احياء نفكر ونختلف وهذا كله يعني إننا بألف خير.
شهدنا في الأونة الأخيرة تصريحات عديدة، مستهجنة وغريبة من قبل عودة، منها فكرة اقامة "معسكر ديمقراطي"، فكرها إستهجنتها ورفضتها جميع الأحزاب حتى اوساط واسعة في الحزب والجبهة. بالإضافة الى مغازلات عديدة قام بها موجهة لحركة ميرتس او بما يسمى اليسار الصهيوني، اضافة الى شعارات على شاكلة "علينا دحر اليمين الصهيوني"، شعارات مشتقة من صلب الفكر الصهيوني ولا تمت لفلسطينيتنا بشيء، فالمعروف والمفروغ منه أن مشكلتنا ليست فقط مع اليمين لأنه عنصري وفاشي، انما مع كل من يحمل الفكر الصهيوني، الذي يرى فينا اعداءً، فكر بارك جميع الحروبات على غزة ولبنان، ويرى ان سقفنا هو القبول بدولة يهودية وصهيونية يتيح لنا السباحة في هوامش ديمقراطيته المزيفة فلا يرى بنا شعبًا صاحب لهذه البلاد له حقوقه التاريخية".
وتابع: "لم تبقَ هذه التصريحات يتيمة بل رافقتها خطوات عملية منها المشاركة بمؤتمر ثلاثي في يوم "توحيد القدس" ضم الهباش مفتي السلطة وزهاڤا جلئون زعيمة ميرتس وايمن عودة ومنها ايضًا المشاركة بمظاهرة "دولتين وأمل واحد" من تنظيم عدة حركات وعلى رأسها المعسكر الصهيوني.
هذه التصريحات والخطوات تؤكد نوايا عودة بحلمه بأن نكون جزء من جسم سياسي يضم احزاب صهيونية منها ميرتس وقد يكون مع المعسكر الصهيوني مستقبلًا فبالنظر الى تصريحات بوچي هرتسوج زعيم المعسكر الصهيوني الذي صرح في مظاهرة "دولتين وأمل واحد" والتي شارك بها عودة، وقال : "اننا نسعى لبناء جسم سياسي واسع يدحر اليمين" يمكننا القول اننا امام مخطط خطير يفتح المجال امام إنزلاق اخر، يحاول البعض إستغلال منصبه وصلاحياته لزجنا به. حرصًا على وعينا وعلى انتمائنا الوطني علينا رفض هذا النهج وعلينا الحذر والتحذير منه ومحاربته ايضًا".
باسل غطاس
وكتب النائب السابق باسل غطاس: "غدا مظاهرة مايسمى اليسار الصهيوني في تل أبيب في الذكرى الخمسين لحرب حزيران. مظاهرة بشعارات السلام الآن وحزب العمل الشريك الأكبر في تكريس الاحتلال العنصري والاستيطان وفِي قمع الشعب الفلسطيني قبل ومنذ النكبة. لا سلام ولا نية سلام في "السلام الآن" . هل سيحظون مرة أخرى بمن يتحدث في المظاهرة باسم العرب أو باسم المشتركة ليبيض صفحتهم السوداء. أتمنى ألا ينزلق أحد إلى هذا الدرك بينما يسطر أبطالنا الأسرى في السجون أسطورة الصمود الأسطوري في إضرابهم عن الطعام".
[email protected]