صَدَر مُؤَخَّراً البوم المطربة اللبنانية نانسي عجرم تحت اسم "نانسي 9". حاولت شراء هذا الالبوم لكنه غير مُتَوَفِّر في الاسواق العربية داخل الخط الاخضر والمعروفة بتسميتها "عرب ال 48".
كانت الاجابة ان المقاطعة وعدم التطبيع ، هم السبب لعدم صُدور وتسويق الالبوم لشريحة واسعة من العرب والذين ذنبُهُم انهم مرابطون وصامدون في ارضهم.
الا ان الوقائع عكس ذلك تماما. فصوت نانسي عجرم يَصْدَعُ في اروقة شركات الجوال الاسرائيلية والتي بدورها ، تقوم بتسويق اغاني الالبوم عبر مواقعها الالكترونية بعدة صيغ ومنها ، خدمات رنة الانتظار (Ring back tone).
شركتا "هوت موبايل" و- "بارتنر" تعرضا اغاني نانسي عجرم بشكل بارز وتُمَكِّنا كل مبحر في الانترنت الاستماع الى مقاطع طويلة من الاغاني.
الشيكل الاسرائيلي ولا المايكروفون العربي
كان من الممكن فهم اعتبارات نانسي عجرم المادية والاقتصادية حيث ان تسويق البومها الجديد حصريا عبر شركتي جوال كبيرتين مُؤكد بانه يعود عليها بارباح اكبر من تسويقه عبر مُسَوِّقٍ عربي ، الا ان هذا الاعتبار لا يشفع نظرا لتعامل نانسي عجرم ولفيفَها مع "عرب ال 48".
ففي عدة مناسبات حاول صحفيون عرب اجراء حوار او مقابلة او اخذ رد من نانسي عجرم الا انها امتنعت عن ذلك (شخصيا او عبر من حولها) لكون الصحفيون يحملون الجنسية الاسرائيلية رغم عروبتهم.
نجد ان للشيكل الاسرائيلي وَقْعٌ في الجيوب يُغَطي جميع العيوب ، فالمواقف الشبه وطنية والمقاطعة تتلاشيان مع اول شيكل يرن في الجيوب العربية.
عروبة " هوت موبايل " و- " بارتنر "
ما تُنقِصُهُ نانسي عجرم عن العرب ، مُتاح للشركات الاسرائيلية وعن اي شركات نتكلم ، فشركة "هوت موبايل" هي وليدة جديدة لشركة "ميرز" السابقة والتي سَخَّرَت شبكتها لاستعمال الجيش الاسرائيلي لعدة عقود.
اما "بارتنر" فحتى شهر شباط لسنة 2016 حملت اسم "اورانج" إلا انها انفصلت عن اورانج في اعقاب تصريح مدير عام اورانج العالمية – السيد "استيفان ريشار" ، والذي صرح شهر حزيران سنة 2015 في القاهره، عن رغبته في الخروج من اسرائيل.
يَجدُر الذكر بان صاحب الاسهم المسيطرة في بارتنر هو "حاييم سابان" اسرائيلي الجنسية ومقيم في الولايات المتحدة ويَعْقِد مؤتمرا سنوياً باسم "فوروم سابان" يستضيف فيه كبار المسؤولين الاسرائيليين والامريكيين.
صور نانسي عجرم مع اسرائيلي
في الاسابيع السابقة تم التداول ، عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، موضوع نشر صورة جمعت نانسي عجرم بشخص يهودي اسرائيلي الجنسية.
نانسي عجرم ادعت بانها لم تسال عن جنسيته ولكن ، هل للصورة علاقة تجارية ؟ هل رصدت الصورة مراسم توقيع اتفاقية التسويق عبر الشركات الاسرائيلية ؟
شبكة ال MBC وادعاءات القرصنة
تتوجب الاشارة بان الإتجار مع شركات اسرائيلية ، رغم المقاطعة الصورية ، لا تنحصر بنانسي عجرم.
ففي الاشهر السابقة تم نشر فضيحة بث مسلسل "الاسطورة" المصري والمملوك بيد شبكة ال MBC في القناة الرسمية الاسرائيلية.
مجموعة ال MBC ادعت بان بث المسلسل عبارة عن قرصنة. فلماذا لم تتخذ ال MBC اي اجراء في هذا السياق ؟ ولماذا مر بث المسلسل بسلام ؟ وماذا عن باقي المسلسلات التي يتم بثها ؟
فنرى بان الشبكات والشركات والمطربات العربيات تظهر بمظهرين متناقضين ، تمد يدها لحصد العائدات الاسرائيلية وفي المقابل ، تدعي المقاطعة من باب الوطنية.
ننهي الكلام بالمثل المصري "الي اختشوا ماتوا"
" لقد حاولنا اخذ رد نانسي عجرم ومجموعة ال MBC دون نجاح. حال وصول اي رد منهم ، سنقوم بنشره بصورة فورية"
[email protected]