سنحت لي الفرصة لأزور معرض "امنا الارض" في جاليري زركشي السخنينيّة للفنون الحديثة، وكانز المعرض الفنان أمين أبو ريا.
الجاليري ضمن مشاريع جمعية جوار في الشمال التي نظمت المعرض بحلة منقطعة النظير كجزء من نشاطها لمتابعة حضارتنا وتراثنا وإبداعاتنا تزامنًا مع ذكرى يوم الأرض الخالد وشارك فيه ستة مبدعين فنيًا من رسامين ونحاتين ومختصين بتقنيات فنية بأسلوبهم ليطلوا بإنتاجاتهم الفنية بأشكالها وألوانها : أحلام بهنسي من الرينة، علاء عمرون من مجدل شمس، سليمة حامد من الناصرة، سلوى عثمان من كابول، أمل ابو حسين من كفر قرع وجميل عمرية من ابطن.
لفتت انتباهي وجذبتني لوحات وأعمال الفنان عمرية المميّزة، أسلوبًا ومضمونًا.
الفنان التشكيلي جميل عمرية من مواليد وسكانِ قريةِ ابطن الصامدة، يهوى الفن ويعشقه منذ نعومة أظفاره وبدأ يمارسه طفلًا على الحيطان وأسطح الزنك.
يعملُ الفنان عمرية في سكبِ المعادنِ لتكون هواية ومهنة وهو يمارسُ الفنَّ التشكيليَّ على ألوانِه منذ عام 1972 ، يستعملُ في لوحاتِه ألوانًا زيتيةً على الجلدِ، ألوانُ إكريليك ونحتٌ وسكبٌ من الألومنيوم والبرونز.
شارك جميل بمعارضَ محليّةٍ ودُوليّةٍ وله الكثير من الجداريات في البلدان العربية وشارك في التحضير وسكب الخامات للنصب التذكاري لشهداء يوم الأرض الخالد في مدينة سخنين.
كجزء من رسالته ومسيرته الوطنية والفنية، تناول جميل أحداث ومآسي شعبنا، تاريخه وتراثه، نكبته وآلامه، تهجيره ومفاتيح العودة المُشتهاة وللأرض حضور طاغ على أعماله وهذا ما ظهر جليّا في لوحاته بالمعرض.
وجدت في لوحاته المؤثرة نوعًا من التحدّي ورسالة من بقوا ولم يُقتلعوا من بيوتهم ووطنهم إثر النكبة، متمسّكين بالأرض والحياة ... والأمل.
المحامي حسن عبادي
[email protected]