ضمن ليالي آذار التي تنظمها جبهة سخنين الديمقراطية، عقد مساء أمس الاثنين في بناية جمعية روافد السلام محاضرة بعنوان "دور القائمة المشتركة في مواجهة قانون كامينتس العنصري"، استضافت فيها عضو لجنة الداخلية البرلمانية النائب د. عبد الله ابو معروف (الجبهة – القائمة المشتركة)، والنائب اسامة السعدي (العربية للتغيير – القائمة المشتركة).
وقد دارت مداخلات الأمسية حول قانون التنظيم والبناء منذ عام 1965 وأثره على المواطنين العرب في البلاد جراء سياسة الهدم وتضييق الخناق، مرورا بمصادرة الأراضي العربية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، أبرزها مشروع حاكم اللواء يسرائيل كينغ بما يسمى "تهويد الجليل- أو تطوير الجليل" بمصادرة 21 ألف و500 دونم من الأراض العربية، ووصولا اليوم لقانون كامينتس الجديد الذي من المتوقع تشريعه في الأسابيع أو الأشهر القريبة.
افتتح الأمسية وتولى إدارتها المهندس علي صالح، فتحدث عن مماطلة السلطات الاسرائيلية ورفضها خلال 52 عاما توسيع الخرائط الهيكلية، الأمر الذي أدى إلى اضطرار المواطنين العرب للبناء غير المنظّم على أراضيهم الخاصة، مشيرا أنه حتى عام 2016، وصل عدد مخالفات البناء في المجتمع العربي إلى 800 الف مخالفة، و120 ألف بيت دون ترخيص.
النائب د. عبد الله ابو معروف قال في كلمته إن يوم الأرض هي مناسبة وطنية وقضية شعب واجه سياسة ترانسفيرية عنصرية ومصادرة أكثر من مليون دونم من الأراضي، ولا تزال حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة تلاحق الجماهير العربية على ما تبقّى من أراضي. وأكد أن كل الأكاذيب التي تصدر من مكتب رئيس الحكومة نتنياهو وكأنهم سيخصصون الميزانيات لتطوير الوسط العربي وتوسيع الخرائط الهيكلية، هي ذرّ للرماد في العيون هدفها إقناع مجموعة دول التعاون الاقتصادي الـ(OECD) أنهم ينفذون التزاماتهم التي فرضت عليهم والحفاظ على بقاء اسرائيل في هذه المجموعة.
وبصفته عضو في لجنة الداخلية البرلمانية وعضو في طاقم الـ120 لإعداد توصيات تتعلق بالخرائط الهيكلية والبناء غير المنظم، تحدث د. ابو معروف حول المحطات الرئيسية في قوانين التنظيم والبناء مرورا بسياسات حكومات اسرائيل المتعاقبة ووصولا بتفاصيل قانون كامينتس العنصري الذي شارك في مناقشته على مدار أكثر من 25 جلسة، ونجح في إجراء تعديلات جوهرية تتعلق بتنظيم البيوت غير المنظمة وتقليص حجم الغرامات المالية المفروضة. وشكر ابو معروف نواب المشتركة الذين شاركوا في عدد من الجلسات وخاصة النائب اسامة السعدي الذي رافقه في غالبية الجلسات وفي تقديم التحفظات ونجحنا في منع التصويت عليه قبل خروج الكنيست لعطلتها الأسبوع الماضي.
النائب أسامة السعدي تحدّث في كلمته عن سياسة مصادرة الأراضي العربية بشكل عام، والهجمة المسعورة التي تشنها حكومة نتنياهو ضد الجماهير العربية وهدم البيوت في قلنسوة وأم الحيران، ثم يأتي قانون كامينتس لتصعيد الهجمة التي يديرها نتنياهو ومكتبه بشكل مباشر.
وقال السعدي، إن المضحك والمبكي معا، هو اتهام العرب أصحاب الأرض الأصليين أنهم يعتدون على أراضي الدولة !!، فلم تكتف حكومة نتنياهو بالأحكام الجائرة المفروضة على اصحاب البيوت غير المنظمة، وجاءت بقانون كامينتس لتشديد الأحكام الرادعة القاسية بهدف تقويض صلاحية المحاكم والقضاء ونقلها لسلطات التنظيم، وتسريع هدم البيوت العربية.
وأشاد السعدي بالدور المركزي الذي قام ويقوم به النائب د. ابو معروف كمسؤول ملف التنظيم والبناء عن القائمة المشتركة في متابعة قضايا التنظيم والبناء وخاصة في مواجهة قانون كامينتس، وأضاف أنه والنائب د. ابو معروف قدّما 2500 تحفظا (اعتراضا) على القانون، الأمر الذي سيتطلب مناقشتها بحسب القانون ساعات وأسابيع طويلة، فأُرغِمت الحكومة على تأجيل التصويت عليه.
[email protected]