يبدو أن الليلة التي أُضيئت فيها الشعلة معلنة بداية كأس العالم لكرة القدم في الثاني عشر من حزيران/يونيو، و الإستعراض الذي يليها أدهش العالم بقاراته الخمس وبملايين المشاهدين الشاخصة أعينهم علىالشاشات، لن يقتصر على ريو دي جانيرو مستضيفة الليلة الكبيرة للحدث. بل ستكون الشعلة التي تشعّعلى إثنتي عشرة مدينة برازيلية بعضها يلعب دوره على مسرح الحياة العصرية، وله جمهوره الشغوف به،فيما بعضها الآخر سوف يخرج من كواليس المسرح البرازيلي ويدهش جماهير الكرة المحدّقة إلى الشاشاتأو تلك التي رغبت في اختبار أبعاد التجربة الكروية بالأسلوب البرازيلي، عن طريق الإتصال المباشر.

بورتو أليغري Porto Algere 
تقع هذه المدينة عند ضفة بحيرة لاغوا دوس باتوس، أكبر بحيرة في البرازيل. رغم أن غوشوس هي عاصمة ولاية ريو غرانديه دو سول، فإن بورتو أليغري تجلس على عرش الجاذبية بكوزموبوليتانيتها الفريدة. تضم هذه المدينة الجميلة 190 نوعًا من الأشجار وتلقب بالمرفأ السعيد الأكثر اخضرارًا في البرازيل. 
إنها مدينة وافرة الترف فهي إحدى المدن المضيفة لكأس العالم، تحتشد فيها ظاهرة الفن المعاصر ويقام أكبر معرض للكتاب في جنوب أميركا كل عام بين تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر. 
ولعل أبرز مثال على الروح التقدّمية عند سكان أليغري ظاهرة الميزانية التشاركية. فمنذ عام 1989 قرر سكّان بورتو أليغري تقاسم مخصّصات البلدية، وجذبت هذه الظاهرة الديموقراطية حركة العولمة واستضافت المدينة ثلاث مرات منتدى المجتمع العالمي، وراهنًا تسضيف بعض مباريات كأس العالم لكرة القدم.

كوييابا Cuiaba
قد لا تكون كوييابا مدينة سياحية مشهورة ولكنها مدينة تجمع تحت سقفها الأخضر الكثير من الهدوء والسكينة لذلك تعرف بقلعة الأخضر. فهذه المدينة تقع قرب المتنزّه الوطني تشابادا دوس غروسو الذي يعتبر مرتع الشغوفين بالسياحة البيئية. 
هنا الطبيعة العذراء تمتد بسكينة غير آبهة بمعول العصر. ولمن يريد أن يحضر مباريات كأس العالم في ملاعب غير محتشدة فإن كوييابا تحقق مراده.

ناتال Natal عاصمة الكثبان والشواطئ
أطلقت تسمية هذه المدينة في اليوم التالي على إنشائها، وناتال تعني عيد الميلاد بالبرتغالية. والمعلم التاريخي الوحيد الذي يذكّر بالماضي هو قلعة فورتاليزا دوس ريس ماغوس. 
وناتال اليوم هي مدينة معاصرة وآمنة تتمتّع بمناخها المعتدل اللطيف والحياة الليلية الصاخبة وبالطبع الشواطئ اللامتناهية. تقع هذه المدينة الساحلية على كتف أميركا الجنوبية، وقد أصبحت بشكل سريع مقصد السياح من أوروبا، خصوصًا هواة رياضة ركوب الأمواج بالألواح الشراعية. تشتهر المدينة بشواطئها وكثبانها اللؤلؤية الأجمل في البرازيل.

ماناوس Manaus
تقع هذه المدينة الأسطورة في قلب الأمازون، وأصبحت من المدن الغنيّة بسبب ازدهار تجارة المطّاط في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. تتجاور على رصيف المرفأ البيوت الأوروبية الصغيرة ودار الأوبرا المذهلة. 
وراهنًا ماناوس مدينة صاخبة تضج بالحياة تعيش على وتيرة متسارعة ويشكّل مرفأها مكانًا للتلاقي حيث تنتشر فيه مقاهي الرصيف، وتعيش نسبة كبيرة من سكان ولاية أمازوناس في ماناوس. 
كثير من السيّاح الذين يأتون إليها يتّخذون منها نقطة الإنطلاق نحو الغابة المطريّة. واليوم تنفض المدينة غبار الزمن عن المعالم الأثرية الجميلة من خلال مشروع «الحقبة الجميلة» Belle Epoque . لذا ماناوس هي ضمن مجموعة المدن البرازيلية التي تستضيف كأس العالم لكرة القدم.

كوريتيبا Curitiba
بُنيت هذه المدينة على أساس تربية الماشية وزراعة القهوة، وهي عاصمة ولاية بارانا، وفي الوقت نفسه أقلّ تلوثًا وازدحام للسير من بقية المدن البرازيلية. تضمّ الكثير من المتنزّهات وبعض المباني التاريخية، تنظم فيها الكثير من العروض الموسيقية.
كوريتيبا مدينة ديناميكة تجذب الكثير من السيّاح، وتعرف باسم ثانٍ هو سيداليه موديلو أي المدينة النموذج. يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة وهي أكبر مدينة في جنوب البرازيل وتشكّل مركزًا مهمًا للثقافة وتعتبر مركزًا تجاريًا نشطًا. 
وعلاوة على ذلك، تتمتع بالمزاج الأوروبي وتعتبر أكثر المدن البرازيلية تنظيمًا. تجذب راهنًا كوريتيبا المستثمرين الذين يعتبرونها بديلة لساوباولو. وقد استعدّت جيّداً لاستضافة مباريات المونديال.

ريسيفي Recife
تتميز مدينة ريسيفي بالبنية التحتية المتطوّرة لاستقبال السيّاح، الذين بدأوا باجتياحها بعدما أُعلنت إحدى المدن المضيفة لكأس العالم، خصوصًا أن شواطئها اللؤلؤية التي يرتاح عليها المرجان تجذب هواة السمرة والرياضات البحريّة، وعلى طول شواطئها تتجاور المقاهي والنوادي الليلية والفنادق الفخمة فتبدو المدينة في كرنفال برازيلي لا ينتهي. كل تفصيل فيها يدخل الزائر في متاهة من المسرّات، البحر والطبيعة والنبض المتسارع لنمط الحياة فيها. 
فهذه المدينة العصرية تضمّ العديد من المراكز التجارية الكبرى التي تغريك بالتسوّق من دون حسبان. أمّا المقاهي، فتقدّم أشهى الأطباق من المطبخ العالمي والمطبخ المحلي حيث جوز الهند وزيت النخيل الحاضران الدائمان في كل الأطباق.

البرازيل كأس العالم لكرة القدم
استقبلت البرازيل كأس العالم لكرة القدم على أرضها للمرة الأولى عام 1950، وقد خسرت النهائي أمام الأوروغواي . فيما فازت بكأس العالم خمس مرّات

● عام 1958 بخمسة أهداف مقابل هدفين للسويد.
● عام 1962 ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد لتشيكوسلوفاكيا 
● عام 1970 أربعة أهداف مقابل هدف واحد لإيطاليا
● عام 1994 ثلاثة أهداف من ركلات الجزاء الترجيحية مقابل اثنين لإيطاليا
● عام 2002 هدفان مقابل لا شي لألمانيا.