حذّر رئيس جهاز الموساد السابق، تمير باردو، اليوم الثلاثاء خلال مؤتمر "مئير دغان للأمن والإستراتيجية" الذي اقيم في كلية نتانيا للحقوق من "التهديد الديموغرافي على وجود دولة اسرائيل"، واصفًا إياه انه: "تهديد نعيشه منذ سنوات طوال دون ان نحرك ساكنًا، وهو ليس إلا قنبلة موقوتة اخترنا ان نشغل أنفسنا عنها بأمور بديلة أقل أهمية من خلال تضخيمها لتغذية أنفسنا بها، حيث دفنّا رؤوسنا عميقًا بالرمال كما الأنعام، هروبًا من الواقع".
وقال تمير باردو الذي شغل مناصب مختلفة ورفيعة خلال 45 عامًا من الخدمة في الاجهزة الأمنية الاسرائيلية: "ما بين البحر والنهر يعيش أبناء ديانتين، مسلمين ويهود، وأعدادهم متشابهة جدًا، فإذا جمعنا 2.5 مليون فلسطيني يعيش في الضفة الغربية الى جانب 2 مليون فلسطيني يعيش في غزة، بالإضافة للمواطنين العرب في اسرائيل، فإن عددهم يساوي تقريبًا عدد اليهود في دولة اسرائيل، العرب في اسرائيل يعيشون بأمن ويحصلون على حقوقهم المتساوية مع جميع المواطنين في الدولة، ولكن الفلسطينيين في الضفة الغربية فإنهم يعيشون تحت احتلال فرضته دولة اسرائيل، لست انا من فرضته بطبيعة الحال، بل حكومة اسرائيل عام 1967، بعد حرب الأيام الستة، ولم يحرّك فيه ساكنًا حتى يومنا، حيث يفرض هناك القانون العسكري بسيادة الجيش".
واضاف باردو: "على دولة اسرائيل ان تختار الأفضل بالنسبة لها، ليس لليوم بعد الظهر، إنما لقادم السنوات، والتوقف عن التهرّب ودفن الرؤوس في الرمال، ومواجهة الواقع الديموغرافي ومسألة أي دولة نريد، عندما انظر الى حفيدتي التي احتفلت بعيد ميلادها قبل ايام، فكرت مليًا بالسؤال، كيف ستكون دولة اسرائيل بعد عقدٍ أو عقدين من الزمن؟ وأي نوع دولة تركنا للأجيال القادمة؟ بودّي الاعتراف، انه في كل يومٍ يمر يزداد تخوفي، وأتساءل، هل ما نقوم به كان وما زال يعكس روح الرؤية الصهيونية؟، الجواب على الحائط، فإن المخاطر التي اخذها بالحسبان دافيد بنغوريون عندما اعلن قيام دولة اسرائيل هي اقل بعشرات المرات من المخاطر التي تقف امامنا اليوم، والمفتاح لدفع عجلة دولتنا بالطريق الإيجابي يستوجب وجود قيادة شجاعة بإستطاعتها مواجهة الواقع غير السهل والإبحار نحو طريق جديدة".
وأنهى حديثه بالقول: "ان بوابة الاندماج في المضمار الإقليمي المبني على العلاقات الإقتصادية مع شركات عربية، الى جانب تحرّك غير مشروط بين الدول لأهداف سياحية وتجارية، والسلام مع الدول العربية المجاورة لن يتحقق طالما لن تحل القضية الفلسطينية!، ولكن من جهة أخرى فإن دولة اسرائيل اختارت ألّا تختار آملةً ان ينتهي الصراع وحده، ربما يختفي العرب يومًا ما، ربما تحدث معجزة، ربما يلزمنا الغرب وأمريكا على القبول بحل ويكون مناسبًا، وربما نصل الى دولة لشعبين! وهذا ما يحدث عندما لا نقرر، لأن عقارب الساعة لا تتوقف عن الدوران، والواقع يتغيّر ومعه الشروط وبدائل الحلول!".
[email protected]