استضاف منتدى الكتاب في عيلبون يوم امس الكاتب والشاعر مرزوق الحلبي، ابن دالية الكرمل، وذلك ضمن فعاليات المنتدى الشهرية، وفي اطار مشروع المنتدى لتطوير ثقافة القراءة والنقد الادبي.
استهل افتتاح اللقاء د. رامز عيد مركز المنتدى، الذي قدم السيد مرزوق وتحدث عن خصوصية عمله الادبي والشعري ووصفه بالعمل الناقد الثوري على المسلمات الاجتماعية. وكذلك اثنى على غزارة كتاباته السياسية والاجتماعية المتواصلة اسبوعيا، ام لم يكن يومياً. ثقافته في مجال الحقوق والعلوم السياسية والادب المقارن،وعمل سابقا في صحيفة الاتحاد كمحرر ثقافي. هو عضو رابطة العقلانيين العرب في باريس ـ ولها موقع الأوان المعروف، ويكتب زاوية في جريدة الحياة اللندنية. عمل مستشارا استراتيجيا وتنظيميا لجمعيات وسلطات محلية وأحزاب. مترجم وصاحب دار النشر "جدل". يكتب في مجالات عديدة ومنها الفكر السياسي، وفلسفة الأخلاق، والحقوق والهويات، والصراعات ووظائف اللغة. وهو على صدد اصدار ديوان شعري جديد في المستقبل القريب.
ولقد تطرق السيد صالح حبيب الى شعره وكتابته وعلاقتها بالمشهد الثقافي، وشرح اهمية هذه الاستكشافات الشعرية المتجددة في الساحة المحلية، لكنها متأثرة من وتضيف الى الحركة الشعرية التي تنتج باللغة العربية او بلغات ثانية حول العالم.
ومن ثم القى السيد مرزوق الحلبي ببعض من قصائده الشعرية التي اختارها، ودار من بعدها حوار بين الحاضرين عن معنى ودور الشعر والشاعر في عصرنا هذا، وهل من الممكن توسيع دائرة المهتمين به. وتحدث عن بداياته الاولى للكتابة بعد ان تتلمذ على يد بروفسور سليمان جبران وعمل طويلا في مجال الصحافة والاعلام، وككل عمل كتابي هناك حاجة للنضوج ونمو المعرفة الثقافية باستمرار ، لكن حسب رأيه انه "لا محاله، قد يكتب الكثيرون نصوص فجة من شعر العروض فقط لأنهم يريدون اثبات انهم شعراء. انت قد تجد الكثير من الشعر في كتابة نثرية ، واحيانا لا تجد الشعر في الكتابة الموزونة".
وحول ازمة الشعر الحديث اضاف: "انت بحاجة الى فكرة، الى مشروع ، وليس مشروع لإصدار الدواوين. ما هي منظومة القيم التي تحركني كشاعر. ما هو موقفي من الدنيا، ومن الاحداث، ما هي وجهة نظري. لكن الشعر المحلي عندنا عانى ولا زال يعاني من تأثير الاحزاب والصراع السياسي، وانحصرت المواضيع في دائرة ضيقة ومتكررة من كليشيهات ورموز قديمة."
"الشاعر او المثقف ان لم يكن في مكتبته الاف الكتب فمن اين له المعرفة؟ ومن اين له التجدد؟ انا اعرف الكثير ممن يكتبون الشعر ولا توجد لديهم مكتبة خاصة في البيت. ولقد تعودنا على فكرة حتمية "الشاعر الملتزم"، شعرا وادبا وصحافة، لكن هذا ايضا يثبت نفس الخطاب المتداول، وهو السقف الذي يتحرك فيه الجميع. ونحن بحاجة الى من يكسر هذا السقف بالشعر او بالأدب. وهنا تقع مسؤولية المبدع. لكن هناك منظومات ذهنية قمعية منتشرة في اطر النقاش في مجتمعنا. وانا احاول ان امارس تغيير هذا الخطاب ونقده في ما اكتبه."
"طبعا هناك سقف اخر يحد من الكتابة المبدعة احيانا وهو وجود سلطة الدولة القامعة، والتي تميز ضدك. الان المشكلة هي الاصطفاف وراء جماعتك وشعبك في اوقات التصادم مع هذه السلطة، لتنسى النقاشات الداخلية في مجتمعك، ولتنسى القمع الداخلي في مجتمعك. خذ الموقف من سوريا، هذا ما حصل عند الكثيرين: يكفي ان يكونوا ضد الاحتلال حتى يكونوا في نفس الوقت مع الطاغية في الشام. وهذا للأسف ما يدفعنا الى الزوايا المظلمة. لذلك علينا الانتقال من مرحلة الالتزام الى مرحلة الاستنارة، وهي نقد هذه الثقافة التي بنيت على محور واحد ووحيد دون ان نسأل اسئلة اخلاقية، او نقدية أو انسانية."
وفي النهاية تطرق الى أزمة اللغة العربية في جهاز التعليم، والى "الحاجة لتعليم اللغة من آنيتها أولا ومن ثم ما كانت عليه قبل مئات السنين. من راهنها الى ماضيها. وهناك نصوص جميلة عصرية وتتناول مواضيع قريبة من حياة الطالب وقضايا اليوم. الاهم هي اللغة المستعملة اليوم، وهي اسهل للفهم."
[email protected]