عبر اليمين الإسرائيلي عن فرحه بفوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية، وتزايدت فرحته في أعقاب لقاء ترامب مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، أول من أمس الأربعاء، خاصة بعد حديثه عن احتمال حل الدولة الواحدة للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. ورغم أن ترامب عبر عن تحفظ بعض الشيء من الاستيطان في الضفة الغربية، إلا أنه أبدا انحيازا واضحا لإسرائيل على حساب الفلسطينيين.
ويحذر محللون إسرائيليون من أن فرحة اليمين هذه ربما تكون سابقة لأوانها. وأحد هؤلاء، المحلل العسكري في صحيفة هآرتس، عاموس هرئيل، الذي حذر في مقال، اليوم الجمعة، من قوة الجانب الضعيف، أي الفلسطينيين.
وكتب هرئيل أنه إذا كان ترامب جديا في تطلعاته إلى إحلال السلام، وهذا محل شك، فإنه سيكتشف أن توسيع المستوطنات ليس الطريق إلى تحقيق ذلك. والأهم من ذلك، أنه إذا اعتقد الفلسطينيون أنه يُزجون في الزاوية نتيجة مؤامرة مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فإنهم قد يشعلوا مجددا العنف في القدس الشرقية والضفة الغربية، على غرار ذلك الحريق الذي تم إخماده بجهد كبير قبل نصف سنة في إشارة إلى الهبة الشعبية الفلسطينية.
وأضاف هرئيل أنه ما زال بإمكان الفلسطينيين استغلال قوة الضعيف، أي القدرة على تشويش سير الأمور من خلال يأس، معتبرا أنه هكذا فعل الفلسطينيون في العام 2000، بعد فشل محادثات كامب ديفيد، واندلعت الانتفاضة الثانية. ولم يستبعد هذا المحلل أن أجواء مشابهة في الشارع الفلسطيني، حول عدم جدوى المفاوضات مع إسرائيل وخطاب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بهذا الخصوص في الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل سنة ونصف السنة، ساهم في اندلاع الهبة الشعبية في تشرين الثاني/أكتوبر عام 2015. وفي ظروف كهذه، وإذا انعكس ذلك على صورة إدارة ترامب خصوصا، فإن دعمه لإسرائيل قد يتراجع.
إلا أن التحذير الأكبر والأهم الذي أشار إليه هرئيل، هو أنه على الرغم من أن ضائقة الفلسطينيين تكاد تكون آخر شيء يهم الآن حكام مصر والأردن والسعودية ودول الخليج، إلا أن اشتعالا متجددا في المناطق (المحتلة) سيعصف بالرأي العام في دولهم ويهدد العلاقات الجيدة، السرية بغالبيتها، التي أقيمت في السنوات الأخيرة مع نتنياهو.
حماس وحزب الله
وفي تحليل آخر، نشره هرئيل اليوم أيضا، لفت إلى وجود ردع متبادل بين إسرائيل وبين حركة حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان. وأشار في هذا السياق إلى أن إسرائيل لم تحسم الحرب ولم تحقق انتصارا واضحا في حروبها العدوانية على غزة ولبنان، خاصة في العامين 2006 و2014، رغم استخدامها عقيدة الضاحية التي وضعها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الحالي، غادي آيزنكوت.
وفي سياق الردع، تشير التقديرات الإسرائيلية الأخيرة إلى أن بحوزة حزب الله 80 ألف صاروخ، وفقا لهرئيل. وأنه في حال نشوي حرب، سيطلق الحزب ألف صاروخ على إسرائيل يوميا. ورغم أن إسرائيل طورت منظومات دفاعية مضادة لهذه الصواريخ، القبة الحديدية والعصا السحرية (المعروفة أيضا باسم مقلاع داود) وكذلك منظومة حيتس، إلا أن جميع هذه المنظومات الدفاعية مجتمعة ليس بمقدورها أن تغلق بإحكام أجواء إسرائيل أمام صواريخ حماس وحزب الله.
وكتب هرئيل أن انتخاب يحيى السنوار زعيما لحماس في غزة لا يمكن أن يعتبر أنباء سارة بالنسبة لإسرائيل. واعتبر أن انتخاب السنوار الخصم الشديد لإسرائيل، ويملي خطا قتاليا وغير مساوم، سيؤدي إلى زيادة تأثير الذراع العسكري أكثر من الماضي، وذلك حتى في حال انتخاب إسماعيل هنية رئيس للمكتب السياسي لحماس، خلفا لخالد مشعل.
وأردف هرئيل أنه ينبغي النظر إلى التصريحات الهجومية لوزراء الكابينيت، يوءاف غالانت ونفتالي بينيت، حول غزة على هذه الخلفية، وأيضا على خلفية عملية الاستعدادات التي يجريها الجيش الإسرائيلي سنويا لاحتمال التصعيد.
إلا أن هرئيل رأى أنه حتى لو ركز الجيش الإسرائيلي بشكل أكبر على خططه العسكرية ضد القطاع بعد تولي أفيغدور ليبرمان منصب وزير الأمن، ويدعو باستمرار إلى إسقاط حكم حماس، فإنه يخيل أن هذه مهمة معقدة أكثر مما يتخيلها عدد من أعضاء الكابينيت.
[email protected]