بحضور مدير قسم الصيدلة في وزارة الصحة ومسؤولين آخرين في الوزارة وعدد من ممثلي المستشفيات وصناديق المرضى والاختصاصيين، ناقشت لجنة العمل والرفاه والصحة البرلمانية صباح اليوم الاربعاء موضوع الصيدلة السريرية "الإكلينية" (Clincal Pharmacy).
عضو لجنة الصحة البرلمانية النائب د. عبد الله ابو معروف (الجبهة –القائمة المشتركة) تحدّث في مداخلته عن أهمية توافق وملائمة الأدوية التي يتناولها المريض مع جميع الأمراض التي يعاني منها ومع جسم المريض نفسه وقال: "لا يصح عدم تكامل وملائمة بين ما يقرّره الطبيب كدواء لعلاج الحالة المرضية العينية وبين جسم المريض بشكل عام. وأشار إلى إن هذا المجال كان مهملا طوال الوقت (بالمقارنة مع أميركا وبريطانيا)، وذلك لاعتبارات وزارة الصحة والمالية بأن الموضوع بحاجة إلى تكلفة وأعباء مالية غير متوفِّرة.
واقترح د. ابو معروف إقامة هيئة استشارية مكونة من ممثلي وزارة الصحة والمالية والمستشفيات وصناديق المرضى والاختصاصيين الصيادلة، لبلورة التصور المستقبلي من أجل إدخال موضوع الصيدلة السريرية لقانون خدمات الصحة العامّة، والتوقف عن النظر لموضوع الخدمات الطبية من الزاوية الاقتصادية الربح أو الخسارة، وعلى الدولة أن تضع صحة مواطنيها في الكفة الراجحة وفي رأس سلّم أولوياتها مهما بلغت التكلفة. ودعا د. ابو معروف لزيادة عدد الملكات لهذا المجال في المستشفيات وصناديق المرضى، مشيرا أن هناك وللأسف العديد من المستشفيات وصناديق المرضى التي تعمل بصفر ملاك لصيدلي كليني.
وأكد د. ابو معروف أن توظيف الميزانيات وزيادة عدد الملكات للصيدلة السريرية تساهم في تحصين المرضى من الأعراض الجانبية والمضاعفات التي ممكن أن تنتج عن تناول الأدوية المختلفة دون ملائمة فعالية الأدوية مع المرض نفسه. وبنفس الوقت يمكن توفير الأموال على خزينة وزارة الصحة وصرفها في تحسين الخدمات الطبية وعدم هدرها، بعكس ما يبرِّرون. وأكبر مثال على ذلك، البحث الذي أجري في أمريكا على 2.8 مليون مريض من 588 مستشفى تقدّم العلاج الصيدلي العلاجي السريري (الكليني) وبمشاركة صيادلة اختصاصيين ساهموا في اختيار الأدوية والعلاج المناسبين، تم إنقاذ 76 ألف حالة موت مؤكّدة. بينما في اسرائيل وبحسب المعطيات يوجد في المستشفيات الكبيرة والمتوسِّطة من 1 إلى 4 ملكات للصيادلة السريريين فقط، ومعظم المستشفيات الصغيرة والمراكز الطبية الأخرى تعمل بدون صيادلة بالمرّة، وفي صناديق المرضى ايضا يعمل من 1 إلى 4 ملكات للصيادلة في كل منطقة وهذا العدد غير كاف لنسبة المرضى العالية من المرضى المُعالَجين.
وفي نهاية الجلسة لخّص رئيس اللجنة ايلي اللوف النقاش بروح ما جاء في نقاش النائب د. ابو معروف وخاصة بإقامة طاقم مهني لبحث قضية زيادة عدد الأسرّة العلاجية في الحالات الـ(كلينيت) وزيادة عدد الملكات للصيادلة السريريين، بشرط أن لا تكون زيادة الملكات على حساب الطبيب وبدلا منه ومن دوره المهني، بل بعمل مشترك لمصلحة المريض وسلامته.
[email protected]