رأى صحافيون إسرائيليون يرافقون رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في زيارته إلى واشنطن من أجل تغطية لقائه مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، غدا الأربعاء، أن استقالة مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك فلين، مساء أمس الاثنين، من شأنها أن تؤثر على لقاء ترامب ونتنياهو.
ووصفت صحيفة "هآرتس"، اليوم الثلاثاء، استقالة فلين بأنها أحدثت "أزمة داخلية غير مسبوقة في البيت الأبيض". واستقال فلين في أعقاب الكشف عن لقاءات عقدها مع ممثلين عن الحكومة الروسية، والحديث عن احتمال رفع العقوبات الأميركية على روسيا. واتهمت الشرطة الفدرالية (أف.بي.اي.) فلين بأنه ضلل نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، حول طبيعة محادثاته مع السفير الروسي في واشنطن، سيرغي كيسيلياك.
والتأثير الأساسي لاستقالة فلين على لقاء ترامب ونتنياهو، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، بينها موقع "واللا" الالكتروني المقرب من نتنياهو، هو أن فلين كان المسؤول المركزي في الإدارة الأميركية الجديدة الذي عمل في الإعداد للقاء.
فقد التقى فلين مرتين مع رئيس الموساد، يوسي كوهين، والقائم بأعمال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، يعقوب نيغل. وخلال هذين اللقائين، في نهاية العام الماضي ومطلع العام الحالي وقبل تنصيب ترامب، أطلع كوهين ونيغل فلين على مجموعة كبيرة من القضايا الأمنية والسياسية – الإستراتيجية، كما جرى اطلاع فلين على تقييمات الاستخبارات الإسرائيلية في عدة قضايا بينها إيران وبرنامجها النووي والحرب الأهلية في سورية والقضية الفلسطينية.
وعقد كوهين ونيغل لقاء ثالثا مع فلين، يوم الجمعة الماضي، بهدف إنهاء الاستعدادات للقاء ترامب ونتنياهو.
وليس واضحا كيف ستؤثر استقالة فلين على اللقاء، لكن دوره المركزي في الإعداد لهذا اللقاء قد يكون له تأثير معين، إلى جانب أن هذه الاستقالة أدخلت البيت الأبيض في أزمة خطيرة.
ولم يتحدث نتنياهو، الذي وصل واشنطن صباح اليوم، مع الصحافيين الذين رافقوه في الطائرة، لكن لدى وصوله إلى واشنطن قال للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي إن لديه "توقعات إيجابية فقط" من اللقاء مع ترامب.
إلا أن صحافيين في حاشية نتنياهو نقلوا عن مسؤولين في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية قولهم إن نتنياهو غاضب بسبب التسريبات إلى وسائل الإعلام من اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) والتي تضمنت تقديرات محرجة، بعضها على لسان نتنياهو نفسه، حول شخصية الرئيس الأميركي الجديد.
وبين الاقتباسات التي عن نتنياهو، قولخ خلال اجتماع الكابينيت، أول من أمس، إن "ترامب يؤمن بالصفقات وبإجراء مفاوضات سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وينبغي أن نكون حذرين وعدم القيام بأمور تسبب كسر القواعد. ويحظر الاصطدام معه"، محذرا من أنه "ينبغي أخذ شخصيته بالحسبان".
ولفت موقع "واللا" إلى أن نتنياهو كان يتصرف بحرية كبيرة خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، ولا يأبه بالمس به، مثلما فعل عند ألقى خطابا في الكونغرس في آذار/مارس العام 2015 من دون إبلاغ البيت الأبيض. لكن "واللا" أضاف أن نتنياهو لا يمكنه أن يتصرف بهذا الشكل مع ترامب، "وإذا تصرف بهذا الشكل فإن ترامب سيلقي به من أعلى السلم".
وتابع الموقع الالكتروني أنه "إذ بلور الرئيس موقفا حيال قضية وقرر رئيس الحكومة أن موقفه مخالف، فإن ترامب لن يوافق على أي تبرير لا يشكل موافقة على موقفه".
[email protected]