رفض أعضاء القائمة المشتركة تصريحات نسبت للنائب أيمن عودة، اقترح فيها إقامة جسم يساري ديمقراطي مع حزب ميرتس، لأسباب مبدئية وأيديولوجية، وأكد نواب في القائمة المشتركة أن تصريحاته جاءت بدون تنسيق بين مركبات القائمة المشتركة المختلفة.
والتحالف مع القوى اليهودية مرير في ذاكرة الجماهير العربية، خصوصًا تحالف الحزب الشيوعي مع تنظيم الفهود السود الشرقي بزعامة تشارلي بيتون، والتي انتهت به في أحضان أقصى اليمين المتطرف، وانقلب على مواقفه اليسارية وتحول إلى أشد المعادين للعرب في الداخل والفلسطينيين عمومًا. لكن استطلاعات الرأي تظهر أن العرب على استعداد للتحالف مع قوى يهودية غير صهيونية.
إذ أثبت التحالف مع قوى يهودية صهيونية من قبل الجبهة في قوائم مثل عير لكولانو في تل أبيب وكامبوس لكولانو في الجامعة العبرية في القدس وجامعة حيفا فشله، وسرعان ما تلاشى هذا التحالف.
وكان النائب عودة قد شارك، السبت، في حلقة بيتية في”مفسيرت تسيون”، وقال إن هدفي في الأشهر القادمة هو بناء معسكر ديمقراطي في إسرائيل (…) وأعتقد أنه يجب علينا وعلى وميرتس معا إقامة المعسكر الديمقراطي في الدولة”.
وتابع عودة أنه علينا معرفة كيف نخلق هذا التعاون مع ميرتس وأن نقيم معسكرا ديمقراطيا في إسرائيل”.
وقالت النائبة عن حزب التجمع الديمقراطي في القائمة المشتركة، حنين زعبي، إن التفكير بإقامة معسكر ديمقراطي، بعد أن أقيم فعلًا، ممثّلًا بالمشتركة، هو ضربة للمعسكر الديمقراطي الحقيقي (القائمة المشتركة)، وليس تعزيزًا له. فالمعسكر الديمقراطي الوحيد الحقيقي الموجود في الكنيست هو المشتركة، ونضالنا يجب أن يكون من أجل تقوية المشتركة، فهي الوكيل الأوّل المخول لقيادة أي نضال ديمقراطي.
وأكدت زعبي أن نضال المشتركة الديمقراطي عليه أن يكون من أجل فك الارتباط بين الصهيونية، ممثلة بدولة يهودية، وبين النضال السياسي والجماهيري، وليس تقويتها. كما أنّ من يقود المشتركة فعلًا، عليه أن يفكر أولًا بتعزيز قوتها هي، وليس قوة أي معسكر آخر، ومن يقود معسكرا لا يتركه ويذهب لمفاوضات بشكل انفرادي ودون مرجعية واضحة له من قبل معسكره الذي من المفروض أنه يمثله، ولا أعرف حقيقة ما رأي الجبهة في ذلك.
وأشارت زعبي إلى أننا نعرف بالضبط ماذا تعني كلمة الديمقراطي في مصطلح المعسكر الديمقراطي المطروح، فهو ديمقراطي بشروط ميرتس، أي بمعنى الهيمنة الصهيونية، وليس بالمعنى اليساري الحقيقي. ولقد رأينا امتحان ذلك في مظاهرة السبت في تل أبيب، فهنالك شرط تضعه ميرتس وقوى ديمقراطية أخرى على النائب عودة، ولا يضعه هو على ميرتس، وهذا الشرط هو إقصاء الراديكاليين أو القوميين، بمعنى آخر: إقصاء التجمع. فالذي يحصل أن من يريد إقامة معسكر ديمقراطي بهذه الشروط، سينتهي به الأمر أن ينقاد لشروط ليس فقط لا يضعها، بل تحدد له شروط اللعبة، وتضعفه، وتضعف شعبه، وتضعف المشتركة، التي من المفروض أنها إنجاز سياسي علينا أن نطوره وليس أن نخصيه. من يتوهم أنه يؤثّر، سينتهي به الأمر للانقياد وللتبعية. وهذا هو دائمًا ثمن الهوس بأن ترضى عنك تلك القوى الديمقراطية.
ونوهت زعبي إلى أن هذا التوجه خطير وخطير جدًا بوجود المشتركة، كونه يفرغها كأداة نضال تنتج مرحلة سياسية متطورة السقف والأداء عما مضى، وتفرغ منجزاتنا السياسية التي حققناها بالدم وبالتضحيات، وتعود بِنَا لمرحلة أسرلة وتبعية لليسار الصهيوني، من المفروض أننا تخطيناها منذ أكثر من عقد.
في حديث مع النائب عبد الحكيم حاج يحيى، عن الحركة الإسلامية في القائمة المشتركة، قال إنه في البداية أود أن أنوه إلى أنه خلال حديثنا مع النائب أيمن عودة أكد لنا نفيه بطرح الشراكة السياسية مع حزب ميرتس أو أي حزب آخر.
وأكد حاج يحيى أن موقفنا بالحركة الإسلامية واضح، لن تكون أي شراكة مع حزب ميرتس أو أي حزب صهيوني آخر، من الممكن أن نلتقي في بعض الأمور مع ميرتس لكننا نختلف معهم في الكثير من الأمور التي نرفضها جملة وتفصيلا. وهذا الطرح نرفضه رفضا قاطعا، نحن في الحركة الإسلامية والقائمة المشتركة، حتى وإن كانت الشراكة مع حزب يساري.
[email protected]