اجتمع العشرات من اليهود في نيويورك، نحو 80 شخصا، مطلع الأسبوع الحالي، ممن يعتبرون أنفهسم سائرين على طريق مئير كهانا، في محاولة للاستفادة من الأجواء بعد فوز دونالد ترامب لإعادة إحياء "الحركة الكهانية".
وبحسب ما أعلن في صفحات التواصل الاجتماعي، فإن لقاء "الحركة الكهانية" كان لسببين: الأول لتخليد ذكرى بنيامين كهانا وزوجته طاليا اللذين قتلا في نهاية العام 2000 في الضفة الغربية؛ والثاني للاحتفال بفوز دونالد ترامب في الانتخابات، حيث أن فوزه منحهم الأمل في أن الحركة التي كانت على قائمة الإرهاب الخاصة بـ"FBI" وكادت أن تختفي في الولايات المتحدة منذ التسعينيات، ستعود إلى الحياة من جديد.
عقد الاجتماع في كنيس "يانغ يسرائيل" في بروكلين، تحت أعلام حركة "كاخ"، التي أخرجت عن القانون في إسرائيل، وتحدث المشاركون عن النقص في القيادات بعد مقتل مئير كهانا عام 1990، وابنه بنيامين عام 2000، وعن أملهم في بناء الحركة من جديد في عهد ترامب.
وكان من بين أبرز المنظمين للحفل مئير فاينشطاين، زعيم ما يسمى "عصبة الدفاع اليهودية" في كندا (Jewish Defence Legue)، والتي سبق أن أقامها مئير كهانا في نيويورك عام 1968، قبل أن يتوجه إلى إسرائيل ويؤسس حركة "كاخ" عام 1971. وقد جرى شمل العصبة ضمن قائمة الإرهاب الخاصة بـ"FBI" عام 2000. وفي حين اختفت في الولايات المتحدة، إلا أنها تشهد يقظة في كندا تحت قيادة فاينشطاين، كما تنشط في فرنسا، وجرى تسيلط الأضواء عليها مؤخرا عندما قام عناصرها بالاعتداء على صحفي في باريس.
ويعمل فاينشطاين على إعادة إحياء الحركة في الولايات المتحدة. ونقل عنه قوله للحضور إنه يجب العمل على إقامة فروع للحركة في مدن أخرى في الولايات المتحدة، مثل لوس أنجلوس وشيكاغو وفلوريدا وفيلاديفليا.
وقال أيضا إنه يشعر بتعزز قوة الحركة بفضل فوز ترامب من جهة، وتعيين السفير الجديد ديفيد فريدمان، من جهة أخرى. ووصف فريدمان بأنه "يفكر مثلما نفكر نحن".
واعتبر ناشط آخر يدعى يوناثان شطيرن، كان قد نظم حفلا أصغر قبل أسبوع، أن الحركة (الحركة الكهانية) هي جزء من حركة ترامب. وقال إن انتخاب ترامب يشير إلى أنه حان الوقت لإحياء الحركة الكهانية، وأنه يرى في الحركة جزءا من موجة تعزز اليمين المتطرف في العالم.
وأكد بدوره على أنه يشعر بتغيير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة في ظل ترامب، وأن السفير الجديد في إسرائيل، فريدمان، هو "واحد منا، حتى لو لم يصرح بذلك، فهناك كثيرون يتبنون أفكار كهانا دون أن يصرحوا بذلك".
وقال أيضا إن هناك أميركيين كثيرين معنيون بالحركة الكهانية، وأنه يجب ملاءمة الحركة لقضايا القرن الحادي والعشرين.
في المقابل، يقلل المحامي السابق لمئير كهانا، شانون تيلور، من شأن الحركة، ولا يعتبر أن ما يحصل هو عملية إحياء.
وفي حديثه مع صحيفة "هآرتس" قال إنه سبق وأن نظم حفلا موسيقيا لذكرى كهانا حضره نحو 5 آلاف شخص، بيد أن ذلك لا يعني أن الفراغ الذي حصل بعد مقتل كهانا وابنه قد زال. ويلفت إلى أنه لم يحصل من قبل أن تم إحياء ذكرى الابن، بنيامين كهانا، في الولايات المتحدة.
ويضيف تيلور إنه "فقط في حال تصاعد التهديد على حقوق اليهود في الولايات المتحدة، في الكليات وفي العمل، وتصاعد في الانتقادات لإسرائيل، سيكون هناك من يملأ الفراغ".
[email protected]