بدأت قصة محمد شهيات، ابن الـ18 شهرًا عند فرار والديه من إقليم راخين في بورما، متجهين إلى بنغلادش هربًا من القصف، ولكن تأخّر انتشار صورته، على عكس صورة الطفل السوري إيلان كردي التي انتشرت كالنار في الهشيم.
بقيت صورة الرضيع محمد شهيات في طي الكتمان، مع أنّها نُشرت في الثالث والعشرين من كانون الأوّل/ديسمبر الماضي، كما هو الحال في تهميش الإعلام لقضية "أقليّة الروهينغا"، والتي تتعرض لإبادة مستمرة.
وأعادت "سي إن إن" نشر الصورة مرة أخرى أمس الأربعاء، مع لقاء مع الوالد زافور شهيات الذي قال "أطلقت المروحيات النيران على قريتنا، والجنود أيضًا فتحوا النيران نحونا، لم نستطع البقاء في المنزل وتوارينا في الغاية".
وأضاف زافور "أحرقوا القرية بالكامل، واحترق جدي وجدتي حتى الموت، لم يبق لنا شيء فيها".
وتابع الوالد "ركضت من قرية إلى قرية هربًا من الجنود، مشيت ستة أيام، لم آكل سوى الأرز خلال أربعة أيام منها، وكنت أغير مكاني باستمرار حتى لا يعثر الجنود عليّ".
وكان زافور قد وصل إلى بنغلاديش بعد محاولته عبور نهر "ناف"، حيث التقطه صيادون، كما اتفق مع أحد الملاحين على نقل زوجته وطفليه.
وأضاف الوالد أنّ الجيش البورمي بدأ بإطلاق النار بشكل كثيف، بعد رؤيتهم للناس وهم يحاولون عبور النهر، حيث تسبب ذلك في صعود الكثيرين إلى القارب فجأة، مما تسبب بغرقه.
وتمنى زافور أن يدرك العالم مأساتهم، و"عدم إعطاء حكومة بورما الوقت، لأنّ الوقت يعني إبادة المزيد من مسلمي الروهينغا".
[email protected]