كُشف النقاب اليوم، الثلاثاء، عن أن وحدة متابعة طالبي اللجوء التابعة لسلطة السكان والهجرة الإسرائيلية، أوصت قبل سنتين بأن من حق أي طالب لجوء من دارفور بالسودان الحصول على لجوء في إسرائيل بصورة أوتوماتيكية، شريطة ألا يكون منتميا إلى قبيلة عربية.
وقال موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني إن هذه التوصية تعني منح حق اللجوء لحوالي ستة آلاف طالب لجوء. لكن رغم ذلك، فإن المسؤولين عن سلطة السكان والهجرة فعلوا كل ما بوسعهم كي لا يتم منح اعتراف بطالبي اللجوء ودفعهم إلى مغادرة البلاد.
وطبقت سلطة السكان والهجرة خلال العامين الماضيين تعليمات الحكومة الإسرائيلية، وزعمت أمام المحاكم أنه "لم تُبلور سياسة" حيال طالبي اللجوء من دارفور، وأخفوا بذلك معلومات في غاية الأهمية عن المحاكم.
وتبرر سلطة السكان والهجرة عدم التمسك بالتوصيات بأنها وثيقة، وأنه منذ إعدادها وحتى اليوم تغير خمسة وزراء، غدعون ساعر وغلعاد إردان، وسيلفان شالوم وبنيامين نتنياهو وأرييه درعي. ونقلت "يديعوت" عن مصدر رفيع المستوى قوله إن مدير عام سلطة السكان والهجرة صادق على تقرير اللجنة وأن المسؤولين الأرفع منه يعرقلون تنفيذ التوصيات.
ويتوقع أنه إثر الكشف عن وجود التوصيات، ستواجه المحاكم صعوبة في تجاهلها في حال أرفق طالبوا اللجوء التوصيات بطلباتهم. وتسود توقعات غير مؤكدة بأن الحكومة الإسرائيلية ستكون مضطرة لاعتماد التوصيات والسماح لآلاف طالبي اللجوء من دارفور، الذين لم يُطردوا بعد، من البقاء في البلاد كلاجئين رسميين.
والجدير بالذكر أنه حتى يوم التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، جرى تقديم 18,904 طلب لجوء، لكن السلطات الإسرائيلية صادقت على طلب واحد فقط ورفضت الغالبية الساحقة من الطلبات. وأجرت السلطات 1825 مقابلة مع طالبي لجوء فيما ينتظر حوالي 400 آخرون مقابلات في سياق طلبات لجوء قدموها.
وترفض إسرائيل قبول لاجئين غير يهود، وعملت على طرد آلاف طالبي اللجوء رغم أن ذلك يشكل خطرا على حياتهم، وذلك على الرغم من أن هذه السياسة تتعارض مع القانون الدولي والمعاهدات الدولية.
ووفقا لمعطيات نشرتها سلطة السكان والهجرة، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فإن يتواجد في إسرائيل 29,367 طالب لجوء من إريتريا و8,066 من السودان، غالبيتهم من إقليم دارفور، وهي منطقة تدور فيها حرب أهلية طاحنة وتجري فيها إبادة عرقية. لكن إسرائيل لا تأبه بهذه الأوضاع وتحاول طرد اللاجئين. ووافق درعي مؤخرا على منح حق اللجوء ل13 طالب لجوء من إرتريا.
[email protected]