بعد 20 عاما من بدء تكاثرها في طبيعة بلادها، لا يزال طائر المينة الشائعة، والذي جلب إلى البلاد من جنوب شرق آسيا، ينتشر في مناطق أخرى من البلاد، على حساب العديد من أنواع الطيور الصغيرة المقيمة والمغردة، مثل الدوري والبلبل والقرقف ونقار الخشب والهدهد.
يذكر أن طائر المينة (Common Myna) واسمه العلمي Acridotheres trists، يصنف ضمن الفصيلة الزرزورية، ويصل طوله إلى نحو 35 سنتمترا، ويطلق عليه أيضا اسم طائر الياسمين أو طائر المينة الهندي، ويعيش في مناطق الهند والصين وأندونيسيا وسيريلانكا وأفغانستان وسلطنة عمان والبحرين. ويصنف ضمن الطيور المتكلمة، حيث يمكنه محاكاة الأصوات بوضوح.
ودلت أبحاث جديدة على أن طائر المينة وصل إلى جنوب الجولان السوري المحتل في الشمال، وحتى وادي عربة في الجنوب، على حساب الطيور المحلية المقيمة.
تجدر الإشارة إلى أن طائر المينة يصنف ضمن مائة نوع من الطيور الأخطر في العالم. ويعتبر خطيرا لكونه يطرد الطيور المحلية الأخرى بسلوكه العدواني وسرعة تأقلمه مع مختلف الظروف الجغرافية.
وقد أحضر طائر المينة إلى البلاد، بداية، بهدف تربيته في حديقة الحيوانات، ولكنه هرب من الأقفاص، وبدأ يتكاثر في الطبيعة منذ نحو 20 عاما، بداية في منطقة نهر العوجا (نهر اليركون).
وبينت دراسة أجريت من قبل جامعة تل أبيب، نشرت مطلع الأسبوع بعد جمع معطيات من خلال عمليات رصد، أن طائر المينة قبل 6 سنوات لم يكن يظهر في مناطق واسعة من الجليل الأعلى والضفة الغربية والنقب الشمالي، وفي أجزاء واسعة من شرقي المركز ومنطقة الكرمل.
وبعد 5 سنوات، من تلك النتيجة، جرى توثيق تواجد الطائر في الجليل والضفة الغربية حتى الأغوار. كما جرت عملية رصد للطائرة في الجولان وشمال النقب ووادي عربة وفي المركز وفي جبال الكرمل أيضا.
وتشير تقديرات الباحثين أن طائر المينة سيواصل الانتشار إلى مناطق أخرى.
يذكر أن دراسة أجريت من قبل جامعة تل أبيب قبل عدة شهور حول سلوك الطائر مقارنة بطيور محلية أخرى، وأكدت النتائج حقيقة تصنيفه ضمن مجموعة الطيور الأخطر.
وخلال الدراسة جرى تثبيت صنادق تعشيش على أشجار الكينا، كان بعضها ذا فتحات ضيقة تناسب طيور محلية صغيرة، وأخرى ذات فتحات أوسع يمكن لطيور أكبر من طائر المينة الدخول منها.
وبينت عملية المتابعة أن طائر المينة احتل 80% من الصناديق ذات الفتحات الواسعة، في حين لم تتمكن الطيور الصغيرة من التعشيش إلا في 36% من الصناديق ذات الفتحات الضيقة.
وبينت الدراسة أيضا أنه في غالبية الصناديق التي احتلها طائر القرقف أو الهدهد أو البوم تمكن طائر المينة من طردها خلال موسم التعشيش، حيث عثر الباحثون في الصناديق على بيض مهجور أو فراخ ميتة بعد هجرها.
واستنادا إلى حقيقة تمكن الطيور المحلية الصغيرة والطيور المغردة من التعشيش في أماكن لا يستطيع طائر المينة دخولها، يقترح الباحثون وضع صنادق تعشيش ملائمة للطيور المغردة، وذلك من أجل موازنة المس بقدرة العصافير الصغيرة على التعشيش بسبب سلوك طائر المينة الاستحواذي، الطائر الذي لا يزال ينتشر بشكل لا يمكن وقفه.
[email protected]