أمر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة بالامتناع عن التصويت على مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن جمع أدلة على ارتكاب النظام السوري جرائم حرب في سورية منذ آذار/مارس العام 2011، وذلك في أعقاب ضغوط مارستها روسيا على نتنياهو.
وجرى التصويت على مشروع القرار يوم الأربعاء الماضي. لكن نتنياهو زعم في أعقاب مصادقة مجلس الأمن الدولي على قرار ضد الاستيطان وعدم شرعيته، يوم الجمعة الماضي، أنه في الوقت الذي لا يفعل مجلس الأمن شيئا من أجل وقف المجزرة بحق نصف مليون إنسان في سورية، فإنه يتجنى بشكل مشين على إسرائيل. وهذه لم تكن المرة الأولى التي يزعم فيها نتنياهو أن العالم يتجاهل الأوضاع المأساوية في سورية.
وكانت لوكسمبورغ قد طرحت على الجمعية العامة مشروع قرار تشكيل جهاز دولي، نزيه ومستقل، من أجل المساعدة في التحقيق ومحاكمة متهمين في جرائم خطيرة ارتكبت في سورية منذ آذار/مارس العام 2011. وشارك دول عديدة في أوروبا والشرق الأوسط في صياغة مشروع القرار.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم، الثلاثاء، عن مصدر غربي رفيع المستوى في الأمم المتحدة قوله إنه كنا متأكدين من أن العالم كله، باستثناء روسيا وإيران، اللتان تخشيان من أن التحقيق الدولي سيتطرق إلى أنشطة ضالع فيها جنود روس، سيتحد خلف القرار. ولم تكن لدينا أية شكوك بخصوص إسرائيل.
ووفقا للصحيفة، فإن مداولات في وزارة الخارجية ومكتب رئيس الحكومة في إسرائيل جرت قبل التصويت في الجمعية العامة، وأن معظم المشاركين فيها قالوا إن على إسرائيل تأييد مشروع القرار أكثر من أي دولة أخرى، والوقوف إلى جانب العالم المتنور والمطالبة بمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب المرعبة.
لكن فريقا آخر في هذه المداولات اعتبر أن قرارا كهذا سيشكل سابقة إشكالية بالنسبة لإسرائيل، وأنه إذا بدأت الأمم المتحدة بتشكيل هيئات تقصي حقائق وتحقيق، فإن هذه الصلاحيات يمكن أن توجه ضد إسرائيل في المستقبل.
رغم ذلك، تقرر في نهاية الأمر أن توصي وزارة الخارجية بأن تؤيد إسرائيل مشروع القرار. لكن، بحسب يديعوت، مارست روسيا ضغوطا دبلوماسية ثقيلة على الحكومة الإسرائيلية من وراء الكواليس. وفي أعقاب هذه الضغوط تلقت البعثة الإسرائيلية في الأمم المتحدة أمرا من مكتب نتنياهو بالتغيب عن التصويت.
وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن هذا كان قرارا سياسيا اتخذته أرفع المستويات في الدولة. ولا يمكنني إعطاء تفاصيل أكثر من ذلك.
من جانبه قال الدبلوماسي الغربي إنه أبرمت صفقة بين إسرائيل وروسيا، لم تستفد إسرائيل منها لأنه بعد يومين صوت الروس ضد إسرائيل على القرار ضد المستوطنات. إسرائيل بالذات تتغيب عن التصويت على قرار للتحقيق في إبادة شعب؟.
ويشار إلى أن 105 دول أيدت القرار في الجمعية العامة، وامتنعت 52 دولة عن التصويت، وعارضته 15 دولة وتغيبت 15 دولة أخرى.
[email protected]