يتصاعد التحريض ضد النواب العرب يومًا بعد يوم، فبعد اعتقال النائب باسل غطاس، دعا وزير الأمن الداخلي والمقرب جدًا من نتنياهو، غلعاد إردان، إلى التحقيق مع النائبة حنين زعبي بتهمة التحريض في منشور داعم للنائب غطاس.
وزعم إردان أن النائبة زعبي حرضت على إسرائيل بوصفها طريقة تعامل مصلحة السجون الإسرائيلية مع الأسرى الأمنيين بالخطيرة جدًا والتي تؤدي إلى الموت البطيء، وكذلك اتهمها بأنها قالت إن إسرائيل تبتر أعضاء بعض الأسرى، وربط هذه الأقوال بقضية النائب غطاس ودعا إلى التعامل مع زعبي بالمثل.
ويتضح من المنشور الأصلي أن الوزير إردان يقتطع الحديث من سياقه من أجل التحريض على النواب العرب، إذ يشير المنشور الأصلي إلى تعامل إدارة السجون مع الأسرى المرضى، لا سيما المصابين بالسرطان منهم، إذ كتبت النائبة زعبي في منشورها نحن ملتزمون بقضية الأسرى العادلة، نحن ملتزمون بالتّواصل معهم، وملتزمون بمتابعة الأسرى المرضى، الذين تقوم إدارة السجون بالحد الأدنى من علاجهم كطريقة للموت البطيء، ومنهم مرضى السرطان والذين يقوم مستشفى السجن بالانتظار حتى يستفحل المرض بأجسادهم للقيام باستئصال أعضائهم، الواحد تلو الآخر.
وكان إردان قد بدأ حملته التحريضية لمنع النواب العرب من زيارة الأسرى قبل نحو ثلاثة أشهر، تخللها عدم منح التصاريح اللازمة للزيارة والتأجيل والمماطلة، كذلك تخللها تحريض على بعض النواب، منهم النائب أيمن عودة بعد زيارته للأسير مروان البرغوثي.
وتابعت النائبة زعبي في منشورها نحن ملتزمون بالسّجناء القاصرين والقاصرات الذين تضاعف عددهم في الآونة الأخيرة، وبالأسرى الّذين يُمنعون من رؤية ذويهم الشيوخ المرضى، الَّذِين يصلهم الموت كحاجز الفراق الأبدي.
معتبرة أن واجبنا الوطني والأخلاقي ليس فقط التضامن معهم، بل حمل قضيتهم، بعد أن دفعوا حياتهم ثمنًا لقضيّة شعبهم. أمّا محاولات ضرب تواصلنا وعملنا الوطني والإنساني فهو محاولة مستمرّة منذ أشهر طويلة، وليس الآن فقط، حيث قام وزير الأمن الدّاخلي برفض معظم طلبات الزيارة، وها هم الآن يكملون ما بدأوه منذ أشهر.
[email protected]