ان قضية عضو الكنيست باسل غطاس ليست كمثل بقية القضايا العابرة ، كونها اخذت ابعادا غير مألوفة لنا من قبل ، ولم نرى مثيلا لها اذا كانت هناك تجاوزات فعلية تتعارض مع القانون ليس الا . والاسباب عديدة منها:
اولا : الدكتور باسل صرح على الملأ ان ما قام به انما هو عمل فردي خاص به ، ولم هذا مشروعا حزبيا تجمعيا وبالضرورة فلم يكن مشروعا بأمر من المشتركة وعناصرها او قسم منهم ،وكذلك فقد اعلن انه يتحمل شخصيا المسؤولية كاملة وتبعاتها ايضا .
ثانيا: طالما كان لدى الشرطة والمخابرات تلك المعلومات المسبقة وشبه المؤكدة ان هناك برمجة مسبقة من قبل الدكتور غطاس بنيته ادخال الهواتف وايصالها للسجناء أيا كانوا ، كان يتوجب عليهم احباط هذه العملية مسبقا ، وكانوا بغني من اعدا غرفة خاصة واعدادها تكنولوجيا بالكمرات والمسجلات الصوتية ووحدة رقابة الخ....
ثالثا : لم تكن هناك حاجة للمشاورات المسبقة مع وزير الامن الداخلي ورئيس الحكومة وغيرهم من المغرضين اليمينيين المحرضين ، وهنا تكمن خطة التعاون اشرطي والسياسي بهدف الاطاحة بالشخص بصفة خاصة ،والنيل من حزب التجمع بصفة عامة . وهنا تكمن النوايا المبيتة المغرضة التي جاءت لدعم مشروع سن قانون يجيز اقصاء بعض النواب العرب من داخل الكنيست ولدعم هذه الفكرة العدوانية .
رابعا : النوايا المفضوحة تجلت للعيان منذ اللحظة التي تم فيها القبض على تلك الهواتف ، حيث تم تسريب الخبر بالبينات المتعاقبة لجميع وسائل الاعلام العبري ، كإعلان لمباشرة "حملة عليهم" ، عليهم تعني على المتهم وعلى حزبه وعلى السجناء الامنيين وعلى حماس حركات المقاومة برمتها وعلى جميع اعضاء الكنيست بلا استثناء .
خامسا : منذ اللحظة الاولى لنشر الخبر الاول ، باشرت جميع الاحزاب اليمينية واليسارية ، الغربية والشرقية ، بالرقص والنط ، معلنة الانضمام الى جوقة المحرضين وقد انضم اليهم جميع الحركات والمنظمات المتطرفة والمحرضة لتصب جم غضبها وتبث سمها نحو العرب جميعا في هذه البلاد ، كما هو عهدنا بهم منذ الامد.
سادسا : اعتقال الرجل بهذه الطريقة وبهذه السرعة بالرغم من مثوله للتحقيق شخصيا ومباشرة ، كان اعتقالا سياسيا لا ضرورة له كما يقول خبراء القانون طالما ان الرجل لم يشكل خطرا على سلامة الجمهور ولم يكن بمقدوره مغادرة البلاد مثلا .
سابعا : بصراحة ن فان هذه الهجمة المكثفة كادت ان وحدة المشتركة التي سكتت سكوتا غير مبرر ، وعجزت عن رد هذه الهجمة عجزا مستهجنا ، لا تفسير لدي غير ان البلبلة طالت منهم مع خلفية سوء نوايا هنا وهناك . قد اتفهم موقفهم في ظل تلك الاجواء الكدرة لعدم ظهورهم لوسائل الاعلام الموجه ن لكني لم اتفهم عجزهم من اصدار بيانات اعلامية مطلقا . مع التأكيد بان البعض منهم آثر الاختفاء بعيدا عن الاعلام وبعضهم آثر الطيران الى بعيد ، وجميعهم قد تغيبوا من الكنيست ، كما تغيبوا عن حضور جلسة المحكمة .
ثامنا : كانت سبع سنين عجاف ، سيتلوها سبع اخرى عجاف ، هذه فترة الحكم المحتملة التي تراسها نتن ياهو وسيستمر الى فترة قادمة نتوقها كما هو ظاهر ، كلها عجاف بحقنا وسكون كذلك حتى يزول حكم هذا الرجل المستبد والعدواني بحقنا .
تاسعا : هكذا كان نتن ياهو ومعه خلق كثير مثله ، ففي السنة الاخيرة تحديدا ، وللمثال لا للحصر ، فقد شن حملة شعواء ضددنا مباشرة بدءً بالهجمة على الحركة الاسلامية الشمالية والاعلان عن اخراجها من القانون على انها حركة ارهابية ، وذلك من خلال اغلاق جميع مؤسساتها الفاعلة في المجتمع ومصادرة محتويات مكاتبها واموالا قد ادخروها مخصصة للأعمال الخيرة .
عاشرا : عملية ديزنجوف وقبل ان تبين نتائج واسباب العملية التي ساقت منفذها الى تنفيذها ، فقد وقف بيب مصرحا بانه سيضرب حماس وداعش اللتان تقفان من وراء هذه العملية ، وسرعان ما صرح بانه سينتقم منا في الداخل عندما تبين ان منفذ هذه العملية هو مواطن من وادي عارة ، فقد اعلن صراحة انه سيقتطع 5 مليارد شيقل من الميزانية المخصصة للوسط العربي ، قد يلقننا جميعا الدرس ، وكثر التهديد والوعيد .
احد عشر : على اثر شكوى لعملية اغتصاب مفتعلة وتبين انها كذبة ، صرح ملوحا شاهرا سيفه بان هذه العملية انما هي عملية اغتصاب ارهابية وقومية .
اثنا عشر : العلان رسميا على ان الحرائق الاخيرة انما هي همليات ارهبية يقف من ورائها المواطنين العرب دون استثناء ، وسرعان ما تبين كزبا .
ثلاث عشر : حملة اعتقالات لعشرات التجمعيين وزج الكثير منهم في معتقلات المحقيقين لفترات متفاوتة .
اربع عشر : الربط ما بين مشروع هدم البيوت العربية وما بين اخلاء مستوطنة عامونا ووضعنا في مقارنة سافلة من بيبي ومنظماته اليمينية الاستيطانية ، فقد تبنى مشروع "تدفيع الثمن " للمواطنين العرب في هذه البلاد ارضاء للمستوطنين من اتباعه واتباع امثاله وقد هدم خلال الاسبوع المنصرم 34 بيتا في مناطق النقب والقدس المحتلة ، وما زال مستمرا .
الخامس عشر : الحملة التحريضية الواسعة ، المرتبطة بقضية عضو الكنيست الدكتور باسل غطاس بالرغم من انها لم تكن مشروعا عاما الى هذا الحد ولدرجة زجه في المعتقل بالرغم من انه ما زال عضوا رسميا في الكنيست .
من هنا فقد ارى ان الوضع العام الذي يخيم علينا جميعا ، انما هو مشروع عدواني عنصري مبرمج بحسب حلقات وفصول ، انتاج وتقديم بيبي وحكومته ، مع سكوت من ليس ضمن حكومته ، مشروع مبرمج لسنين طوال لا نرى في الافق اية بارقة امل لزوال هذه الحكومة وزوال تلك الظلال التي ستنال منا جميعا عاجلا كان ام آجلا ، اليوم ارى من الضرورة بمكان للوقوف مع اخينا السيد باسل غطاس الغني عن التعريف والوقوف الى جانب اسرته الكريمة والوقوف مع جمهوره في حزبه وخارج حزبه ، واعتبار هذه الوقفة انما هي وقفة لنا ومن اجلنا جميعا .
كما ان الواجب يفرض علينا جمعا يدا بيد ، للوقوف والثبات في وجه هذا السياسات المتعاقبة التي تفرض علينا تباع من قبل جميع المؤسسات الرسمية بلا استثناء ، الامر الذي يضر بمصالحنا ومستقبلنا ومستقبل بلداتنا وشبابنا في كل زمان وفي كل مكان ،
نتمنى على الله السميع المجيب ان يفك اسر اخانا الدكتور باسل في اسرع وقت ، ويفك اسر جميع المعتقلات والمعتقلين .
وفقنا واياكم الله الى نصرة الحق ونصرة المظلومين .
(ابو انس)
[email protected]