أستضاف منتدى الكتاب في عيلبون الكاتب الكبير حنا أبو حنا، وذلك ضمن فعاليات المنتدى الشهرية، حيث يحاول المنتدى احياء روح القراءة عن طريق نقاشات متنوعة تتناول كتب ومواضيع أدبية وثقافية متنوعة.
تحدث الاستاذ حنا أبو حنا في البداية عن تجربته الطويلة في العمل الادبي، وعن أهمية الكتابة كوسيلة لنشر الوعي عند أبناء المجتمع. "حاولت ان أصف فلسطين ما قبل النكبة كما كانت وكما رأيتها. فالكتابة هي فعل مقاوم لمحاولات محو الذاكرة والتاريخ. حاولت دائما ان أكون مخلصا للاحداث واللغة، وفي نفس الوقت حاولت ان احافظ على حيوية اللغة، بواسطة استعمال العامية المحكية، وهي جزء من وصف ذلك المجتمع الحي"
هو من مواليد سنة 1928 ، ولد في قرية الرينة ويعتبر اليوم من أهم شعراء وكتاب البلاد الفلسطينيين. عمل مديرا للكلية الأرثدوكسية العربية في حيفا حتى سنة 1987، ومحاضرا في جامعة حيفا، وله تاريخ طويل من العمل الجماهيري الغني، حيث شارك في اصدار مجلة الجديد سنة 1952، ومجلة الغد سنة 1953، والمواكب سنة 1984، والمواقف سنة 1993. بالاضافة الى عمله التربوي الادبي، تحدث السيد أبو حنا عن ايمانه بالعمل السياسي الشعبي من أجل نشر وعي مقاومة الظلم والاستبداد، حيث كان واحدا من انشط المؤسسين لشبيبة الحزب الشيوعي خلال السنوات الاولى لقيام دولة اسرائيل.
تناول أعضاء المنتدى بعض النواحي الهامة لكتابه "ظل الغيمة"، وهو الجزء الاول من سيرته الذاتية، تناول فيها طفولته منذ لحظة الولادة على يد "النفجة" (القابلة)، وحتى سن الخامسة عشر، بكل من انطوت عليه الطفولة هذه من تجارب ومشاهدات، ومن ثقافة وعلاقات، ومن تنقل بين الريف بمفرداته وعناصره، وبين المدن وعلاماتها، مما جعل من سيرة الطفل هذه سيرة لجيل كامل ممن ولدوا سنة 1928.
وعبر اعضاء المنتدى عن تأثرهم بقراءة هذه الرواية ولقاء كاتبها، حيث اشادوا بمدى النشوة والذكريات القديمة المتجددة التي أثارت لديهم قراءة الرواية، وبالاخص الكلمات العامية الفلسطينية التي استعملها الكاتب.
عن تساؤلهم حول مصدر وسر قوته وايمانه على الاستمرار بالكتابة والعمل أجاب: "من ايماني بنفسي، ومن ايماني بشعبي أنه سوف يرقى في سلوكه وتطلعاته".
حاز السيد أبو حنا مؤخرا على جائزة محمود درويش على أعماله المتعددة، ومنها الشعرية. وكما انه تجدر الاشارة هنا الى اعماله الرائعة في أدب الاطفال، حيث كتب حوالي 15 كتابا للناشئين والصغار.
وأعرب السيد أبو حنا عن سعادته لزيارة عيلبون مجدداً، وذلك بعد انقطاع طويل عنها دام أكثر من 40 سنة.
[email protected]