منذ أن رفض المستوطنون في البؤرة الاستيطانية عمونا المقامة على أراض فلسطينية خاصة في الضفة الغربية المحتلة الخطة التي اقترحتها حكومة نتنياهو، بنقل المستوطنة إلى أراض مجاورة يتم الإعلان عنها كأنها أملاك غائبين، بدأ المئات من عناصر اليمين المتطرف بالتدفق إلى المستوطنة والتحصن بها تحسبا من تنفيذ قرار المحكمة العليا بإخلائها حتى موعد أقصاه الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
وعلم أنه تم إعداد خيام وأكواخ خشبية، مسبقا، كي تأوي عناصر اليمين الآتين إلى المستوطنة في محاولة لمنع إخلائها.
تجدر الإشارة إلى أن قسما من عناصر اليمين كان قد وصل إلى المكان قبل أن يرفض المستوطنيون اقتراح حكومة نتنياهو، علما أن المستوطنين أنفسهم قدموا اقتراحا بديلا يتضمن إقامة منزل على التلة ذاتها مباشرة مع هدم أي منزل في عمونا.
وفي المقابل، فإن عناصر اليمين الذين توجهوا إلى المكان يخططون لمنع عملية الإخلاء، دون إبداء أي استعداد للتعهد بعدم اللجوء للعنف.
وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن عناصر اليمين الوافدين إلى المستوطنة قاموا تجميع أكوام الإطارات على أطراف المستوطنة، كما أنهم ينوون رشق الجرافات بالحجارة. وفي المقابل، فإن المستوطنين يدعون أنهم لن يلجأوا للعنف، وفي الوقت نفسه يؤكدون أنهم لا يتحملون مسؤولية ما يقوم به الشبان الوافدين إلى المستوطنة من خارجها.
ويتضح أن فور انتهاء اجتماع المستوطنين في عمونا واتخاذ قرار برفض خطة الحكومة، اجتمع في المكان عناصر اليمين الوافدين إلى المستوطنة، وقدمت لهم إرشادات لمواجهة عملية الإخلاء، وطلب منهم توثيق ما قد يحصل. ومنذ رفض المقترح، ينام في المستوطنة مئات الشبان الوافدين إليها، استعدادا لدخول مواجهات مع قوات الأمن فور تنفيذ عملية الإخلاء، بحسب التقارير الإسرائيلية.
كما تبين أنهم يقومون بإرسال رسائل تحث على الوصول إلى المستوطنة.
وكانت الشرطة قد وزعت، يوم أمس الخميس، تحذيرات لعدد من ناشطي اليمين المعروفين لها، وخاصة المستوطنين، وحذرتهم من الوصول إلى عمونا. وكان بينهم مستوطنون من بيت إيل وعدي عاد وألون موريه وبات عاين وكريات أربع.
وأفاد تقرير نشرته صحيفة هآرتس أنه بالرغم من كل هذه الاستعدادات لمنع إخلائها، إلا أن المستوطنين وعناصر اليمين الآتين إليها على قناعة بأنها لن تبقى قائمة الأسبوع القادم، خاصة وأن رفض الخطة المقترحة من قبل حكومة نتنياهو، التي تقوم على نهب أراض مجاورة، جعل المستوطنين في المكان لوحدهم، دون أي غطاء رسمي.
[email protected]