تواصل الشرطة الإسرائيلية عملها بهدف تنفيذ مخطط فتح 10 مراكز جديدة في البلدات العربية وتجنيد 1350 شرطيا جديدا، بادعاء محاربة العنف والجريمة في المجتمع العربي، في الوقت الذي أثيرت فيه تساؤلات عديدة حول أهداف المخطط السلطوي والجدوى منه.
ومن بين البلدات العربية التي ستُفتتح فيها محطة للشرطة قرية كفر مندا، ولاقت هذه الخطوة انتقادات لاذعة ورفضا كبيرا بين الأهالي الذين حذروا من دمج الشباب والصبايا من القرية بالشرطة، بادعاء مكافحة العنف والجريمة وتحسين خدمات الشرطة.
لا نعوّل على الشرطة
قال الشيخ محمد نمر عبد الحميد، ، إنه من الواضح أن غالبية الأهالي يعارضون إقامة مركز للشرطة في كفر مندا وبطبيعة الحال أقف مع الأهالي في موقفهم هذا، لكن الانفلات والأحداث المؤسفة التي حصلت مؤخرا في البلدة أجهضت الاحتجاج الجدي على هذا القرار.
وأضاف أن الشرطة لن تحل مشاكلنا بقدر ما لديها أجندة وسياسة خاصة بها، ولو أرادت منع العنف لفعلت دون الحاجة لافتتاح مركز آخر فب البلدة. وللأسف الشديد نحن نتحمل جزءا من المسؤولية بسبب صمتنا وعدم قدرتنا على لجم حالة الانفلات من عنف وتخريب للممتلكات العامة، لكن هذا لا يعني ولا يبرر وجود الشرطة التي لا نعول عليها، فنحن لا نثق بها والتجارب أثبتت أنها غير جادة في مكافحة الجريمة وانتشار السلاح والمخدرات.
وأنهى عبد الحميد أن مراكز الشرطة أقيمت في عدة بلدات عربية دون أن تحد من العنف والإجرام وبقيت الأوضاع المأساوية فيها على حالها إن لم تكن أسوأ. نحن في كفر مندا نعارض بشدة هذه الخطوة ونأمل أن ينجح الأهالي بتكوين حركة احتجاج لمنع افتتاح مركز الشرطة.
أصوات خافتة
وقال الناشط حلمي بشناق ، إن الأهالي بطبيعة الحال يعارضون مبدئيا افتتاح مركز للشرطة، ولا توجد فائدة أو جدوى من هذه الخطوة لأن لها أبعاد وأهداف غير معلنة.
وأضاف أن الجميع يعرف مدى تقاعس الشرطة في محاربة العنف والجريمة في المجتمع العربي وموقف الشرطة العدائي لنا كعرب، ولذلك نؤكد رفضنا المطلق لإقامة مركز جديد للشرطة في بلدنا.
وحول موقف الأهالي، قال بشناق، إن ما شهدته القرية من بسبب العنف والتخريب جعل الكثيرين في حيرة من أمرهم، فهم من جهة لا يريدون دخول الشرطة للبلدة ومن جهة أخرى يريدون ضمان الأمن الشخصي والهدوء، ونحن نعلم أن الشرطة تنتهز الفرص وخاصة حين تتفاقم هذه الظواهر لتجد المبرر وتمرر أجندتها وأهدافها بذريعة فرض القانون من أجل ضمان الأمن والأمان للمواطنين.
وأشار إلى أن الأصوات المعارضة للشرطة مرتبكة أمام مطلب الناس بتوفير الهدوء والأمن في وقت ليس هناك أي جهة محلية تقدم الحلول للحد من العنف. وأعتقد أن المطلوب هو ممارسة الضغط على الشرطة للقيام بدورها وتطبيق القانون وليس إقامة مراكز إضافية.
تعقيب المجلس المحلي
وقال رئيس المجلس المحلي في كفر مندا، طه زيدان، ، إن ظواهر العنف التي طغت مؤخرا على البلدة والاعتداء والعبث بالممتلكات العامة آلمت الجميع وهي مستنكرة ومستهجنة.
وأضاف أن الشرطة لم تتشاور معنا حول قرارها إقامة مركز جديد في البلدة، لكن ما حصل هو بعد أن توجه لي بزيارة تعارف أخبرني الضابط جمال حكروش أن هناك قرارا بالأمر وطالبني أن نوفر لهم مكانا في الأراضي العامة بهدف إقامة مركز للشرطة فأخبرته بأنه ليس لدينا أي مكان شاغر، وبعدها علمت أنهم استأجروا بناية في كفر مندا تعود لأحد المواطنين من الناصرة.
وحول موقفه، قال زيدان، إن هذا الأمر حقيقة مربك، ولا أعلم ما هو القرار الأفضل والأنسب، فمن جهة أصبح العنف والاعتداء على الممتلكات العامة ظاهرة تستوجب محاربتها، ومن جهة أخرى قد يكون لها سلبيات في حالة من الفوضى والازعاج على الأجواء العامة.
وحول إذا ما نوقش الموضوع في جلسة لإدارة المجلس المحلي، قال زيدان: حقيقة لم نعقد جلسة بعد بهذا الشأن، وأعتقد أن هناك قرار لدى الشرطة، ومن حيث موقفي فأنا مرتبك بين هذا وذاك، لكن واضح أن القرار سيُنفذ.
الشيخ محمد نمر عبد الحميد
الناشط حلمي بشناق
رئيس المجلس المحليفي كفر مندا طه زيدان
[email protected]