عُقد، اليوم الأربعاء، في جمعية الجليل بمدينة شفاعمرو، مؤتمر عرض نتائج المسح الصحي البيئي الأول والذي حمل عنوان أزمة الصحة في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل، وشعار المؤتمر صحتنا بدها إنعاش.
وفي كلمتها، شدّدت ميسرة المؤتمر، د. روزلاند دعيم، أنّ ما أنجزته جمعية الجليل من خلال مركز ركاز، والمعطيات الصحيّة الصعبة التي كُشف عنها، هي ثمرة جهود كبيرة، وتحققت نتائج البحث من خلال دعم مركز الإحصاء الفلسطيني، الذي يقدّم دعمًا للجمعية منذ سنوات.
جاءت الافتتاحية بمشاركة كلٌ من ممثل لجنة المتابعة للجماهير العربية، د. عفو إغبارية، رئيس بلدية شفاعمرو، أمين عنبتاوي، رئيس بلدية سخنين، مازن غنايم، رئيس مجلس طرعان، عماد دحلة، وبمشاركة مدير عام جمعية الجليل، بكر عواودة، وخلال المداخلات سلّط المتحدثون الضوء على أزمة الصحة التي يعاني منها مجتمعنا الفلسطيني في الداخل، عدا عن مشاركة العديد من الشخصيات المهتمة بالموضوع.
وفي كلمته، أكدّ د. عفو إغبارية أنّ لجنة المتابعة تقوم بإجراء مشاورات واتصالات لجميع مركبات اللجنة والمهنيين لتنبثق لجنة تستطيع أن تنهج بمجتمعنا، وتضع قضايانا على سلم اهتماماتنا وبالأخص القضايا الصحيّة، ومن هنا تبدو متطلبات مجتمعنا كثيرة، وهناك ضرورة لتحصيل حقوقنا، حيثُ يعاني مجتمعنا من العنصرية والتحريض من الحكومة الحالية، ويحق لنا الاهتمام بقضايا الصحّة، التي طالما تمّ تهميشها على مدار سنين، ما شكل فجوات في واقعنا الصحي، ومن المهم الحفاظ على المجالات التي نجحنا بتحصيلها، وضرورة الحفاظ على القائمة المشتركة، كونها ستتابع مثل هذه المعطيات التي يُكشف عنها.
أما غنايم، فقال: مؤتمرٌ مهم جدًا، والأهم هي صحّة الإنسان الذي يقف على هذه الأرض، وهذه مناسبة لنذكر الفرق بين المستشفيات الموجودة في الشمال وتلك الموجودة في تل أبيب، وكأنما هناك دولتين دولة يسمونها إسرائيل، ودولة أخرى يسمونها تل أبيب، وعندما تكون في إيخلوف تشعر أنك في فندق 5 نجوم، 32 مليارد شيكل، للخمس سنوات القادمة، كانت الصحة لها حصة الأسد، ومؤلم جدًا أن تأتي وزارة المالية ووعدت بإقامة خطة بديلة في المجتمع العربي، ورأينا أن حصّة الصحة ليس لها أي مكان. وكان على وزير الصحة أن يخصص قسم من المبلغ (4 مليارد شيكل) لأقسام الصحة في المجالس المحلية، والميزانية العادية تكاد لا تكفي لشيء، ولتعزيز قسم الصحة، من المفروض أن نحصل على ميزانيات، ونحنُ نتوجه للساسة بأن يتعاملوا معنا وكأننا نقيم في المركز، فالغالبية في الشمال هم من المواطنين العرب، لذلك، فإنّ الخدمة التي نحصل عليها أقل من الوسط.
أما رئيس بلدية شفاعمرو، فقال في كلمته: إنّ جميع المجالس والبلديات فيها عدة أقسام من بينها قسم خدمات، شؤون اجتماعية وغيره، باستثناء قسم الصحة، ومن الخطأ أن نظن أنّ قسم الصحة الحالي هو قسم صحة، بل هو قسم نظافة وبيئة وتصريف مجاري، وغياب قسم الصحة، والمطلوب منّا هو دعم جمعية الجليل.
أما كلمة جمعية الجليل، فقد جاءت على لسان عواودة، الذي قال: ولدت فكرة هذا البحث بعد أن لمسنا من خلال بحوث سابقة خاصة المسح الاقتصادي الاجتماعي الرابع الذي نشرت نتائجه في العام السابق، تدهورًا في بعض المعايير الصحية لدى المواطنين العرب، ما لفت انتباهنا إلى ضرورة وجود قاعدة بيانات عميقة حول الأوضاع الصحيّة. هذا المسح شمل 2200 عائلة، وبتميّز هذا المسح عن المسوحات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى بشمولية تنفذ إلى عمق القضايا الصحيّة والبيئية للمواطنين العرب في البلاد، وبالخوض في تفاصيل دقيقة حول الأوضاع من وجهة نظر الناس وتوصيفهم لحالتهم.
أما بخصوص البحث الذي عمل عليه بنك المعلومات -ركاز، فإنه يُظهر البحث أنّ خلال العشر سنوات الماضية تضاعفت نسبة المرضى المصابين بمرض مزمن واحد على الأقل ووصلت إلى قرابة 30%، في جيل 21 وما فوق في المجتمع العربي، حيثُ تقبع أغلبية القرى والبلدات العربية في أدنى درجات السلم الاقتصادي والاجتماعي، بين الدرجة الأولى وحتى الثالثة، حيثُ يعيش أكثر من 50% من الأسر تحت خط الفقر في خانة الفقر والإهمال وانعدام تطوير البرامج الخاصة بالوضع الصحفي المجتمع العربي.
وشدّد عواودة على غياب سياسات حكوميّة جادة تسعى إلى تحقيق رفاهية المجتمع، وإلى تفادي المخاطر الصحيّة والبيئية. وإذا كان الوضع العام في المجتمع العربي على هذه الدرجة من الصعوبة، فإنّ الأوضاع أصعب أضعاف ذلك في المجتمع البدوي، حيثُ النقص وانعدام الخدمات ومؤسسات الرعاية الصحيّة، وغيره من الوقائع القاسية التي يعيش في مجتمعنا.
[email protected]