أكد النظام السوري التقارير التي تحدثت عن قصف إسرائيلي لموقع قرب العاصمة دمشق، فجر اليوم الأربعاء. وتحدثت التقارير عن أن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف قافلة تنقل أسلحة من سورية إلى حزب الله في لبنان. من جانبها، لا تؤكد ولا تنفي إسرائيل تقارير كهذه.
رغم ذلك، فإن اللافت في الغارة الإسرائيلية اليوم، هو أنها تأتي بوجود لاعب جديد في سورية، أي روسيا، التي نشرت سربين من طائراتها الحربية في اللاذقية وطرطوس بشمال سورية، في أيلول/سبتمبر العام الماضي. كذلك فإن روسيا زادت عدد راداراتها ومنظومات صواريخها المضادة للطائرات في سورية.
وأشار المحلل العسكري في صحيفة هآرتس، عاموس هرئيل، إلى أنه في موازاة تكثيف الوجود العسكري الروسي في سورية، تراجع بشكل كبير عدد التقارير التي تتحدث عن غارات إسرائيلية في الأراضي السورية.
ويذكر أنه في أعقاب نشر أسراب الطائرات الروسية في سورية، سارع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى زيارة موسكو واللقاء مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. والتقى الاثنان منذئذ ثلاث مرات أخرى، واتفقت الدولتان على إقامة نظام تنسيق بينهما لمنع صدام محتمل بين طائرات الدولتين عند الحدود بين إسرائيل وروسيا، أو منع سقوط طائرة إسرائيلية بصواريخ روسية مضادة للطائرات.
ووفقا لهرئيل، فإن الوجود الروسي المكثف في سورية يضع قيودا أمام سلاح الجو الإسرائيلي، إذ أن مدى الرادارات الروسية يصل إلى 400 كيلومتر، ما يعني أن بإمكانها رصد تحليق أية طائرة إسرائيلية من شمال البلاد وحتى شمال النقب جنوبا. كذلك فإن إسرائيل لا تستبعد أن المعلومات التي ترصدها الرادارات الروسية قد تصل إلى حزب الله، وذلك على ضوء التحالف الروسي – الإيراني الحالي من أجل إنقاذ نظام بشار الأسد.
واعتبر هرئيل أنه إذا كانت صحيحة الأنباء حول قصف إسرائيلي قرب دمشق، فجر اليوم، فإن هذا الأمر يدل على ما يبدو على حاجة عسكرية طارئة. ويذكر أن نتنياهو كان قد توعد بمواصلة العمل على منع نقل أسلحة من سورية إلى حزب الله، خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر العام الماضي. ووفقا لهذا المحلل فإن أقوال نتنياهو دلت على أن حزب الله حصل على صواريخ مضادة للطائرات من طراز اس أي 22 وكذلك صواريخ شاطئ – بحر من طراز ياخونت، كما أن مسؤولين إسرائيليين عبروا عن قلقهم من وصول صواريخ متوسطة المدى وفائقة الدقة إلى أيدي حزب الله.
وتساءل هرئيل ما إذا كانت روسيا تدرك احتياجات إسرائيل الطارئة ومستعدة لغض الطرف إزاء غارات كهذه المنسوبة لها، وبوتيرة بطيئة؟، مضيفا أن الدولتين لا تقولان ذلك بصورة مباشرة.
ورأى هرئيل وجود سياق آخر وأوسع للغارة الإسرائيلية، يتعلق بعدم وجود نية لدى إدارة باراك أوباما بالتدخل في سورية ووقف تقدم النظام وروسيا في حلب، خلال الخمسين يوما المتبقية قبل بدء ولاية دونالد ترامب. وفي مقابل ذلك، يبدو بوتين كمن يريد استغلال الفترة الزمنية بين نهاية ولاية أوباما وبداية ولاية ترامب، الذي عبر عن تأييده للمصالح الروسية. ويريد بوتين تشديد الضغوط على المعارضة السورية من أجل منح انتصار للأسد، في حلب على الأقل.
[email protected]