حقق الجيش السوري تقدما اضافيا في مدينة #حلب، تزامنا مع مقتل ثمانية مدنيين على الاقل جراء قصف مدفعي وجوي على الاحياء الشرقية لهذه المدينة، ما يفاقم معاناة السكان المحاصرين في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة.
واعلن الجيش الاميركي اولى خسائره البشرية في الميدان السوري مع وفاة جندي متأثرا بجروح اصيب بها في انفجار عبوة ناسفة خلال هجوم ضد تنظيم #الدولة_الاسلامية في شمال سوريا.
في مدينة حلب، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن الجيش السوري بات يسيطر على ستين في المائة من حي مساكن هنانو، الاكبر في القسم الشرقي من المدينة ويتقدم بسرعة.
واكد التلفزيون السوري الرسمي الجمعة من جهته ان "وحدات الجيش تتقدم داخل مساكن هنانو من ثلاثة محاور"، معتبرا ان الحي يشكل "اكبر جبهات حلب حاليا".
وستتيح سيطرة الجيش بالكامل على مساكن هنانو، فصل القسم الشمالي من الاحياء الشرقية عن جنوبها، كما سمكن من الاشراف ناريا على حي الصاخور المجاور.
وتعرض حي مساكن هنانو واحياء اخرى تحت سيطرة الفصائل في شرق المدينة الى قصف مدفعي وغارات جوية لقوات النظام، تسببت بمقتل ثمانية مدنيين على الاقل وفق المرصد، لترتفع بذلك حصيلة القتلى جراء قصف قوات النظام على شرق حلب الى 196 مدنيا بينهم 27 طفلا على الاقل، منذ 15 تشرين الثاني. وقتل 122 مقاتلا على الاقل من فصائل المعارضة خلال الفترة نفسها في شرق حلب.
وترد الفصائل المعارضة بقصف الاحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام بالقذائف، ما ادى الى مقتل 18 مدنيا بينهم عشرة اطفال في الفترة ذاتها.
وتزداد معاناة اكثر من 250 الف شخص محاصرين في الاحياء الشرقية مع تكثيف قوات النظام لقصفها الجوي والمدفعي والذي اوقع الخميس 32 مدنيا بينهم خمسة اطفال، في حصيلة تعد بين الاعلى منذ استئناف الجيش قصفه على شرق حلب في 15 تشرين الثاني بهدف استعادة السيطرة على شرق المدينة.
وقال ابو رائد (50 عاما) من سكان حي الفردوس وهو أب لأربعة اولاد لمراسل فرانس برس في شرق حلب "منذ ستة ايام لم يتوقف القصف الجوي والمدفعي عن الحي الذي اسكن فيه". واضاف "اصبح النزول الى الشارع لتأمين الطعام امرا خطرا وصعبا جداً بسبب شدة القصف وخلو الاسواق من البائعين والمواد الغذائية". وتابع "اشعر بالخوف بسبب تقدم الجيش وازدياد القصف ولا يوجد مكان آمن اذهب اليه انا وعائلتي وعندما يبدأ القصف نختبئ في غرفة داخلية بعيدة عن الشارع".
وفي حي باب النيرب، قال ابو حسين (38 عاما) لفرانس برس "لم اشهد طوال السنوات الماضية قصفاً مدفعياً بهذه الكثافة وكأنني اسكن في ارض المعركة. القذائف تتساقط على الشوارع كالأمطار والكثير من الاشخاص هنا قتلوا واصيبوا بسببها". واضاف "لا اعلم ماذا تنتظر الامم المتحدة، لماذا لا يقومون بإخراج الاطفال والنساء على الاقل من هنا؟".
منذ الخميس، تمكنت خمس عائلات، احداها صباح الجمعة، من مغادرة شرق حلب الى حي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية في شمال المدينة. وافاد المرصد عصرا بوصول اربعة اطفال الى الشيخ مقصود قادمين من شرق المدينة.
وذكر المرصد ان عشرات العائلات حاولت الجمعة الفرار من حي بستان الباشا الى الشيخ مقصود لكن مقاتلي الفصائل منعوا عبورها واستهدفوا الحي بقذائف، ما ادى الى اصابة مدنيين بجروح احداهما امراة.
وقال محمد حج حسين (43 عاما) من سكان حي طريق الباب لفرانس برس "لم اعد احتمل العيش في هذه الظروف الصعبة فلا يوجد عمل ولا طعام والقصف لا يهدأ". واضاف "الحي الذي اسكنه مهدد بأن يتقدم اليه الجيش او يقوم برصده بشكل كامل، وانا الان ارغب بالخروج من هنا بأي وسيلة كانت ومن ثم السفر الى تركيا والعمل هناك مع اخوتي الذين غادروا قبل عامين".
وتسببت غارات جوية على قريتين في ريف حلب الغربي الجمعة بمقتل 18 مدنيا، بينهم اربعة اطفال، وفق المرصد.
على جبهة اخرى في شمال غرب سوريا، احصى المرصد مقتل ثلاثة مدنيين جراء غارات لم يعرف اذا كانت سورية ام روسية على مستشفى توليد صغير في قرية في ريف ادلب الشمالي. وتسببت الغارت بخروج المشفى عن الخدمة بحسب المرصد.
في ريف دمشق، تستهدف قوات النظام بالمدفعية والغارات الكثيفة مدنا عدة في الغوطة الشرقية، لا سيما في مدينة دوما حيث قتل شخصان على الاقل الجمعة واصيب 15 اخرون بجروح.
واحصى المرصد مقتل 49 مدنيا بينهم 24 طفلا جراء حملة القصف المستمرة منذ 17 تشرين الثاني/نوفمبر في هذه المنطقة
في موازاة ذلك، أعلنت القيادة المركزية الاميركية (سنتكوم) الجمعة ان جنديا اميركيا في قوات التحالف الدولي توفي الخميس متأثرا بجروح اصيب بها في انفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع في شمال سوريا، حيث تنشر الولايات المتحدة عددا من افراد قواتها الخاصة.
وقال اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند قائد قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في بيان ان "التحالف ضد (تنظيم) الدولة الاسلامية يتوجه باحر التعازي الى اسرة واصدقاء ورفاق هذا البطل" الذي توفي الخميس.
ونشرت واشنطن افرادا من وحداتها الخاصة في شمال سوريا لتقديم المشورة لقوات سوريا الديموقراطية التي بدأت في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر حملة "غضب الفرات" لطرد الجهاديين من معقلهم في الرقة بدعم من التحالف الدولي. وتمكنت من السيطرة على عشرات القرى والمزارع حول الرقة لكن بدون الدخول اليها بعد.
[email protected]