نهلنَا آلعِلمَ من نبعِكِ يا رامه وكم سجَدنا لجلالِكِ إحتراما
كُنتِ كعبةَ مَن طلَبَ آلعُلا جِئناكِ حيارى فزِدتِنا إقداما
لَن ننسى فضلَكِ أيَّتُها آلفاضلةِ آلطلاَّبُ آلجُدُدُ وآلدَّارسونَ آلقُدامى
أنتِ قلبُ آلجليلِ ومركِزُهُ وما كُنتِ بكُتُبِ آلتَّاريخِ أرقاما
إزدانَت كُتُبُ آلأوَّلينَ بسيرَتِكِ وما زِلتِ للبشرِ بيارقاً وأعلاما
يَشهدُ لبهاءكِ آلقِرطاسُ وآلكاغِدُ ولِسناءِ نورِكِ يراعاتٌ وأقلاما
بقيتِ كآلشَّمسِ جميلةٌ لطيفةٌ وبزيتونِكِ لطيورِ آلفردوسِ ألحانا
حماكِ حَيدرٌ من كُلِّ شَرٍّ وضمَّخَ شُموخَكِ عِطرُ آلخُزامى
لماذا إسودَّ وجهُكِ وتجهَّمَ وما عُدتِ أطَعتِ شُيوخاً ورُهبانا
صارَ زهقُ آلرُّوحِ شُربَةُ ماءٍ فما ذنبُ آلثَّكالى وآلأرامِلِ وآليتامى
تاهَت آلسَّفينةُ بلُجَجِ آلبحرِ وما عادَ لها بآليَمِّ شُطآنا
صارَ يسيلُ بعَينِ آلصَّرارِ دَمٌ وكم من شاربِ ماءَها عزَّانا
قتلنا وحلَّلنا دِماءَ بعضِنا وما صدَّنا إنجيلٌ وقُرآنا
أهلُنا كانوا طيِّبينَ كآلعسَل وتطيَّبَت أطيابٌ من شذانا
لا تقتُل وصيَّةُ خالقِ آلكَونِ وبوصايا آللهِ علَّقنا رجانا
إلى صِراطٍ مُستقيمٍ دعانا وعن آلذَّبحِ وآلقتلِ قد نهانا
لو دعانا كافرٌ وطغانا صرخنا لا بآلله حاشانا
لنرحمُ بعضَنا فآلمصائبُ جليلةٌ وتبلَّلت بآلدمعِ مناديلٌ وأكفانا
صُلحُ الأهلِ للأهلِ أسعَدَنا وقتلُ آلجارِ للجارِ أشقانا
رُفعَت رايةُ آلصُّلحِ ففرحنا وقُلنا ربُّ آلكونِ قد هدانا
نضَبَ نبعُ آلدَّمِ آلمُتدفِّقِ وآرتحنا وإذ لشيطانِ آلذَّبحِ ينبوعٌ وبُستانا
وإذ بإبليسِ آلشَرِّ ينتعِشُ يُعكِّرُ ماءنا ويُلوِّثُ هوانا
إخرس أيُّها آلبومِ وآنصرِف ودَع آلحسُّونَ يُغرِّدُ بفيءِ رُبانا
ولنفتح صفحةً بيضاءَ ناصِعةً وليَكُ آلفقيدُ للصُلحِ قُربانا
أستغيثُ بملائكةَ آلرَبِّ وأتوسَّلُ وأقولُ لملاكِ آلموتِ كفانا كفانا
[email protected]