عندما تتحدث عن كرة القدم والرياضة في بلداتنا العربية ، لابد ان نتذكر ان للرياضة أساس في بناء أجيال تحارب وتصارع العنف وترفض الآفات الاجتماعية السلبية خلف كرة جلدية ، وان للعبة كرة القدم طريق واسع افاقه مفتوحة امام أجيال قد حملت حلما واعدا ترحل اليه مستقبلا .
ولكن في قرية دير حنا فالأمر اشبه بالمعجزة ، عندما تصبح كرة القدم مكسبا ماليا شخصيا لأصحاب المسؤولية في المؤسسات والمراكز والسلطة المحلية ، حتى يبدأ جميعهم يركضون خلف المال الذي تجنيه ممن يبحثون عن مستقبلهم الكروي او ممارسة هواية لعبة كرة القدم على ارض ملعب دير حنا البلدي ، فتبدأ بطلب أموالا بمبالغ خيالية .
ففي دير حنا اذا أراد لاعب كرة القدم حتى وان كان ابن القرية ان يمارس رياضته ، فعليه ان يدفع ضريبة دخوله الى ارض الملعب وإلا فانه يخرج من هناك مطرودا ، اما ان يعود الى الشارع والى العنف ، او يبحث له عن ملعب اخر يكمل فيه حكاية الحلم الوردي الذي رسمه في بداية الطريق .
في تقرير اعده مراسلنا زار خلاله ملعب كرة القدم في دير حنا ليتفاجأ فيما سمعته اذناه من المدربين واللاعبين ومن بحث له عن مكان يمارس فيه حبه الرياضي .
المدرب حسام عزام من قرية دير حنا الذي عاش الويلات ودفع الغرامات لكي يستطيع اجراء مباراة كرة قدم على ملعب دير حنا البلدي ، عدا عن المبالغ الطائلة التي تطالبه بها إدارة المركز الثقافي " المتناس" في دير حنا والتي اعتبرت نفسها ربّ المكان وصاحبة الملعب الخاص ، حتى بات كسائر الرواد الى الملعب لا حول له ولا قوة ينتظر الفرج القريب او يعود المسؤولين الى وعيهم والى أداء عملهم بأمانة وإخلاص ورعاية الأجيال التي عشقت الرياضة في دير حنا .
وقال عزام :" في دير حنا بدلا من ان تهب السلطة والمحلية وأصحاب المناصب في المؤسسات التي تعنى بشؤون محاربة ظاهرة العنف والآفات السلبية وان تبني برامج ومخططات تهدف الى بناء أجيال وان تحترم الأجيال التي حلمها الرياضة ، تسعى هي ذاتها الى وأد ودفن النشاطات والبرامج والفعاليات وعلى رأسها الرياضة والتهديد بإغلاق الملعب امام اللاعبين ان لم يدفعوا رسوم دخولهم الملعب .
وأضاف عزام :" من المفهوم ضمنا ان كل مؤسسة في السلطة المحلية وظيفتها بناء وتوفير الأجواء الخصبة للمواطن ، كما يجب على قسم الرياضة في كل سلطة محلية ان يبني فرق رياضية متنوعة وان يبني مدرسة لكرة القدم ، الا ان الحال في دير حنا على العكس تمام ، فبدلا من ان يساهم قسم الرياضة في انشاء المدرسة الرياضية والكروية ، هو ذاته يسعى الى تخريب تلك المدارس وعلى مطالبتها بدفع مبالغ مقابل الخدمة التي تقدم له على طبق من الماس .
حدّث ولا حرج ، هذه كانت كلمات احد لاعبي القدامى في كرة القدم بقرية دير خنا ، حين قال :" رغم اننا ندفع الارنونا في موعدها للسلطة المحلية في دير حنا ، الا اننا لم نتلقى حتى ابسط الخدمات وهي ممارستنا رياضة كرة القدم الذي وجب على السلطة ان تكون اول من يدعم الرياضة ، ولكن وللأسف فان السلطة والمسؤولين فيها لا يعرفون لغة سوى لغة المال وكيفية جباية المال ممن يريدون ان يستخدموا الملعب ، وهذا حال مئات الطلاب المدربين الذين أرادوا استخدام الملعب .
[email protected]