نظم أهالي جمعية "يدًا بيد" في حيفا لقاءً مفتوحًا مع النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة، في الحديقة العامة في منطقة الكرمل.
وشارك في اللقاء جمهور واسع من أهالي المدينة اليهود والعرب، وقد تولى ادارة اللقاء الناشطان في "يدًا بيد" د. ميراف بن-نون وجوزيف أطرش.
تطرق النائب عودة خلال اللقاء لعدة مواضيع، مجيبًا على أسئلة الجمهور. وافتتح بالحديث عن حيفا، مدينته التي يعتبرها نموذجًا متقدمًا، وإن كان غير كامل، للمواطنة المشتركة، وعن القيم التي غرستها به هذه المدينة الجميلة.
كما تطرق عودة لاسئلة الجمهور حول عدم المشاركة في جنازة بيرس، وأكد أنه راض تمامًا عن قرار المشتركة، لانه لا يرى نفسه جزءًا من كل هذا البرنامج الرسمي الذي يتجاهل هويته كفلسطيني مواطن دولة اسرائيل. وقال عودة: لماذا تطلبون منا أن نكون "الحلقة الأضعف"؟! نحن نعترف بالقصة التاريخية للشعب اليهودي وبحقوقه، ومن حقنا أن يتم الاعتراف بقصتنا أيضًا، وبالغبن التاريخي الذي حصل لشعبنا. وفقط بالاعتراف ببالغبن التاريخي ننجح ببناء المستقبل وننجح بالمصالحة والتسامح.
وحول نفس الموضوع تابع عودة: قتلت السلطة الحاكمة 13 شابًا عربيًا في أحداث اكتوبر 2000، ولجنة اور الرسمية أكدت أنه لم يكن أي سبب يستدعي قتلهم ولم يشكلوا خطرًا على أحد. هل فكر أحد القادة على مدار كل هذه السنوات المشاركة في مراسم ذكرى ضحايانا؟ لم يشارك أحد بالرغم من أن المؤسسة الحاكمة في اسرائيل هي المسؤولة عن مقتل هولاء الشباب.
وتابع عودة: القائد توفيق زيّاد، توفي في حادث طرق، عندما كان يشغل منصب رئيس الجسم المانع في حكومة بيرس، وبالرغم من ذلك لم يشارك بيرس في جنازته. أنا لا أقصد أن أقول بأننا يجب أن نصلح الخطأ بخطأ مشابه، ولكني أحاول لفت الانتباه الى مطلب البعض أن يحولنا الى غير إنسانيين، الحلقة التي عليها دائمًا تقديم التنازلات، دون أن تلتفت إلى الغبن التاريخي وإلى تغييب روايتنا كليا.
وحول القائمة المشتركة قال عودة: لا نخفي الاختلافات بين مركبات القائمة المشتركة، ولكن كل هذه الاختلافات هي عبارة عن تعددية فكرية نفتخر بها. لقد راهن البعض على أن المشتركة ستنقسم بعد الانتخابات، وها نحن اليوم بعد مرور سنة ونصف على الانتخابات نعمل معًا كقائمة واحدة قوية.
وقال: احدى النتائج الايجابية لعدم مشاركتنا في جنازة بيرس هي الاهتمام الاعلامي والجماهيري غير المسبوق بقضايا الجماهير العربية في البلاد، وكأن البعض انتبهوا فقط الآن الى حقيقة أن خمس المواطنين في الدولة هم عرب وأن القائمة الثالثة في الكنيست هي القائمة المشتركة. وأمر ايجابي آخر هو هذه الحوارات، حتى لو لم أنجح بإقناع الجميع بموقفي وقيمي ووجهة نظري، أنا راضٍ لاننا نجحنا بعقد هذا الحوار بطريقة ديمقراطية.
وخلص عودة بأن الجنازة لم تكن جنازة شخصية بقدر ما كانت طقس قومي يبني الذاكرة الجماعية والرواية الاسرائيلية التي تتغنى بإقامة الدولة وبالعسكرة وتتجاهلنا كليًا.
[email protected]