أُدغدِغُ مُخّي بأنامِلي وأُحفِّزُهُ فيقفِزُ سائلاً مَن يَقرَعُ بابي؟
قُلتُ إطمئِنَّ أنا آلجسَدُ قالَ لا تستفِزَّ أعصابي
قلتُ بابُكَ موصودٌ وبهِ سِرٌّ ولا أجرُؤُ عليكَ ولا كِلابي
قالَ أمهِلني قِسطاً من آلزَّمنِ كَي أغتسِلَ وارتدِي ثِيابي
أجَبتُ خُذ وقتكَ إجهَز وأخبرني وأنا أُحضّرُ لَومي لكَ وعِتابي
قالَ ألمحُ صاحبُ آلحقِّ يلومُ وأنتَ من يُسبّبَ عذابي
قُلتُ أنتَ أيُّها آلمُخُّ تقودُني وأنا قادِرٌ وبعِزِّ شبابي
ألمُخُّ : إفرِض أنِّي ضِقتُ برفقتِكَ تركتُكَ ولحِقتُ بقيظِ آلحرَّ سرابي
قلتُ حينَها أعلِنُ حِدادي أخلَعُ نَعلي وأُمزقُ ثيابي
وأركُضُ في آلبلادِ عارياً يُسامَحُ آلمجنونُ فلا أنالَ عِقابي
وأصيرُ أُغنِّي على قبركَ وأمِدُّ مائدةَ خَمري وشرابي
أتقبَّلُ آلتَّعازي متى شِئتُ وعلى لحمٍ لذيذٍ يسيلُ لُعابي
أشعُرُ بنشوةٍ ترُدُّ روحي أستلُّ ورقةً وأتلو خِطابي
تلتئِمُ آلبشرُ وتُصغي صاغِرَةٌ وأنا أشرحُ دوافِعي وأسبابي
أسمعُ قهقهةً وأختالُ بحالي وكأنِّي أتمتعُ بعَسَلِ رُضابي
وفجأةً وعيتُ أنّ وضعيَ خطيرٌ أعدتُ إليَّ مُخِّي وأغلقتُ بابي
إستعدتُ إنسانيتي وضبطتُ توازُني وما إحتجتُ نواجذي وأنيابي
لولا آلنُّهى لآختلَّت آلأرضُ ولَصارَ آللّونُ آلأزرقُ عَنَّابي
ولو إختلَّ توازُني سقطتُ وماتَ مُخِّي بعِزِّ إضطِرابي
ألعقلُ بجُمجمةِ آلرأسِ زينةٌ وقارُ شَيخوخَتي وزهرُ شبابي
[email protected]