منذ عدة أيام اعترف "حزب الله" بمقتل اثنين من أبرز قياداته الميدانيين في سوريا، محمود حايك وفوزي أيوب، والجامع بينهما أن الأول مطلوب للقضاء اللبناني والثاني لمكتب التحقيق الفيدرالي الأميركي.
حايك هو عنصر في “حزب الله” وقد اتّهم بجرم محاولة اغتيال النائب "بطرس حرب" استنادا إلى المعطيات التي توافرت في ملف القضية، من خلال الاستقصاءات والتحريات التي أجرتها القوى الأمنية حول الحادثة، وكان مفوض الحكومة اللبنانية قد ادعى رسمياً على حايك بتهمة القيام بأعمال إرهابية، وأعقبها بقرار اتهامي طلب فيه عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة، وذلك بعد مداهمات عدة قامت بها القوى الأمنية لمنزله دون أن تعثر عليه.
فوزي أيوب والذي انتشرت قصته بسرعة كونه مطلوب لـ"FBI" حيث أنه كان معتقلا في "إسرائيل" قبل تحريره بصفقة تبادل للأسرى.
حزب الله يدفع بالعشرات من قيادييه من كبار السن!
دفع هذا الإعلان عن مقتل قائدين مطلوبين للقضاء بالكثيرين في لبنان للتساؤل عن السبب وراء دفع "حزب الله" بقيادات متقدمة بالعمر "في الأربعينيات والخمسينيات" وتمتلك من الخبرة والمعرفة بالأعمال الاستخباراتية، للمشاركة في المواجهات الميدانية، وبحسب موقع "الجنوبية" فإن هناك العشرات من هذه القيادات التي تم زجها في معارك سوريا، والعديد منها قتل!.
البعض يفسر ذلك بأنه بسبب الخسارات البشرية الضخمة للميليشيا في سوريا، ونقص في كادر القيادات. والبعض الآخر قرأ فيها مؤامرة خبيثة للتخلص من الأشخاص المطلوبين للعدالة بزجهم في هذه المعارك، حيث أن حمايتهم مكلفة! كما يستشهد أصحاب هذا الرأي بأن رئيس النظام الإيراني "روحاني" يحاول أن يقدم نفسه كشخصية وسطية ومرنة في علاقاته مع الغرب وبالتالي فإن وجود مثل هؤلاء المتهمين بقضايا "الإرهاب" يشكل إحراجا له، كما لا بد من ملاحظة أن هناك محاولات جدية لتهدئة الوضع الداخلي في لبنان، بعد تشكيل حكومة "وحدة وطنيّة جامعة" ضمّت وزراء من ميليشيا "حزب الله" الى جانب وزراء من قوى 14 آذار ومن بينهم النائب المستهدف في عمليّة الاغتيال "بطرس حرب" !.
المعارك الشرسة في سوريا اضطرت "حزب الله" لاستخدام كافة كروته!
بينما رأى ناشطون سوريون أن "حزب الله" الذي أسكرته حرب 2006 وانتصاراته الداخلية على الأفرقاء السياسيين اللبنانيين، تفاجأ كثيراً بشراسة القتال في سوريا. فقد تفاجأ بالسوريين وصلابتهم رغم قلة الخبرة العسكرية، أو انعدامها بالأحرى عند العديد منهم، فمعظم رجال الحر في سوريا ليس لهك اي خبرة حقيقية في استخدام السلاح. بينما عناصره، الذين من المفترض فيهم أنهم يملكون الخبرة الواسعة، كما أن رجاله، وبالرغم من كل حملته الطائفية، لا يملكون الدافع ولا الثقة بالنفس، لذلك تراهم يمتهنون السرقة والسلبطة ويهربون من المعارك.
لذلك فقد احتاج "الحزب" لإخراج المزيد من "كروته" المحفوظة مضحيا بقيادات ذات خبرات واسعة في الحروب الاستخباراتية، في محاولة منه لرفع الروح المعنوية لدى عناصره وللتحكم أكثر بحركتهم ومنعهم من الفرار.
[email protected]