تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي منذ أيام، أغنية الراحلة سعاد حسني «يا واد يا تقيل»، وهي مصورة بطريقة فاضحة وتقدمها صبية لبنانية... الكليب المصور بطريقة فجّة يُسيء إلى إحدى أشهر الأغاني الشعبية التي قدمت في القرن العشرين، وباتت أيقونة للدلع والغنج الراقيين.
فالفارق كبير بين ما قدّمته حسني بصوتها مع حسين فهمي في فيلم «خلي بالك من زوزو» عام 1972. ثمة رؤية متكاملة كتبها صلاح جاهين وأخرجها حسن الإمام. فتاة لعوب ومغناج، إنما ضمن سياق درامي جذّاب.
من يشاهد الكليب - الفضيحة، يشعر بأن من تقدّمه تروّج لنفسها كسلعة جنسية لا أكثر ولا أقل. الإثارة بالنسبة إليها بلا فكرة أو مرجع أو مضمون. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن غالبية فنانات الإغراء في العالم العربي، لا يعملن على فكرة ما لإثارة الجمهور، بل يفضلن طرقاً مختصرة وبسيطة وساذجة للوصول إلى قلوب الجماهير البسيطة، من خلال تقليل عدد قطع الملابس، وإظهار ما أمكن من مفاتن أجسادهن. ويبدو جلياً الفارق مع فنانات أجنبيات كريهانا مثلاً التي تقدّم الإغراء إنما ضمن سياق عرض متكامل.
تقديم صبية لبنانية أغنية «يا واد يا ثقيل»، يفتح نقاشاً لم ينته منذ سنوات، لماذا يعيد الفنانون تجديد أغانٍ قديمة بتوزيع جديد، هل هو نقص في الكلمات الجيدة أم الألحان، أم حنين إلى الماضي؟
[email protected]