قضت حكاية سمرة الأراضي في مدينة سخنين نَحبها ، حتى خرج الأهالي في المدينة عن صمتهم رافضين السمسرة واصواتهم تنادي بطردهم ، وان امكن معاقبتهم ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه في استغلال طموحات الشباب الواعدة وبناء أهدافهم المبنية على طمع وجشع .
في مدينة سخنين ، استنكر الشباب الوطني تلك القضية ، وقفوا امام المسؤولين ، افترشوا الأرض والتحفوا السماء امام البلدية ، وعلت أصواتهم سخنين موحدة لمحاربة سماسرة الأرض .
حكاية السمسرة الى اين في عيون اهل المدينة ، في تقرير اجراه مراسلنا مع شباب ورجال دين وناشطين في مدينة سخنين الذين أكدوا على السعي والنضال من اجل انقاذ ما تبقى من اراضهم الحبيبة ، وحول من اعطى الضوء الأخضر لتمادي السماسرة ومن المتهم في تلك الحكاية .
الناشط وسكرتير الشبيبة الشيوعية في البلاد عرفات بدارنة قال :" منذ سنوات ظهر للعلن موضوع سمسرة الأراضي في مدينة سخنين وأصبحت الاتفاقيات تبرم بعلم الجمهور ومساندة مسؤولين في البلدية، وأحيانا يتم إقامة مناقصات سرية يعلم فيها قلة قليلة من الناس بتسهيل من سماسرة معروفين..
وقال بدارنة :" هذه ظاهرة خطيرة جدا وخصوصا في ظل عدم وجود أراضي تلبي احتياجات المواطنين والمقيمين في سخنين ويأتي هذا التلاعب في المناقصات ليزيد معاناة أهلنا في المدينة وخصوصا شريحة الشباب والازواج الشابة الذين يفتقرون إلى أماكن يبنون فيها مساكن معيشتهم وفي ظل ارتفاع أسعار الأراضي في سخنين.
وأضاف بدارنة :" هنالك من يحاول جني الملايين على حساب أهل المدينة دون أن يأبه إلى الوضع القائم والذي تعيشه شرائح واسعة من أهلنا.وبالطبع ما كان لهؤلاء السماسرة والجمعيات المنتفعة أن تواصل الانتفاع والسيطرة على المناقصات والاستيلاء على الأراضي لولا دعم من السلطات المختصة التي تريد لشبابنا أن يتعب في البحث عن مكان السكن ولولا دعم من السلطة المحلية التي لا تتابع الموضوع بالطريقة اللازمة وأحيانا كثيرة تقوم بإهماله لأسباب مجهولة للبعض وأحيانا تساهم في تمرير هذه المناقصات.وفي هذه القضية بالتحديد يسأل السؤال لماذا وافقت بلدية سخنين على حصول السماسرة على الأراضي بثمن رخيص وبيعها لأهالي سخنين بأسعار باهضة ؟ مع العلم ان البلدية قد وقعت على بيان اللجنة الشعبية الأخير الذي يحارب هذه الظاهرة وكأنها تذر الرماد في عيون المواطنين. فلصالح من هذا التلاعب؟ثم لماذا لا تقوم بلدية سخنين وحسب القانون بالإعلان عن المناقصات التي تقوم بها وزارة الإسكان لبيع قسائم في المدينة؟الشبيبة الشيوعية تناشد أهلنا في سخنين وخصوصا جمهور الشباب لمتابعة هذه القضية التي نشبهها بالمصادرة لأنها تصادر الحق ممن لا يملكون وتمنحه لشريحة تعبث بمقدرات هذا البلد الطيب.
د. خالد غنايم عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قال :" موضوع السمسرة في النظر الشرعي بمفهومه هذا هو اكل اموال الناس بالباطل واضرار بالمصلحة العامة وقال الرسول لا ضرر ولا ضرار فالسمسرة هي نوع من انواع مصادرة الاراضي ولكن لصالح فئة محسوبة على السلطة القطرية على حساب المواطن البسيط الذي هو في الأصل موضع العناية من هنا اقول ان السمسرة هذه خيانة وأكل حقوق الناس فهي حرام بهذا المفهوم.
وقال د. غنايم :" المتهم هي المنهال ووزارة الإسكان بشكل مباشرة ، لأنها هي التي تركت ثغرات في اتفاقية قطع الارض مما استغلها السماسرة في بيع القطع بأسعار عالية والاصل ان يبنوا عليها شقق سكنية وتباع للمواطنين ولا تباع ارض مما وصل 440 متر مربع ثمنها 600 الف شيكل وكما ذكرت الاصل ان يبنى عليها شققفاستغلوا حاجة الناس للأرض وباعوها بهذه الاثمان الغالية.
وحول موقف أهالي المدينة من القضية وردود فعلهم قال د. غنايم :" اهل سخنين وبلدية ولجنة شعبية موحدين ضد هذه السمسرة ويقفون للسماسرة ولكل من يساعد السماسرة، يقفون ضد السماسرة سواء بالطرق القانونية والعمل الشعبي كما ذكرت.
المحام محمد أبو ريا قال :" مصطلح السمسرة مصطلح فضفاض , وتاريخيا كان يعني بيع الأراضي العربية للدولة من خلال مروجين أُطلق عليهم سماسرة الأرض. ولا يخفى على أحد الموقف الوطني للجماهير العربية عامة وفي سخنين يوم الأرض خاصة من سماسرة الأراضيالتقليديين, الموقف الذي يدينهم بل ويطالب حتى بمقاطعتهم. بيد أنه في الآونة الأخيرة بدا البعض يستعمل هذا المصطلح محليا ضمن سياق مختلف عنه تاريخيا ، ويصف كل من يتاجر بالعقارات على أنه سمسار ولو اشترى من عربي وباع لعربي ، بل ولو اشترى من يهودي وباع لعربي.
وقال المحام أبو ريا :" بخصوص ما يروج من سمسرة للأراضي في سخنين فالقصة تختلف عما ذكرته آنفا وتتلخص بإقامة جمعيات قانونية على يد مواطنين من سخنين وغير سخنين تنافس على المناقصة التي تعلنها دائرة أراضي إسرائيل ، وعندما تفوز فيها تقوم بعرضها للبيع على المواطنين بأسعار خيالية تساوي اضعاف سعر الشراء ، وهذا الذي يقصده أهل سخنين بموضوع سمسرة الأراضي الذي ما زال حامي الوطيس شعبيا على الساحة المحلية.
وتابع المحام أبو ريا قال :" من وجهة نظري فإنني أدّعي أنه لو قامت البلدية بواجبها في الاعتراض لدى دائرة أراضي إسرائيل وفي الوقت المحدد للاعتراضات لما كانت هذه الجمعيات تفوز بالمناقصات لتنفرد بالمواطنين وترفع الأسعار بهدف الربح منهم ، بل لو بادرت بالتخطيط وقدمت مخططاتها لدائرة أراضي إسرائيل لما وصلت الأمور لما وصلت إليه في سخنين الآن، وبناء عليه فإنني أتهم البلدية بالتقصير , وأتهم المعارضة هي الأخرى بالتقصير لعدم قيامها بواجبها في نقد الائتلاف وقيادة حراك شعبي يضع الأمور في نصابها ، وأنتقد الأحزاب والحركات التي تخشى مواجهة الموضوع لحرصها على كسب ود رجال الأعمال الذين يفوزون بهذه المناقصات ويدعمون هذه الأحزاب والحركات من الناحية الثانية. وأتهم اللجنة الشعبية التي لم تعد شعبية وأصبح دورها يقتصر على ترتيب أيام الأرض من كل سنة والتغطية على تقصير الإدارات المتعاقبة للبلدية
واختتم المحام أبو ريا قائلا :" وأخيرا فإنني اتهم المواطن الغلبان الذي ينسى مصلحته في كل جولة انتخابات محلية فلا يعمل لانتخاب كفاءات ، وإنما إمعات جل همها مصالحها الذاتية ، إذ لا يعقل أن تتفشى ظاهرة شراء الذمم وقت الانتخابات, ويكون لموقفنا الرافض للسمسرة مفعولا بعد الانتخابات. أما اليوم فإنني أدعو الجميع للتكاتف لزج البلدية وإجبارها على القيام بدورها لأنها الوحيدة القادرة قانونيا على قلب الطاولة وفرض واقع تخطيطي جديد.
الناشط الدكتور صفوت أبو ريا قال :" ابارك هذا الحراك الشبابي الغيور في بلدنا الحبيب سخنين عبر شبكات التواصل الاجتماعي وعبر الوقفات الاحتجاجية ، فهذا حقهم بالدفاع عن بناء بيت على ارض الآباء والأجداد ،وآن الأوان ان نتوحد جميعاً من اجل اجتثاث هذا الفساد في موضوع القسائم ووضع حد للسماسرة وأدواتهم الذين ينهشون في أراضي وقسائم بلدنا الغالي منذ فتره
وقال د. أبو ريا :" إن ترك هذه المجموعة تصول وتجول دون رقيب ولا حسيب تقوم بتحديد الأسعار حتى أصبحت أسعار القسائم تفوق الخيال وفوق قدرة أي شاب وشابه ، الأمر الذي يبقي حقهم لإمكانية بناء سقف يأويهم مستحيلا وحلما بعيد المنال.
وتابع د. أبو ريا :" الخاسر الأكبر هم اهلنا وشبابنا وخاصه العائلات المحتاجة الكثيرة ، فهي الأحقّ بقسائم العمار من هؤلاء السماسرة الذين ملأ نفوسهم الاستهتار والاستخفاف بحقوقنا وجلّ همهم أن يسمنوا حساباتهم في البنوك وخارج البنوك ، هذه القسائم موجوده داخل الخارطة الهيكلية لسخنين وحق لأهلها وتحت نفوذ ومسؤولية البلد والبلدية ، ومن هنا أطلب من الجميع ان يقوموا بواجبهم اتجاه بلدنا الحبيب بصدق وإخلاص.
[email protected]