"يا عيب الشوم" اقل كلمة طالت الدولة اللبنانية اليوم، خصوصاً وزارة الداخلية والبلديات، جراء تقصيرها في تنظيم عملية الانتخابات السورية الرئاسية في سفارة دمشق في اليرزة. المشهد كان كارثياً وفوضوياً، إذ استهل اللبنانيون يومهم بصباح متوتر لعن فيه بعضهم اليوم الذي ولدوا فيه لبنانيين. زحمة سير، طرق مقفلة، طلاب لم يصلوا إلى امتحاناتهم، عمال غابوا عن أعمالهم لساعات، اشعة شمس حارقة، سيارات تعطلت من الزحمة وغيرها من المظاهر التي تستقيل الحكومة على اثرها لو كان البلد حضارياً.
سياسياً، المشهد كان مفاجئاً للبعض ومضحكاً للبعض الآخر، والإعلام "اشتغل شغله" وعادت سياسة "زوم أوت وزوم إن"، من أجل تحديد حجم الوافدين إلى السفارة. منهم اعتبر أن الصورة تجسد شرعية الأسد الحقيقية، فيما الآخر سأل: ماذا يمثلون من ربع سكان لبنان؟ والأكيد أن لا جدوى من هذه الانتخابات والفوضى، طالما أن الأسد باقٍ في قصره، في حال حصلت انتخابات أو لم تحصل، فضلاً عما تداوله ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن عمليات تهديد للسوريين باعتقالهم عند الحدود في حال تبيّن أنهم لم يصوتوا في الانتخابات. والعجيب في الجمهورية اللبنانية، أن الكثير من اللبنانيين المؤيدين لبشار الاسد، حملوا صوره والأعلام السورية نزلوا مع السوريين الى الشارع، كرسالة لتجديد البيعة كما قال أحدهم عبر شاشات التلفزة، فيما لم يقدم أحد منهم على النزول إلى الشارع ورفع العلم اللبناني احتجاجاً على الشغور في سدة رئاسة بلده لبنان.
[email protected]