استهل المنتخب الألماني بطل العالم، مشواره في يورو فرنسا 2016 بفوز بالغ الأهمية على المنتخب الأوكراني بهدفين نظيفين ضمن منافسات المجموعة الثالثة.
أحرز الهدفان، نجم دفاع نادي فالنسيا الإسباني شكودران موستافي في الدقيقة (19)، وقائد الفريق باستيان شفاينشتايجر، في الدقيقة (90+2).
المانشافت الباحث عن استعادة مجده الأوروبي الضائع منذ 20 عاماً صعد بهذا الفوز إلى صدارة المجموعة الثالثة التي كانت قد شهدت في وقت سابق من مساء اليوم فوزاً بولندياً على إيرلندا الشمالية بهدف نظيف.
وبدأ المنتخب الألماني اللقاء بضغط كبير كعادته، ولم يطل الأمر حتى تمكن قلب الدفاع شكودران موستافي من افتتاح التسجيل لصالح بلاده برأسية متقنة على أثر ضربة حرة نفذها مواطنه توني كروس.
كروس نفسه كاد يصنع الهدف الثاني أيضاً بعدها بعشر دقائق، عندما مرر كرة طويلة وضعت زميله سامي خضيرة أمام المرمى، غير أن الحارس الأوكراني بياتوف كان في المكان المناسب لمنع الهدف الثاني.
وشهدت الدقيقة 37 ضياعاً للتعادل الأوكراني بأعجوبة، بعد هجمة أوكرانية منسقة استغل معها يارمولينكو الفراغ الدفاعي على الجهة اليمنى للماكينات حيث يتواجد هيكتور ليسدد نحو مرمى نوير، لكن العملاق جيروم بواتينج نجح في إبعاد الكرة من على خط المرمى قبل دخولها.
في الشوط الثاني، حافظ لاعبو المنتخب الأوكراني على اندفاعهم وحماستهم، وكادوا يخادعون مانويل نوير، غير أن الأخير تصدى ببراعة لأكثر من فرصة محققة ليواصل الحفاظ على نظافة الشباك.
وبدا واضحاً أن الألمان كعادتهم لن يكتفوا بهدف وحيد، بل كثفوا محاولاتهم من أجل تسجيل هدف الأمان والاطمئنان، غير أن جوتزه ومولر ومواطنهما البديل أندريه شورله تفننوا في إضاعة التسديدات الواحدة تلو الأخرى.
وظن الجميع أن أوزيل سيعزز النتيجة لفريقه، لكن تسديدته الخطيرة التي استقرت بين أحضان بياتوف تحولت إلى مرتدة سريعة وخطيرة أوقفها الحارس نوير من جهته.
وفي الوقت الذي ظن فيه الجميع أن اللقاء متجه إلى النهاية على هذه النتيجة، تمكن قائد الماكينات باستيان شفاينشتايغر من تعزيز فوز بلاده بالهدف الثاني بعد دقائق قليلة فقط من دخوله بديلاً، لينتهي اللقاء بفوز الألمان بهدفين نظيفين.
مدرب المانشافت يواخيم لوف أظهر أنه ما زال يلهث خلف تقليد أسلوب الإسباني مدرب بايرن ميونيخ السابق بيب غوارديولا القائم على لامركزية اللاعبين، حيث تواجد لاعب الوسط الارتكازي سامي خضيرة كرأس حربة في أكثر من لقطة.
ولا يمكن فهم إصرار لوف على هذا الرسم التكتيكي الذي أثبت عدم نجاعته في المانشافت تحديداً في مناسبات عديدة سابقة، لا سيما بسبب الفراغ الدفاعي الكبير الذي يتسبب به في الخلف، والذي بدا فادحاً في الشوط الأول.
كذلك وضح أن البدء بماريو جوتزة كان على ما يبدو خياراً خاطئاً من قبل لوف، الذي كان الأجدر به البدء بماريو الآخر (جوميز)، من أجل استغلال طوله الجيد وسط القامات الأوكرانية الفارعة في الدفاع.
أما نجم ريال مدريد الإسباني توني كروس فكان من النقاط المضيئة للمانشافت، حيث تألق بدور قائد خط الوسط، فلم يبدُ تأثير غياب القائد باستيان شفاينشتايجر، الذي بدأ اللقاء من مقاعد البدلاء، كبيراً.
وبالحديث عن شفاينشتايجر، فقد أثبت الألماني المخضرم أنه كان يستحق مرافقة بعثة بلاده إلى فرنسا، بعد الهدف الذي سجله في الثواني الأخيرة للمباراة، والذي سيمنحه دفعة معنوية هائلة بكل تأكيد في قادم المباريات.
وعلى العكس من كروس وشفاينشتايجر، بدا نجم بايرن ميونيخ توماس مولر ظلاً لمولر الحقيقي الذي عادة ما يظهر في اللقاءات الدولية والمواعيد الكبرى، ليطرح العديد من علامات الاستفهام على مستواه مؤخراً.
وعلى الجانب الآخر، لا بد من الإشادة بأوكرانيا التي بدت مشاكسة في أغلب أوقات المباراة، وتمكنت من تشكيل خطورة كبيرة على مرمى مانويل نوير، غير أن الحظ لم يحالف لاعبيها في أكثر من لقطة.
ولعلها من المرات النادرة التي نرى فيها منتخباً يتفوق على الماكينات من الناحية البدنية، حيث كسب لاعبو أوكرانيا أغلب الصراعات والاحتكاكات، إضافة إلى إتقانهم للكرات الطولية التي كادت تقتل المانشافت لولا يقظة بواتينج ونوير.
[email protected]